مقالة خاصة: جرحى مسيرات العودة في غزة يكافحون لاستعادة حياتهم بشكل طبيعي

  • 1/26/2020
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

غزة 25 يناير 2020 (شينخوا) يقضي الفلسطيني جلال أبو حية من قطاع غزة ساعات طويلة على كرسي متحرك أمام ماكينة حديد يستخدمها في صناعة سيوف وخناجر لزبائنه لتحصيل قوت عائلته. ولجأ أبو حية في الأربعينيات من عمره، إلى إنشاء مشروع ورشة حدادة في منطقة سكنه بخانيونس جنوب غزة، بعد أن أصبح عاطلا عن العمل إثر إصابته بشلل نصفي دائم نتج عن عيار ناري اصابه من الجيش الإسرائيلي في ظهره قبل عام ونصف العام. وأصيب أبو حية خلال مشاركته في احتجاجات مسيرات العودة الشعبية يوم 14 مايو 2018، وهو أحد أكثر أيام المسيرات دموية بعد أن شهد مقتل وإصابة المئات أثناء إحيائهم قرب السياج الفاصل مع إسرائيل ذكرى "النكبة" الفلسطينية. وعمد الرجل إلى استغلال مساحة صغيرة أمام منزله في بناء غرفة من ألواح الصفيح ووضع ماكينات خاصة بالحدادة صنع غالبيتها بنفسه وتوفير مصدر دخله لعائلته. ويقول أبو حية الأب لخمسة أبنا، لوكالة أنباء (شينخوا)، إنه شارك في مسيرات العودة بدافع الاحتجاج على الحصار الإسرائيلي "الذي يقتلنا في غزة بشكل بطيء منذ سنوات طويلة". ويضيف بينما كان يعمل على سن أحد الخناجر على ماكينة الحديد "لحظة إصابته كانت بعيدا جدا عن السياج الفاصل والمواجهات المحتدمة بين المتظاهرين والجنود الإسرائيليين، لكن رصاصة غادرة أقعدتني مدى الحياة". كان أبو حية يعمل ضابطا في جهاز الدفاع المدني في غزة قبل إصابته التي أحالته إلى التقاعد المبكر براتب منخفض يقول إنه لا يكفي لتلبية احتياجات عائلته. ويشير إلى أنه عندما أصبح مشلولا لم يتقبل الإعاقة بل أصر على مواجهة واقعه الجديد واستكمال حياته "لأن الاستسلام للوضع المأساوي سيكون قبول بالموت التدريجي". وبعمله في الحدادة يقضي أبو حية أغلب وقته على رأس الماكينات متخلصا من وقت فراغ كبير جدا في حال كان استسلم لواقع الإعاقة، وهو يجني حوالي 1200 شيقل إسرائيلي (الدولار الأمريكي الواحد يساوى 3.5 شيقل) كدخل شهري بالمتوسط لضمان تحسين الدخل المالي لعائلته. لكنه يشتكي من "تقصير" المسؤولين عن متابعة أوضاع جرحى مسيرات العودة بما في ذلك الرعاية الصحية اللازمة. نفس الحال يردده الشاب مهند الأسود (29 عاما) من غزة الذي تعرض لعملية بتر لقدمه اليمنى جراء إصابته في احتجاجات مسيرات العودة برصاص الجيش الإسرائيلي في مايو 2018. ويشتكى الأسود لـ(شينخوا)، من عدم مراعاة أحوالهم كجرحى صنفوا بالحالات الحرجة بما في ذلك عدم تمكينه من تركيب طرف صناعي حتى اليوم. ويقول "كان لا بد أن أنشئ لنفسي مشروعا صغيرا، كي أعيل أسرتي وأعوض أبنائي عن ما يقارب عام ونصف العام من الألم والمعاناة من الفقر المدقع الذي نعيشه". ويعمل الأسود على إعداد المشروبات الساخنة مثل الشاي والقهوة وغيرها، في كشك صغير كان قد صنعه بنفسه، ووضعه على أحد المفارق الرئيسية في حي النصر شمال مدينة غزة". ويقضي الأسود حوالي 14 ساعة يوميا كي يجني حوالي 30 شيقل يوميا، سعيا لإعالة عائلته في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة". ويقول بنبرات حزينة "الحياة مستمرة حتى وإن كنا غير راضين عن الوضع الحالي، لكن علينا أن نواصل حياتنا ونستكملها بكل قوتنا"، منوها بأنه شارك في مسيرات العودة للاحتجاج على الحصار الإسرائيلي، طلبا لتخفيف الأوضاع المعيشية الصعبة في القطاع. وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة، عقب سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عليه بالقوة، بعد جولات من الاقتتال الداخلي مع الأجهزة الأمنية الموالية للسلطة الفلسطينية. وأدى الحصار إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، مما جعله أحد دوافع انطلاق مسيرات العودة الشعبية على طول الحدود الشرقية، في 30 مارس لعام 2018. وقتل أكثر من 320 فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي، وأصيب أكثر من 18 ألفا بالرصاص الحي من بينهم نساء وأطفال، أثناء مشاركتهم في مسيرات العودة الشعبية، حسب إحصائيات وزارة الصحة في غزة.

مشاركة :