جمال عبدالناصر.. مواقف وحكايات

  • 1/24/2020
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تلقى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر رسالة من برلين من أم تقول فيها أنا أم لثلاثة من المحاربين الذين قدموا حياتهم قربانا في سبيل بلادهم، وقد قرأت الكثير من قصص البطولة والأبطال, وانت أحد الأبطال الذين فعلوا لبلادهم الشيء الكثير، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن من سمعة طيبة تتفق مع أمجادها التاريخية، إنني أريد أن أراك في بلادك قبل أن يطويني الموت. وكان رد الزعيم جمال عبدالناصر «كم أنا معجب ببسالة أم رؤوم، وسعيدة وهبت وقتها فلذات أكبادها، وعاشت مع الماضي والحاضر تتذكر قصص البطولة والأبطال، وأنا وزملائي لم نفعل لوطننا العزيز سوى قليل من كثير أرحب بك بدوري وأريد أن أراك في مصر بلد العلم والحضارة والآثار».وتلقى رسالة أخرى من محام أمريكي قال وهو يخاطب جمال عبدالناصر: أريد أن تبعث لي بقصتك كثائر ووطني مكتوبة بخط يدك لأنني درست إلى جانب دراستي القانونية دراسة علم النفس، وأستطيع أن أحكم عليك من خط يدك.. وأنا لا أشك لحظة واحدة في أنك رجل عظيم وأنا أريد أن استكشف كل مظاهر عظمتك من خط يدك. رد عبدالناصر كاتبا له أن «قصتنا قصيرة جدًا فقد أشفقنا على بلادنا من مظاهر التحلل والفساد، الذي كنا نلمسه، ولا نستطيع له علاجًا، فقررنا نحن الضباط الأحرار أن نعمل عملاً إيجابيًا لننقذ وطننا الحبيب فكان موقفا تطلب منا ذلك».كما تلقى عبدالناصر رسالة ثالثة من ناظر مدرسة أمريكية يقول مرسلها «قرأت قصة كفاحك وكفاح زملائك أعضاء مجلس قيادة الثورة في عدد من المجلات الأمريكية، وقد أعجبت كل الإعجاب بشخصيتك كرئيس للضباط الأحرار: الذين قاموا بتلك الثورة التي أدهشت العالم والتي انتهت باستقرار الأمور في مصر والقضاء على من أساءوا إلى سمعتها.. وتسببوا في تأخير نهضتها، ولكني أحب أن أسألك ما هو مثلك الأعلى في الكفاح؟».وكان رد عبدالناصر الآتي «إن مثلنا الأعلى في الكفاح هو الإيمان والصبر، فكل مؤمن بفكرة صالحة، يستطيع أن يصبر على المكاره ولن يقطع الطريق المحفوف بالشوك إلا بعزيمة لا تضرها هزيمة لكي يحقق فكرته ويهزم العقبات، وقد صبرنا حتى حققنا لبلادنا ما نريده من عزة وكرامة». ورسالة أخيرة تلقاها عبدالناصر من مواطن من النمسا, يقول مرسلها: «قمتم بثورتكم البيضاء في سبيل مصر فطهرتموها من عصابات الإقطاع والرشوة والفساد ومحوتم صفحات سوداء في تاريخ بلادكم وإذا كانت الثورة الفرنسية قد امتازت بالقوة والدماء، فأنني أسألكم لماذا كنتم كرماء مع أعداء وطنكم، لماذا تركتم الحاكم السابق، يغادر البلاد وكان في استطاعتكم محاكمته على إساءته لبلاده». وكان رد عبدالناصر الآتي «لقد كانت رغبتنا في الإصلاح أقوى من رغبتنا في الانتقام، وكنا نسعى لإنقاذ الوطن، دون أن نفكر في الأشخاص ومن لا يعرف عليه أن يعرف: إذ كان لقادة ثورة 23يوليو1952 أمنيات: جمال عبدالناصر (زيادة الإنتاج ورفع المستوى الاجتماعي للشعب), جمال سالم (أرجو الله عز وجل أن يوفق أهل وادي النيل الى مستقبل شامخ على أسس من المبادئ السليمة حتى يقضي الله أمره في صالح هذا الوطن، والله الموفق وهو خير راع وخير هاد للطريق القويم), صلاح سالم (أن تعم المحبة جميع المواطنين), أنور السادات (أمنيتي بعد الجلاء، أن يتمتع كل فرد من أبناء هذا الشعب بفرصة كاملة في الحياة أمنا وطمأنينة ورخاء له ولأبنائه), حسين الشافعي (أمنيتي بعد