صفقة القرن هدية ترامب لنتنياهو

  • 1/25/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نددت السلطة الفلسطينية، الجمعة، باعتزام الرئيس الأميركي دونالد ترامب كشف خطّته للسلام في الشرق الأوسط قبل الزيارة التي سيجريها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن الثلاثاء، فيما وصفت صحيفة الجروزاليم بوست الإسرائيلية إعلان الرئيس الأميركي بمثابة هدية لصديقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتنياهو الذي يستعد لخوض انتخابات مبكرة مارس القادم. و”صفقة القرن”، خطة سلام أعدتها إدارة ترامب، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة إسرائيل، بما فيها وضع مدينة القدس الشرقية المحتلة وحق عودة اللاجئين. ويخشى الفلسطينيون أن تبدد خطة ترامب آمالهم في إقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967. وتعتبر إسرائيل القدس بشقيها عاصمتها الموحدة، فيما يريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية. واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، بعدما كانت تخضع للسيادة الأردنية كسائر مدن الضفة الغربية، وضمّتها لاحقا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. يتردد أن صفقة القرن تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات لمصلحة إسرائيل، بما فيها وضع القدس وعودة اللاجئين ومنذ انتخابه، قام ترامب بسلسلة من التحركات التي أسعدت إسرائيل وأغضبت الفلسطينيين، يتضمن ذلك قراره عام 2017 بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. وأوقفت إدارة ترامب مساعدات بمئات الملايين من الدولارات كانت تُقدّم للفلسطينيين، وقطعت تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وحتى الآن، لم يُكشف إلا القليل من الخطة التي يتعين عليها معالجة قضايا استعصت على جهود صانعي السلام السابقين على مدار عقود من الزمن، حيث تشمل هذه القضايا وضع القدس التي تضم مواقع مقدسة لدى اليهود والمسلمين والمسيحيين ووضع حدود متفق عليها بين الجانبين، إلى جانب وضع الترتيبات الأمنية لتهدئة مخاوف إسرائيل من هجمات الفلسطينيين. كما تشمل المطلب الفلسطيني بإقامة دولة، ووضع حد لاحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية وإيجاد حل لمحنة الملايين من اللاجئين الفلسطينيين وترتيبات لتقاسم الموارد الطبيعية الشحيحة مثل المياه، إلى جانب المطالب الفلسطينية بإزالة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية. واستبقت السلطة الفلسطينية تصريح ترامب بتجديد رفضها خطة السلام الأميركية، وذلك في أعقاب الإعلان عن دعوة القادة الإسرائيليين إلى زياراة واشنطن. وقال نبيل أبوردينة المتحدث باسم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في بيان “نؤكد مرة أخرى رفضنا القاطع للقرارات الأميركية التي جرى إعلانها حول القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل، إلى جانب جملة القرارات الأميركية المخالفة للقانون الدولي”. وأضاف أبوردينة “نجدد التأكيد على موقفنا الثابت الداعي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”. والخميس، وصف الرئيس الأميركي ترامب خطته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين المعروفة بأنها “عظيمة وستنجح”. ورحب ترامب بقدوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومنافسه زعيم حزب “أزرق أبيض” بيني غانتس، ولكنه أشار إلى أن صنع السلام بينهما سيكون أصعب من إنجاح صفقة القرن. وكان البيت الأبيض دعا كلا من نتنياهو وغانتس إلى لقاء ترامب، الثلاثاء المقبل، وقد رحبا بالدعوة وذلك قبل 38 يوما على الانتخابات الإسرائيلية المبكرة. ورأت صحيفة إسرائيلية في إعلان الرئيس الأميركي قراره نشر خطته للسلام بأنه بمثابة “هدية القرن” لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقالت صحيفة الجروزاليم بوست، الجمعة، “تلقى نتنياهو هدية القرن يوم الخميس عندما دعاه نائب الرئيس مايك بنس ومعه زعيم حزب أزرق أبيض بيني غانتس إلى البيت الأبيض لإجراء محادثات يوم الثلاثاء المقبل”. وأضافت ”إنها هدية لعدة أسباب، أولا، من المقرر أن يجري الكنيست يوم الثلاثاء تصويتا مصيريا على طلب نتنياهو الحصانة من المحاكمة بسبب جرائمه المزعومة بالرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة. هل يتراجع ‘أزرق أبيض’ الآن عن طلب عقد الجلسة بسبب القمة في واشنطن أم أنه سيتمسك بسلاحه؟”. وتابعت ”في كلتا الحالتين، سيكون الاهتمام من قبل الشعب بما يحدث في واشنطن وليس بما يحدث في الكنيست، فهناك، من المتوقع أن يقدم الرئيس دونالد ترامب وفريق السلام بقيادة صهره جاريد كوشنر تفاصيل الخطة إلى نتنياهو وغانتس ثم يمهدان الطريق لضم غور الأردن وربما أكثر”. ولفتت “إنها هدية لأنه على الرغم من دعوة غانتس، إلا أن نائب الرئيس الأميركي بنس أشار إلى أن الدعوة تم توجيهها بناء على طلب نتنياهو، وبعبارة أخرى، نتنياهو يبدو وكأنه قائد حقيقي، وليس زعيما يلعب ألعابا سياسية صغيرة عندما يتعلق الأمر بمسائل ذات أهمية استراتيجية مثل خطة ترامب للسلام”. وعلى ذلك فقد رأت الصحيفة أن “غانتس في موقف صعب، فمن ناحية، ستكون غريزته هي رفض الدعوة، لماذا يلعب دورا في لعبة نتنياهو؟ الجميع في السياسة الإسرائيلية، وخاصة في حزب الليكود التابع له، يعرفون أن نتنياهو ليس سياسيا كريما”. وقالت “ماذا يمكن أن يحدث في هذه الحالة؟ في 3 مارس، اليوم التالي للانتخابات. يعرف نتنياهو أن فرص اليمين في الفوز بـ61 مقعدا في الانتخابات المقبلة ليست عالية، وفرصته الوحيدة لتشكيل ائتلاف هي جعل غانتس يوافق على تشكيل حكومة وحدة”. وأضافت “الأميركيون هم السماسرة. جمعوا مناحيم بيغن وأنور السادات في البيت الأبيض في عام 1979، وجمعوا إسحق رابين وياسر عرفات في عام 1993، والآن، في عام 2020، سيكونون قد جمعوا نتنياهو وغانتس في المكتب البيضاوي”. وختمت الصحيفة “سيقدم ترامب خطة سلام مواتية ومن يعرف لماذا. كل ما عليك القيام به، كما يقول، هو تشكيل ائتلاف. من سيكون قادرا على قول لا؟”.

مشاركة :