في 26 يناير، نحتفل بيوم أستراليا. وقت التفكير والتأمل بمعنى مفهوم وروح المواطنة الأسترالية. تكريماً للأرض ونمط الحياة والحريات التي نتمتع بها، والأهم من ذلك، الاحتفال بمجتمعنا المتنوع ثقافياً هذا العام، ونحن نفكر أيضا في حرائق الغابات الأخيرة التي أثرت على العديد من المجتمعات في أستراليا. لقد تأثرت شخصياً بعبارات التضامن والدعم الكثيرة التي تلقتها أستراليا خلال هذه الأوقات الصعبة. أستراليا ممتنة للغاية للعديد من عروض الدعم التي حصلت عليها من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك من الحكومة القطرية. كما أنني ممتن للأفراد والمدارس وجمعيات المجتمع في قطر لتبرعهم للجمعيات الخيرية الأسترالية التي تدعم المجتمعات المتضررة. في هذه اللحظات الحرجة، رأينا أفضل ما في أستراليا، شجاعة رجال الإطفاء نكران الذات من قبل المتطوعين. وفيض العطاء والدعم من قبل المجتمع. سُألتُ مراراً من قبل أصدقاء أستراليا، «كيف يمكننا المساعدة؟» وبالطبع أرى أن إلى جانب التبرع للجمعيات الخيرية - كما فعل الكثيرون - يظل الدعم المستدام هو شراء المنتجات الأسترالية، وزيارة أستراليا للسياحة، والدراسة في أستراليا، والاستثمار في أستراليا. أستراليا تتمتع بمرونة اقتصادية وسوف تتعافى. حكومتنا لديها قدرات وموارد جيدة وبرغم من شدة تلك الحرائق، من المهم أن نعرف أن أجزاء كبيرة من البلاد لم تتأثر. مع انقضاء ستة أشهر من فترة مهامي كسفير أستراليا لدى دولة قطر، أدركت وجود العديد من الأسباب للتفاؤل بمستقبل العلاقة بين قطر وأستراليا. وصل حجم التبادل التجاري السنوي بين أستراليا وقطر إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، ببلوغها نحو 5.8 مليار ريال. عززت قطر مكانتها كثاني أكبر شريك تجاري لأستراليا في المنطقة. يتواجد بقطر عدد من الشركات الأسترالية - بعضها منذ عقود ومازالت حريصة للتواجد بقوة في قطر علاوة على قدوم شركات أسترالية جديدة للشراكة في قطر. تُعد أستراليا مصدرا رئيسيا للمواد الغذائية ومواد الصناعات الثقيلة والخدمات الهندسية والإنشاءات - تحتل أستراليا المركز الثاني عشر كأكبر مصدر لدولة قطر. الروابط الإنسانية مستمرة في النمو فوفقاً لوزارة الداخلية، يزور قطر نحو 40 ألف أسترالي سنويًا - بعضهم للعمل والبعض الآخر لزيارة معالم قطر السياحية في طريقهم لوجهاتهم إلى أوروبا وأفريقيا. عشرات الآلاف من الأستراليين أقاموا في قطر في وقت ما على مدى العقدين الماضيين وهناك حوالي 3000 أسترالي يعيشون هنا حالياً، كما أن الروابط البحثية بين قطر وأستراليا قوية، حيث قامت 24 جامعة أسترالية بتنفيذ مشاريع تعاونية مع المؤسسات القطرية في السنوات الأخير وتجري باستمرار تبادلات ثنائية رسمية. كما أرحب بالاستثمار البارز الذي حققته نبراس للطاقة في قطاع الطاقة في أستراليا - بحصولها مؤخرًا على 49% من أكبر مشروع لمحطات الرياح في نصف الكرة الجنوبي. في الأشهر الأخيرة، زارت قطر وفود برلمانية وتجارية وعسكرية بالإضافة لوفد لبحث التعاون في مجال الأمن السيبراني، أفضت هذه الزيارات لعلاقات أقوى وترسيخ لأُطر التعاون المشترك. لقد تشرفنا باستقبال وزير الدولة للشؤون الخارجية سعادة سلطان المريخي في أستراليا في نوفمبر، ونتطلع إلى مزيد من الزيارات الرسمية إلى أستراليا. وفي شهر نوفمبر أيضًا، وقعنا مذكرة تفاهم ثنائية لتبادل المعلومات المالية لمكافحة الجريمة الخطرة وتمويل الإرهاب. ولكن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به لضمان وصول العلاقة إلى كامل إمكاناتها. أرى أوجه تكامل قوية في التعليم والخدمات المالية والرعاية الصحية. على الرغم من شهرتنا كوننا المورد الرئيسي للسلع، في الواقع، تهيمن هذه الخدمات على الاقتصاد الأسترالي. أستراليا تأتي بالمركز الثالث للجامعات المدرجة في قائمة أفضل 100 جامعة على مستوى العالم، وتستضيف ثالث أكبر عدد من الطلاب الدوليين في العالم - بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. تمتلك أستراليا سادس أكبر مجموعة من الأموال الخاضعة للإدارة في العالم، ومؤسساتنا المالية متداخلة مع الاقتصادات الآسيوية الكبيرة. لدينا سبع شركات fintech من أفضل 100 شركة في العالم. إن الاستقرار السياسي في أستراليا ونظام القانون العام والعمالة الماهرة والشراكات التجارية القوية تجعلها مكانًا آمنًا وموثوقًا للاستثمار فيه. يتمتع مجال الصحة والطب في أستراليا بسمعة طيبة في مجال التكنولوجيا والابتكار والمهارات المهنية العالية والأبحاث المتقدمة والتطوير والنظام الصحي القوي. أخيراً، آمل أن يغتنم المزيد من القطريين الفرصة لزيارة أستراليا. ستظل أستراليا وجهة سفر ممتازة وآمنة، سواء في المناطق غير المتأثرة أو تلك التي ستتعافى من حرائق الغابات في الأشهر والسنوات القادمة. إذا كنت تخطط لزيارة أستراليا، فيرجى متابعة هذه الخطط. إذا لم تكن تخطط للقيام بذلك، فنحن نرحب بك كثيرًا. جوناثان موير سفير أستراليا لدى الدوحة
مشاركة :