الدوحة - منال عباس: يتعرّض الباحثون عن عمل إلى الكثير من الإحباطات بسبب فشل المُقابلات الوظيفيّة مع جهات العمل، على الرغم من ترشيحهم للوظيفة وتوافقها مع تخصّصاتهم ومؤهّلاتهم الأكاديمية. وقال عددٌ من المُواطنين، في تصريحات ل الراية، إن جهات العمل لها دورٌ كبيرٌ في إحباط الباحثين عن عمل، بسبب مُطالبة الباحث عن عمل بخبراتٍ عمليةٍ، في حين أنّه حديث التخرّج ويحتاج إلى فرصة للعمل واكتساب الخبرات. وأشاروا إلى أنّ جهات العمل تتحمل جانبًا من مسؤولية إحباط الباحثين عن عمل بعد مُقابلة التوظيف بسبب رفضهم، حيث ترفض بعضُ الجهات المرشح للعمل من أوّل انطباع خطأ، إذ إنّ المُتقدّم للوظيفة يمكن أن يكون من الكفاءات المُتميزة إلا أنه خجول ولا يستطيع التحدّث عن نفسه بشكل جيد، وبالتالي تقرّ الجهة بأنّه غير مناسب، ويتمّ رفضُه. ودعوا الشباب إلى تطوير أنفسهم وتعزيز مهاراتهم والاستعداد الجيّد لمواجهة تحديات الحياة العملية، ومنها المقابلات الوظيفية التي تعدّ مرحلة مهمة لتحديد مسار المُستقبل.. مشيرين إلى أنّ عدم قَبول البعض بالوظائف المرشحين لها بعد المقابلة الوظيفية يرجع لعدم قدرتهم على إقناع المسؤولين في جهات العمل بقدرتهم على القيام بمُتطلبات الوظائف وتنفيذ المهامّ على الوجه الأكمل، وكذلك عدم إبراز مهاراتهم خلال المقابلة. ونصحوا الشباب بعدم الركون والانتظار كثيرًا لتأتيهم الوظائف دون تعب أو عناء، إذ يجب عليهم العملُ على تطوير أنفسهم، والبحث عن الفرص المتاحة واستثمارها، لأنّ انتظار الشاب للفرصة يقتلُ فيه الطموحَ. وأشاروا إلى أنّ هناك مشكلةً أخرى تُواجه الكثيرَ من حديثي التوظيف، فعلى سبيل المثال يتمّ توظيفُ باحث عن عمل بمسمّى موظف علاقات عامة وفقًا لتخصصه، ليجد نفسه يعمل في مجال مُغاير للتخصص كمشرف فعاليات وأنشطة وغيرها من التخصصات، وعندها لا يستطيع الموظف إبراز مهاراته الوظيفيّة التي تتناسب مع تخصصه، فيواجه بانتقادات المسؤولين، ما يشعره بالإحباط والفشل. وأكّدوا أنّ الفشل في المقابلة الوظيفية لا يعني نهاية المطاف، بل يعدّ تجربة يجب الاستفادة منها، وعدم الاستسلام للفشل، والاستعداد لإجراء مُقابلات أخرى. وطالبوا الشباب بضرورة الالتحاق بالدورات التدريبيّة المُتخصصة في مجال الاستعداد للمُقابلة الوظيفيّة والتي تركّز على كيفية إظهار الباحث عن عمل مهاراته وقدراته، باعتبار أنّ مقابلة جهات العمل ليست لعرضِ البيانات والمؤهّلات بل لمعرفة القدرات والمهارات الشخصيّة. أحمد الشعيبي: الفشل في المقابلة الوظيفية ليس نهاية المطاف أكّد أحمد مطهر الشعيبي تخصص هندسة كيميائية، أنّ الشباب بأيديهم أن يخلقوا لأنفسهم المكانة المطلوبة، وأن يجنّبوا أنفسهم الإحباطات. ودعا الشباب إلى العمل على تطوير أنفسهم ومهاراتهم والاستعداد الجيّد لمُواجهة تحديات الحياة العملية، ومنها المقابلات الوظيفية التي تعدّ مرحلةً مهمةً لتحديد مسار المُستقبل. وعزا عدم قَبول الشاب بالوظيفة المرشح لها بعد المُقابلة الوظيفية إلى أنه يرجع إلى عدم قدرته على إقناع المسؤولين في جهة العمل بقدرته على القيام بمُتطلبات الوظيفة، وتنفيذ المهامّ على الوجه الأكمل وكذلك عدم إبراز مهاراته خلال المقابلة. وقال إنّ المشكلة تكمن في أن معظم الشباب بعد التخرّج يعتقدون أن الوظائف