الكويت...هي أمك، فاحترمها في كتاباتك ولا تغضبها، وإلا اتهمت بالعقوق، وسلبت منك الحقوق التي أعطتها لك. وبعد هذه المقدمة الحنونة والأمومية أريد أن أدخل في الموضوع؛ ولكن أرجوك عزيزي القارئ أن ترتدي القفازات وأنت تمسك بهذا العمود لأن الموضوع شائك جداً، وقبل أن يجف حبر المقدمة سأقول «أقسم بالله العظيم أنني أحب وأحترم كل سني وشيعي في هذا الوطن...وأحتقر كل طائفي من الجانبين». أعرف كاتباً في وطني «وكم بوطني من المبكيات» يصل دائماً في كتاباته إلى نتائج الطائفي نفسه الذي أشاهده في إحدى القنوات الفضائية المدعومة من إيران، فهو رافض لـ «عاصفة الحزم» ولضرب النظام السوري، وقديما كان رافضاً لوقوف دول مجلس التعاون مع البحرين في أزمتها...فسبحان من جمع رأسين في الإعلام أحدهما في الكويت والآخر في إيران. وقد زارني صديق لي أثق في حاسة الشم لديه فقال لي «أشم في دارك رائحة طائفية...ولكن توابلها جديدة وطبختها من كتالوج مستورد...»، فقلت له إنه مقال مطبوخ لأحد الكتاب حول «عاصفة الحزم» ومعارضته لها، وتأييده لاستجواب وزير الخارجية. وهل تصدق يا صديقي أن هذا الكاتب «الجحجلول» لا يفرق بين كسر القواعد السياسية وكسر البيض على الطاسة!، فأحد أسباب تأييده للاستجواب قبل أن يشطب بانسحاب المستجوب، هو أنه أول استجواب لوزير خارجية في تاريخ الكويت، وبالتالي هو كسر للقاعدة فيستحق التأييد. وحتى تزول رائحة بعض مقالاتك التي خلفتها في بيتي فقد نصحني صديقي أن أقول لك ما يجول في خاطري ولتسمع ملوك الأندلس قاطبة صرختي لك. في الواقع أنت لست طائفياً...ولكنك أخطر منه. فالطائفي له أساليب معروفة ويصل إلى نتائج مسبقة في عقله.أما أنت فتتبع طرقاً جديدة وأساليب فريدة ولكن تصل إلى النتائج نفسها...تغلف كتاباتك بالمنطق والفلسفة وحالك كحال راهب مسيحي يحاول أن يدافع عن التثليث باستخدام منطق أرسطو أو فلسفة ديكارت، أو كحال «داعشي» يتكلم عن رحمة الإسلام، وهو يجزّ الرقاب بسكينه، إنك تسيء لطائفتك بكتاباتك هذه فيعتقد الناس أنهم جميعاً مع الحوثيين وضد الوطن...وهذا كلام غير صحيح، فلا تعمل على ترسيخه من خلال مقالاتك التي هي برائحة (...). إن الله كفل لك ولنا الحرية، فإما أن تكون مع وطنك في اختياراته الحاسمة وإما أن تذهب لغسل يديك بعد كل مقال تكتبه. حفظ الله الكويت بكل طوائفها وأميرها وشعبها من كل مكروه. تستطيع الآن أيها القارئ أن تخلع القفازات. قصة قصيرة: استيقظ السنّة والشيعة يوماً في كل بقاع الأرض فوجدوا أنفسهم مصابين بالربو...ظاهرة غريبة استرعت انتباه منظمة الصحة العالمية. وبعد البحث والتحري والتجارب والدراسة خرجت بنتيجة مفادها «أنهم شعوب تعيش على غبار الماضي». كاتب كويتي moh1alatwan@
مشاركة :