دمشق 25 يناير 2020 (شينخوا) أكد الجيش السوري مواصلة عملياته العسكرية الواسعة ضد الميليشيات المسلحة في المناطق الريفية التابعة لمحافظتي حلب وإدلب شمال وشمال غرب سوريا، بحسب ما ذكرت وزارة الخارجية السورية اليوم (السبت). وتأتي هذه العملية العسكرية كجزء من رد الجيش السوري على قصف مقاتلي المعارضة والفصائل المسلحة، للمناطق السكنية في مدينة حلب، ما أدى إلى مقتل 23 شخصاً على مدار أسبوع، بحسب ما قالت الخارجية السورية. وذكرت الوزارة أن الحملة العسكرية السورية "دقيقة ومدروسة" وتأتي استجابة لنداءات السكان المدنيين الذين يتعرضون للقصف المتكرر من قبل "المجموعات الإرهابية" في حلب وإدلب. وتحدث بيان الخارجية عن "مواصلة تنظيم جبهة النصرة المرتبط بتنظيم القاعدة حصار المدنيين ومنعهم من الخروج عبر الممرات الإنسانية" الثلاثة التي أقيمت بإشراف روسي سوري في حلب وإدلب مؤخراً. على الطرف الآخر، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت سابق اليوم عن "تصاعد كبير في عملية نزوح المدنيين من ريفي حلب الغربي والجنوبي" ووصلت أعداد النازحين إلى أكثر من 90 ألف خلال أقل من 11 يوما من بدء "التصعيد الجديد" في العمليات العسكرية. وأكد المرصد، ومقره في لندن، وصول الجيش السوري إلى مشارف مدينة معرة النعمان في ريف إدلب، مُسيطراً على عدد من المناطق المحيطة بالمدينة الاستراتيجية. وأصبحت قوات الجيش السوري على بعد ثلاثة كيلومترات من المدينة، وهو أمر حاسم في تأمين امتداد الطريق الرئيسي بين حماة وحلب عبر إدلب. ويأتي التقدم اليوم بعد يومين من قيام المجموعات المسلحة في إدلب بشن هجوم مضاد واسع النطاق ضد القوات الحكومية في جنوب إدلب، حيث استولوا خلاله على عدة نقاط ودفعوا الجيش إلى إعادة الانتشار. وحقق الجيش السوري تقدماً ملحوظاً خلال الأسابيع الأخيرة في المعارك ضد المسلحين في إدلب، حيث سيطرت على عدة مناطق بهدف تحرير الطريق الذي يربط محافظة حماة وسط سوريا ومحافظة حلب شمال البلاد. وبرزت إدلب كوجهة رئيسية للفصائل المعارضة المسلحة السورية، التي أخلت عدة مواقع بسوريا بعد استسلامها للجيش السوري وانسحابها منها. وإدلب هي آخر معقل رئيسي للمعارضة المسلحة في سوريا، وقد صرح الرئيس بشار الأسد مؤخرا بأن أولوية الحكومة هي مواجهة الجماعات الإرهابية في إدلب، وخاصة جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
مشاركة :