بانتظارهم، مؤكّدًا أهمية انتهاز الفرص حتى إذا كانت بسيطة، باعتبار أنها يمكن أن تكون نقطةَ الانطلاق للأفضل، وفي المقابل رأى أن لجهات العمل دورًا كبيرًا في إحباط الباحثين عن عمل، حيث تطالبُ الباحثَ عن عمل بخبرات عملية، في حين أنّه حديث التخرج ويحتاج إلى فرصة للعمل واكتساب الخبرات. وأضاف إنّ هناك مشكلةً أخرى تواجه الكثيرَ من حديثي التوظيف، فعلى سبيل المثال يتمّ توظيفُ الباحث عن عمل بمسمّى موظّف علاقات عامة بناءً على تخصصه، لكنه في الواقع يجد نفسه يعملُ في مجال مُغاير للتخصص كمشرف فعاليات وأنشطة وغيرها من التخصصات، وعندها لا يستطيع الموظف الحديث إبراز مهاراته الوظيفية التي تتناسب مع تخصّصه، فيواجه بانتقادات المسؤولين، ما يشعره بالإحباط والفشل. وأشار إلى أن المُقابلة الوظيفية تحتاج إلى استعدادٍ نفسيٍّ وذهني، وهناك دورات تدريبية مُتخصصة في مجال الاستعداد للمُقابلة الوظيفية، يركّز فيها المدربون على كيفية إظهار الباحث عن عمل مهاراتِه وقدراتِه، باعتبار أنّ مقابلة جهات العمل ليست لعرض البيانات والمؤهلات، وإنما تركّز على التعرف على القدرات والمهارات الشخصية وكيفية التعامل مع المواقف والتحديات الوظيفية، لذا يجب الاستعدادُ لهذه المقابلة التي تعدّ نقطةَ الانطلاق للحياة العمليّة. وأكّد أنّ الفشل في المقابلة الوظيفية لا يعني نهاية المطاف، بل يعدّ تجربة يجب الاستفادةُ منها، وعدم الاستسلام للفشل، والاستعداد لإجراء مُقابلات أخرى، منوهًا بأنّه تم توظيفه دون إجراء مقابلة مع جهة العمل، بعد رصد مشاركاته المجتمعيّة ومهاراته، ما جعل جهة العمل تطلبه للالتحاق بها، ما يعني أن بإمكان الشاب إثبات وجوده في المُجتمع ولفت الأنظار إليه بإنجازاته وقدراته. ونصح الشبابَ بعدم الركون والانتظار كثيرًا لتأتيهم الوظائفُ دون تعب أو عناء، إذ يجب عليهم العملُ على تطوير أنفسهم والبحث عن الفرص المُتاحة واستثمارها، لأنّ انتظار الشاب للفرصة يقتلُ فيه الطموحَ. ناصر العمادي: ضرورة معرفة المعلومات الكافية عن جهة العمل قال ناصر العمادي، من الشباب المؤسّسين لمبادرة «قراري» الشبابية، إنّ المقابلة الوظيفية هي بدايةُ المشوار العملي وأشبه بمقدمة الكتاب، فالقارئ بمجرد حصوله على أيّ كتاب يسارع لقراءة المقدّمة للتعرّف على محتواه، والحال نفسه ينطبق على المقابلة الوظيفية، فالمهارات تعني قدرة إيصال المتقدّم للوظيفة معلوماتٍ عن نقاط القوة لديه، وكيفية انعكاسها إيجابيًا على العمل. وأشار إلى أنّ المهارات كثيرة، منها مهارة التحدث والتي تتركّز في إيصال المعلومات بشكل واضح وذكي للمُستقبِل، كما أنّ مهارة لغة الجسد لا تقل أهمية عن التي قبلها، وتلعب دورًا كبيرًا في توصيل التعابير للطرف الآخر، فهي تترجم حجمَ الشغف عند المتقدّم لوظيفته المُستقبلية، وهناك مهارةُ الاستماع التي تبين لمُمثلي جهة العمل قوةَ التركيز وقدرة المتقدّم للوظيفة على استيعاب المعلومات والتعليمات والقرارات الوظيفيّة. وأكّد أهمية معرفة أكبر قدر من المعلومات عن جهة العمل من حيث النشاطات والأهداف، منوهًا بأنّ الفشل في المقابلة الوظيفية لا يعني الاستسلام بل يكون بمثابة محفز ودافع لتصحيح الأخطاء والتركيز على الجوانب التي تركّز عليها جهاتُ العمل أثناء المُقابلة والتجاوب بشكل فاعل، وكل هذه المهارات