"التفاوت بين الأطفال" لبرنار لاهير في رفّ الكتب

  • 1/26/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

"طفولات الطبقة – في التفاوت بين الأطفال" كتاب جماعي أشرف عليه برنار لاهير، أستاذ علم الاجتماع بدار المعلمين العليا في ليون، يبين كيف أن البشر لا يولدون متساوين، ولئن تناولت الخطب العالمة والسياسية التفاوت الاجتماعي، ماديّا وثقافيا، فإنها ظلت في الغالب مجردة. ومن ثَمّ انكب هؤلاء الباحثون على توضيح واقع الأطفال وتقديم صورة جلية عن الفوارق الصارخة في ظروف عيشهم الملموسة، من خلال بحث ميداني ما بين 2014 و2018 في مختلف المدن الفرنسية، ودراسة أوضاع خمسة وثلاثين طفلا ينتمون إلى شتى الطبقات الاجتماعية، الفقيرة والمتوسطة والعليا. وقد تميز البحث بجدته سواء من جهة جهازه المنهجي، أو من جهة طرائق تحريره، ليرسم بورتريهاتسوسيولوجية وتحاليل نظرية؛ غايته فهم حقيقة لا تقبل الجدل وهو أن الأطفال يعيشون في اللحظة نفسها في مجتمع واحد، وليس في عالم واحد. وأثر ذلك التفاوت على مصير الأفراد الاجتماعي. الرباعي المؤسس للفكر الفلسفي الحديث في كتاب "عصر السحرة" يستعرض الألماني فولفرامإيلنبرغر سيرة أربعة مفكرين هم لودفيغفيتغنشتاين، ومارتن هايدغر، وإرنستكاسيرر، وفالتر بنيامين، مثلوا منعرجا في الفكر الغربي ما بين الحربين العالميتين، ما بين 1919 و1929 تحديدا، فقد عالجوا، كل على طريقته، قضايا ساخنة في مرحلة بالغة التوتر، من نقد التكنولوجيا وأزمة الديمقراطية إلى الانكفاء الهووي والتنمية المستدامة، وتأولوها برؤية فلسفية جديدة وضعت أسس الفكر الغربي الحديث. وقد تتبع الكاتب سيرة أولئك المفكرين العباقرة من النمسا والغابة السوداء إلى باريس وبرلين لمعرفة منطلقاتهم وطرائق تفكيرهم ومشاكلهم الوجودية، والوقوف على موقعهم من مجتمعاتهم في تلك الحقبة العسيرة، التي شهدت صعود الفاشية والنازية والأزمة الاقتصادية العالمية. كتاب هامّ جمع بين البيوغرافيا والتحليل الفلسفي وحاز عنه صاحبه جائزة الاتحاد الأوروبي. الفرح لبلوغ الحكمة جديد الفيلسوف الفرنسي الراحل كليمان روسّي (1939-2018) كتاب بعنوان "الفرح أعمق من الحزن"، يضم ثمانية من جملة الحوارات الخمسة عشر التي أجراها معه ألكسندر لاكروا، رئيس تحرير "مجلة الفلسفة" ما بين 2006 و2017. ويكتشف فيه القارئ نظرة روسّي إلى مجموعة من الفلاسفة أمثال أفلاطون، ونيتشه، وسبينوزا، وهايدغر، وبرغسون، مثلما يكتشف دفاع الرجل عن واقعية مطلقة، راديكالية، فلا شيء موجود في اعتقاده غير الواقع. وهو يُقبل على هذا الواقع في شتى حالاته، حتى وُصف بكونه فيلسوف الفرح والتراجيديا، دون أن يكون متشائما. ومن أقواله الشهيرة: "كل شيء ضاع، لنفرح" أو "لنطمئن، كل شيء على غير ما يرام"، التي كان يطلقها كعلاج لهذه المرحلة المسكونة بالحيرة والجزع، وينصح الإنسان بأن يبقى فرحا رغم وضعه ككائن منذور للفناء، وأن يكون قادرا على معانقة وجوده بمرح ليبلغ مرتبة الحكمة والسعادة، وعلى استبعاد كل داع لليأس.

مشاركة :