الإنسان المدمَّر كتاب للفيلسوف الراحل جان فرنسوا ماتيي يندرج في سياق أعماله الأخيرة المسكونة بفكرة البربرية. العرب [نُشرفي2017/02/05، العدد: 10534، ص(12)] مجتمع الاستهلاك ألغى التمييز بين الضروري والكمالي عن دار غاليمار، صدرت طبعة جديدة لكتاب "التبادل الرمزي والموت"، الذي سبق للفيلسوف جان بودريار (1929-2007) أن نشره في أواسط سبعينات القرن العشرين، وفيه نقد لمجتمع الاستهلاك، حيث يؤدي المظهر الخادع إلى اجتماع النقيضين في شيء واحد، كالجمال والقبح في الموضة، واليسار واليمين في السياسة، والصواب والخطأ في كل وسائل الميديا والمواقع الاجتماعية، والطبيعة والثقافة في شتى مستويات الدلالة. وفي رأيه أن كل المعايير القيمية الإنسانية، تلك التي تتصل بحضارة التقويم الأخلاقي، والجمالي، والتطبيقي، تمّحي أمام منظومتنا القائمة على الصور والعلامات. فمجتمع الاستهلاك ألغى التمييز بين الضروري والكمالي. وفي هذا، هو الذي يضع في قلب المنظومة التبادلَ الرمزي، الذي لا يوجد في المجتمعات البدائية وحدها كما يدّعي علماء الأنثروبولوجيا، إذ أصبح التنافس الرمزي مبدأ تحدّ لكل الأنساق الموجودة. محاولة لتفكيك الثقافة "الإنسان المدمَّر" كتاب للفيلسوف الراحل جان فرنسوا ماتيي يندرج في سياق أعماله الأخيرة المسكونة بفكرة البربرية، وليست تلك التي عرفتها الحضارة الإغريقية الرومانية بوصفها صادرة من خارج ما هو إنساني، ولا تلك التي تدمّر وتسفك الدماء، بل هي بربرية تأمّلٍ، أكثر خبثا، تتحرك عن طريق التعقيم والتعطيل والإضعاف، وتتجلى كلما كفّت عملية أو إنتاج أو مؤسسة منخرطة في الحياة الاجتماعية عن خلق المعنى، وصارت تدمره أو تستهلكه في نوع من التشويش على أعمال سابقة أو على ترسباتها التاريخية. في هذا الكتاب يطور ماتيي هذه الفكرة مبيّنا الضربة الفاتكة التي أصابت الإنسية وسموّ المعنى على خلفية قطيعة مع ثقافة الغرب. وفي رأيه أن انحطاط الإنسان في المجتمعات الديمقراطية يعود إلى اعتباره مماثلا للمواد التي يصنعها وللوسائل التقنية التي صار عبدا لها. مراجعة المعتقد لتحدي داعش في كتابه الجديد "المسلمون أمام تحدي داعش"، يعتقد محمود حسين (الاسم المستعار للباحثين المصريين المقيمين بفرنسا بهجت النادي وعادل رفعت) أن الحرب التي يخوضها تنظيم داعش ضد القيم الإنسانية المعاصرة باسم العودة إلى إسلام الأصول، تمثل تحديا للمسلمين، لكونها لا ترغمهم على إدانتها أخلاقيا فحسب، وإنما أيضا على دحض خطاب داعش على المستوى التيولوجي، وهذا ما يفترض إعادة النظر في الاعتقاد بعدم قابلية القرآن للتقادم بوصفه كلام الله، ذلك الاعتقاد الذي يبين المؤلفان أنه لم يأت من القرآن بل من مسلَّمة أيديولوجية ألصقت بالقرآن بعد وفاة الرسول بمدة طويلة وناقضته في مواضع شتى. فكلام الله يقدَّم كحوار بين السماء والأرض، ويمزج الروحي بالظرفي، ويختلط بمعيش المسلمين الأوائل، على أرض الجزيرة العربية خلال القرن السابع الميلادي. وفي رأي الباحثين، فإن رفع تحدي داعش سيكون فرصة أمام المسلمين كي يستعيدوا حرية الضمير. :: اقرأ أيضاً أصول فلسفه الدم عبدالمنعم تليمة: النقد العربي يفتقر إلى الفلسفة شاشة الأدب.. سلمى مبارك تكتب عن لقاء النص والصورة مراقب الأحلام: مسرح التلصص
مشاركة :