يمكن اكتسابُها بالتدريب وتطوير الذات من خلال الدورات المُتخصصة والعمل الجماعيّ. بسبب خجل المتقدم أو انطباع خطأ عنه.. فاطمة العبيدلي: جهات ترفض توظيف كفاءات متميزة دعت فاطمة العبيدلي، إحدى المُهتمات بتوعية الطلاب والشّباب بتوجّهات سوق العمل، الباحثين عن عمل الذين يتمُّ ترشيحُهم للتوظيف إلى الإلمام التامّ بطبيعة جهة العمل قبل إجراء المُقابلة الوظيفيّة، وجمع معلومات عن المؤسّسة التي تمّ الترشيحُ للعمل فيها، لإقناع مُمثلي جهة العمل خلال المُقابلة باتّساع الأفق والثقافة التي يتمتّع بها المرشح للعمل، كما شدّدت على أهمية المعرفة التامة بالوظيفة المرشح لها، وما إذا كانت تناسب مهاراته وتخصصه أم لا. وأضافت: في الوقت الراهن لا بدّ من اكتساب مهارات التواصل، التي يمكنه التدريب عليها من خلال الدورات المتخصصة أو ما يعرض عبر وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية والصفحات المُتخصصة من مقاطع وبرامج في هذا الجانب. وأكّدت أهمية ترك المرشح للوظيفة انطباعًا جيدًا بعد المُقابلة، وأن يبادر بالحديث عن المهارات التي يمتلكها والتي يمكن أن تحدث تغييرًا إيجابيًا في العمل. وحمّلت جهات العمل جانبًا من مسؤولية الإحباط الذي يصيب الشبابَ الباحثين عن عمل بعد مُقابلة التوظيف بسبب رفضهم، حيث ترفضُ بعضُ الجهات المرشحَ للعمل من أوّل انطباع خطأ، إذ إنّ المتقدّم للوظيفة يمكن أن يكون من الكفاءات المتميزة إلا أنه خجولٌ ولا يستطيع التحدثَ عن نفسه بشكل جيد، وبالتالي تقرّ الجهة بأنه غير مناسب، ويتمّ رفضُه، لذا ننصح الباحثين عن عمل بالاستعداد والتدريب لهذه التجرِبة المهمة والإصرار على إيصال المعلومات بطريقة مُقنعة، والتعبير عن مدى الرغبة للالتحاق بهذه الوظيفة تحديدًا والقدرة على التطوير. ونوهت بأنّ مُعظم المشكلات التي تصاحبُ مقابلاتِ التوظيف تتمثل في عدم تناسب التخصص مع طبيعة الوظيفة، مشيرة إلى أنّها، من خلال بعض المُبادرات، تقوم بالعمل على بثّ التوعية اللازمة بين الطلاب منذ المرحلة الثانوية حتى لا يصطدموا بواقع العمل، بسبب عدم اختيار التخصصات التي لا تناسب ميولهم ومساراتهم الأكاديمية. وشدّدت على أهمية الانخراط بالعمل الميداني في أي مجال قبل الالتحاق بالجامعة، لما لذلك من أهمية كبيرة في تحديد المسار الصحيح واكتساب المهارات اللازمة. عائشة الجابر: عدم توافق التخصص مع متطلبات الوظيفة قالت عائشة مراد الجابر الخبيرة التربوية إنّ هناك إقبالًا كبيرًا من الشباب القطري على الالتحاق بالوظائف الحكوميّة، لما توفره من امتيازات ورواتب مجزية، لكن هناك عدةَ عوامل تؤدي إلى فشل المقابلة الوظيفية، بينها عدم تناسب التخصص مع الوظيفة ومُتطلبات العمل، وبالتالي يخشى مُمثلو جهة العمل عدم قدرة المرشح للوظيفة على الإيفاء بمهام الوظيفة، وبالتالي يتمّ رفضُه، ما يؤدّي لإحباطه. ونصحت الباحثين عن عمل بضرورة توافق تخصّصاتهم ومؤهّلاتهم مع طبيعة العمل المرشحين له، والثقة بالنفس أثناء المُقابلة الوظيفية، وعدم التخوف من الإيفاء بمتطلبات العمل في بداية المسيرة العملية، باعتبار أنّهم سيكتسبون مع الاستمرار الخبرات والتدريب، وبالتالي سيتجاوزون المصاعب والتحديات، بالإضافة إلى أهمية الاستماع لآراء أصحاب الخبرة، وضرورة الوعي بأن الوظيفة ليست من