حين مسكت القلم لأكتب، لم أعلم كيف ومن أين أبدأ وماذا أقول، ولكني أردت أن أقول شيئا بإنسان بزمن حارب الإنسان أخاه الإنسان، اردت أن أكتب بمشرع أصبح التشريع بزمنه عند البعض حياكة مشاريع تناسب من يُقدمها أردت أن أكتب عن أب أصبح الآباء بزمنه يحملون الأسماء فقط، أب لم تقتصر أبوته على أبنائه بل كان أبا لملايين الأبناء داخل الكويت وخارجها. مسكت قلمي وأردت أن أكتب ولدي شعور مُلح بالكتابة، حاولت ووجدتني كمن يريد أن يغرف بيديه من ماء البحر فمهما غرفت لا أستطيع أن أجمع إلا بعضا من خصاله ومآثر ومواقف هذا الرجل الشامخ بتواضعه والقوي ببساطته وابتسامته، المحب لمن حوله وإن اختلف واختلفوا معه. مهما غرفت وجمعت بيدي لا أستطيع التحدث عن رمز للعمل الإنساني والوطني، ومهما كتبت لا أملك القدرة على إيفائه حقه... رجلا تجده باسما في أحلك الظروف التي مرت بها دولة الكويت ليطمئن أبناءه وإخوته من أهل الوطن، لا أدري ماذا أقول برجل كان هاجسه حب الكويت وأهل الكويت، حمل هموم الإنسان بقلبه كويتيا كان أو عربيا أو أجنبيا، حُبه وإخلاصه لأخيه الإنسان تخطى الجنسية والحدود. ماذا أكتب عن رجل تناول قضايا الكويت بحكمة وإخلاص وحب بعيدا عن كل المسميات، كلما التقيته ولقائي به قليل باجتماع أو مناسبة أو محفل تسبقه ابتسامته، يوجه التحية ويسلم بحرارة ويسأل عن الأسرة والأهل ويسأل عن أبنائي المعوقين ويسأل عن زملاء العمل، كل هذا وهو الرجل المشغول المحتفي أو المحتفَى به، الرجل الذي يستقبل بتلك المناسبة العشرات بل المئات قبلي أو بعدي يهمون بتحيته، ولكن هذا هو أسلوبه وهذه هي أخلاقه وهذا هو جاسم الخرافي، ماذا أقول برجل لم يشده المنصب أو المال والجاه أو المكانة ولم يغيره ذلك ولم يضف له شيئا، كان دائما عاليا بدينه وأخلاقه وشهامته وصدقه وحبه للكويت وأهلها باختلاف فئاتهم ومشاربهم. كان دائما الانسان الذي يطمع كل محب للكويت أن يخطو خطواته، لا أستطيع أن أقول أو أوفي هذا الرجل الكبير بمكانته حقه. مهما دعوت لك فلن يكون دعائي إلا قطرات في أنهار أعمالك وعطائك ومسيرتك المعطرة في الانجاز والعطاء، فلك الرحمة وجنات الخلد إن شاء الله ولك مكانه عالية مع النبيين والصديقين إن شاء الله، ولنا جميعا الصبر والسلوان. وليفخر أبناؤك وأسرتك بأنهم من صلب هذا الإنسان الذي جمع المجتمع بفئاته وأطيافه، وستبقى يا أبا عبدالمحسن في قلوب محبيك وأهل الكويت الأوفياء وسنحرص على حمل رسالتك ونشر روح المحبة والعطاء والالتفاف حول قيادتنا كما توصينا دائما. وإلى جنات الخلد يا فارس الكويت «جاسم الخرافي» مدير عام الجمعية الكويتية لرعاية المعوقين
مشاركة :