الجلاء أن يشعر كل مواطن انه كان قبل الجلاء مشتركًا في هذه المعركة التي انتهت بهذا النصر فيثق بنفسه في المعارك المقبلة ويعرف مكانه فيها فيشعر بأنه أصبح مسؤولاً وعمله من صنع يديه فيضاعف العمل والجهد لتثبيت الحرية في عزة وكرامة), قائد جناح حسن إبراهيم (أتمنى لمصر الحديثة بعد الجلاء النهضة الشاملة حتى تتحقق لها العزة والكرامة ويتوافر لشعبها الخير والرفاهية), زكريا محيي الدين (إن أمنيتي أن يخرج آخر جندي بريطاني من أرض الوطن حتى تنهض ارض مصر وتستعيد تاريخها المجيد وأن يعم السلام, ولن يأتي هذا ولن يتحقق إلا بخروج آخر جندي بريطاني, وأن نعالج ونصحح كل الأخطاء وسيوفقنا الله), الصاغ كمال الدين حسين (كنت أعتبر الجلاء أمنية، أما وقد تحققت فإن أمنياتي بعد ذلك لا تقف عند حد بعدما تحطمت الحواجز، أتمنى لوطني العزة والمجد ولشعب وادي النيل السعادة والرخاء ودوام الحرية). لقد كانت ثورة 23يوليو 1952, والتي قادها جمال عبدالناصر إلى نصر وقد تحقق إنما هي امتداد لثورات عديدة قام بها رجال مصر الأحرار, وليكن للقارئ نظرة سريعة الى هؤلاء الثوار: أحمد عرابي (لو عاد أحمد عرابي ورأى جلاء القوات البريطانية عن أرض مصر وعن منطقة القناة لذهل حيث كان يطوف بذهنه أنه ثار هو وزملاؤه من اجل ذلك في وجه الخديوي، حتى جاء جمال عبدالناصر في ثورته يوم 23يوليو 1952 وحقق أماني هذا الزعيم (أحمد عرابي) وإذا كان أحمد عرابي لم ير بنفسه النتيجة الباهرة التي وصل إليها أبناؤه في العهد الحاضر وأعني به عهد ناصر فانه ينام الآن هادئًا مطمئنًا وأن يسبغ الله على مصر وعلى المصريين هذا النجاح. (مصطفى كمال) لو عاش مصطفى وشهد تحقيق الجلاء الكامل الناجز لكان ولا ريب أكثر المبتهجين، إذ هو أول زعيم ظهر بعد الاحتلال البريطاني مناديًا بالجلاء، داعيًا الأمة إلى النضال في سبيله، وكانت حياته رمزًا للنضال في سبيل تحقيق هذا الهدف لا يرضى عنه بدلاً). محمد فريد (كان شعور محمد فريد وهو يصف نفسه بأنه لو امتد به الأجل أن يرى ثورة 1952, ويشهد جلاء الاحتلال البريطاني الذي رزح على ارض مصر قرابة سبعين عامًا، حيث كانت مبادئه، ثابتة وهو ان الاحتلال لا علاج له إلا بالجلاء، وهكذا تحققت أمانيه بقيام الزعيم جمال عبدالناصر بإجلاء جنود الاحتلال عن مصر، كان محمد فريد فعلاً رائدًا للثورة التي سعى من اجلها حتى حققها أبناء مصر يوم 23 يوليو 1952, لم يبق الا ان نقول لهذا الزعيم (محمد فريد) نم قرير العين سعيدًا غاية السعادة. (سعد زغلول) (هذا الزعيم كان كفاحه مرآة لمصر وللعروبة) ومن وحي ثورة 23 يوليو 1952 كانت هذه الكلمات الخالدة (أبنائي المصريين سبحانك ربي جلت مشيئتك ودقت حكمتك، شئت أن تحقق للخلف ما لم تحققه للسلف فوفقت الأبناء والأحفاد بما لم توفق به الآباء والأجداد) ويقول أيضًا إنكم تؤسسون الآن ثم تشيدون فأجيدوا التأسيس والتشييد ولا تتعجلوا النتائج ولا تزعجوا أولياء أموركم متلهفين عليها مطالبين لها فالأمم لا تبنى في سنين والإصلاح لا يستكمل جوهريًا ولا يغدق نعمه في قفزة أو وثبة أو لحظة, كانت هذه كلمات الزعيم سعد زغلول أنه مجد الجلاء فالاحتلال كالمرض، لماذا؟ لأنه يهدم أول ما يهدم ثقة الشعب بنفسه، فيبقى منطلقًا لغيره، إن جلاء القوات البريطانية عن مصر كان حلمًا داعب رجال الثورة وفي مقدمتهم الزعيم جمال عبدالناصر الذي استطاع بالعزيمة والتوكل على الله تعالى تحقيق ذلك، فكان النصر لمصر والأمة العربية، نجاح ثورة 23 يوليو1952. 

مشاركة :