أجل الراتب والامتيازات والوضع الاجتماعي، بل لخدمة الوطن من خلال الإخلاص والوفاء في العمل، والأخذ بنصيحة المسؤولين وتنفيذ التعليمات والتوجيهات التي تنعكسُ على تطوير العمل. ونوّهت بأنّ مطالبة الباحثين عن عمل بالخبرات المُسبقة يعدُّ ظلمًا كبيرًا لهم، باعتبار أنّ الخبرات لا تُكتسب إلا بالانخراط في العمل، إذ يحتاج الشاب إلى فرصة عمل يكتسب من خلالها الخبرات اللازمة. واقترحت منح جهات العمل المرشح للوظيفة فرصةَ 3 أشهر تدريبيّة لتتأكّد جهة العمل من مدى صلاحية الموظف الجديد للإيفاء بمُتطلبات الوظيفة.. مشيرة إلى أنّ مدّة التدريب يمكن أن تتراوح بين 3 و6 أشهر، يثبت خلالها الموظف الجديد قدرته على العمل واكتساب الخبرة المطلوبة. د. أمينة موناش: المقابلة فرصة لإظهار المهارات الذاتية للباحث عن عمل قالت الدكتورة أمينة موناش مُدربة في تنمية الذات وتعزيز القدرات إنّ المقابلة من أجل العمل من أهم المراحل سواء بالنّسبة للمؤسّسات أو الباحثين عن عمل، وهي من أهمّ المراحل في انتقاء المُوظفين، وبالتالي فإنّ الباحث عن عمل يجب أن يعي هذه الأهميةَ في طلب حصوله على الوظيفة التي تبدأ بالتقدم للوظيفة حسب شروط الحصول على الشهادات والسيرة الذاتية ليتمّ الاختيار، ومن ثم تأتي المقابلة للتأكد من صحة ما كتب في السيرة الذاتية، خاصة فيما يتعلّق بالمهارات الشخصية ورؤية الشخص الذي سيقوم بأداء العمل، من حيث كيفية الإجابة عن الأسئلة وردود الأفعال، ومهارات التواصل. وأضافت إنّ المقابلة تعطي الباحث عن عمل الفرصة لإظهار مهاراته في التواصل التي يمكن أن تُساعد في جودة العمل والأداء، ومن خلال الحوار تظهر أشياءُ مهمةٌ مثل سرعة البديهة، والاستيعاب وأسلوب النّقاش والقدرة على الإقناع وغيرها من الأمور، كما تعدّ المُقابلةُ فرصةً لصاحب العمل لاكتشاف جوانبَ غيرِ مُتضمنة بالسيرة الذاتية، كمهارة حلّ المشاكل، والتعامل مع تحديات العمل. ورأت أنّ الذين لا يحالفهم الحظُّ هم أولئك الذين يفتقرون للمهارات الشخصيّة، على الرغم من أهمية شهاداتهم والدرجات العلميّة التي حصلوا عليها، أو أنّهم يفتقرون للثقة بالنفس لكي يُظهروا هذه المهارات عند المُقابلة. وأكّدت أنّ قوةَ الإنسان وتميّزه من المعايير التي يركّز عليها صاحبُ العمل عند اختيار المُوظّف، مشيرةً إلى أنّ من الأسباب الأخرى أن بعض الباحثين عن عمل يُبالغون في سرد السيرة الذاتية وذكر أشياء ومهارات دون الانتباه لضرورة أن يعرف كل شيء مكتوب في السيرة الذاتية، لأن صاحب العمل يمكن أن يسأل خلال المُقابلة عن شيء لا يستطيع المرشح للوظيفة الإجابة عنه، أو أن ينسب لنفسه قدرات ومؤهّلات غير موجودة، وهنا تسقط المصداقيةُ في الحال ويفقد الوظيفةَ، بسبب عدم تطابق ما كُتب في السيرة الذاتية والواقع. وشدّدت على ضرورة الاهتمام بتطوير الذات والمهارات التي لا تُكتسب من الدورات والدروس الجامعيّة بل من خلال الاندماج في الحياة مع الآخرين، مشيرةً إلى أنّ هناك أولياءَ أمور يهتمون بأن يتقن أبناؤُهم الموادَّ العلمية والحصول على الدرجات العالية وينفقون في ذلك الكثير، لكن عند خوض الحياة العملية يفاجأون بوجود خلل في مُستوى تعلم المهارات، ونصحت بالاستفادة من المراكز المُتخصصة التي تقدّم التنمية البشرية وتطوير الذات لتكتمل المنظومة.
مشاركة :