بين رف الكتب: أسطورة الطفل المتوحش

  • 11/20/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الرسام والروائي الأميركي من أصل لبناني ربيع علم الدين يفوز بجائزة فيمينا للرواية الأجنبية عن امرأة غير ضرورية في أصلها الإنكليزي أو حيوات الورق في ترجمتها الفرنسية. العرب [نُشرفي2016/11/20، العدد: 10461، ص(14)] ملحمة تستعيد أسطورة الطفل المتوحش الذي يبلغ مرتبة التحضر جائزة فيمينا للرواية الفرنسية لهذا العام كانت من نصيب ماركوس مالط، عن رواية “الولد” وهي ملحمة تدور أحداثها في النصف الأول من القرن العشرين، تستعيد أسطورة الطفل المتوحش الذي يبلغ مرتبة التحضر، بطلها لا اسم له ولا صوت، ربته أمه في كوخ بمكان قفر جنوب فرنسا. ولمّا ماتت شدّ عصا الترحال بغير هادٍ سوى حدسه وتمسكه بالحياة، إلى أن التقى بمصارع في مدينة ملاه، يدعى برابيك دعاه إلى مرافقته في جولاته عبر القرى والمدن، وشيئا فشيئا ينمو وعيه ويتعرف على الجنس البشري الذي عاش بعيدا عنه ويتعلم لغته ونمط عيشه، وعلاقات أفراده بعضهم ببعض، ولا يلبث أن يكتشف الحب في ملامح الحسناء إيمّا، ولكن الحرب الطاحنة (1914-1918) تكشف له عن الوجه الآخر للوضع الإنساني، وجه الإنسانية البشع، الذي يقتل ويبيد بغير رحمة. التاريخ وقضايا الحق العام فازت “ليتيسيا أو نهاية البشر” بجائزة ميديسيس لهذا العام، ومؤلفها المؤرخ إيفان جابلونكا استقى أحداثها من حادث فظيع ذهبت ضحيته فتاة تدعى ليتيسيا بيرّي في شتاء 2011، وأعاد صياغة أطوار الجريمة وملابساتها ومحاكمة مرتكبها عام 2015، جريا على طريقة ترومان كابوتي في رواية “بدم بارد”. فقد التقى بأقارب الضحية التي اختُطفت ببلدة بورنيك واغتصبت وطُعنت وقُطّعت أشلاء، واطّلع على مجريات البحث، أي أنه درس الحادث كموضوع تاريخ، وحياة ليتيسيا كحدث اجتماعي، ليكتشف أن الفتاة كانت عرضة للعنف منذ طفولتها، وأنها اعتادت العيش تحت الخوف، ويبين أن هذا المسار العنيف يضيء في الوقت نفسه نهاية الفتاة المأساوية، والمجتمع برمته، حيث النساء يتعرضن للتحرش والضرب والاغتصاب والقتل في بلد حقوق الإنسان. امرأة تعيش بالأدب وللأدب جائزة فيمينا للرواية الأجنبية حصل عليها الرسام والروائي الأميركي من أصل لبناني ربيع علم الدين عن “امرأة غير ضرورية” في أصلها الإنكليزي أو “حيوات الورق” في ترجمتها الفرنسية. رواية تروي طقوس عليا وهي امرأة جاوزت السبعين اعتادت أن توقد في رأس كل سنة شمعتين لوالتر بنيامين، ثم تشرع في ترجمة أحد أعمال كتابها المفضلين: كافكا، بيسّوا، نابوكوف.. إلى العربية. طلّقها زوجها بعد أربعة أعوام من زواجهما، فصارت تملأ بالأدب حياتها وتتنشق أنفاسه على أنغام شوبان، وهي محاطة بالكتب وكراتين الورق، وترجماتها التي تبعث فيها الحياة. فالأدب هو ملاذها ومتعتها، في وقت كانت الحرب فيه تستعر، وبيروت تشتعل بنيران البغضاء والتفرقة. وعندما تخرج إلى الشارع تتذكر أحاديثها مع صديقتها آنا ومكتبتها التي دمّرت، وقراءاتها على ضوء شمعة.. رواية تحتفي بجمال بيروت وشدائدها زمن الحرب، وتعلن حبّها للأدب. :: اقرأ أيضاً الهزال التاريخي بيت العنف الأعمى طغاة لكنهم شعراء أزهار الشر مختارات بالهولندية لأشعار ثوار وديكتاتوريين بيتي في دمشق رؤية من الداخل للكاتبة البريطانية ديانا دارك

مشاركة :