«من لا يَرحم لا يُرحم» | مقالات

  • 5/30/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، الحمدالله على النعمة الفضيلة التي نعيشها والتي نتمتع بها في هذه الأرض الغنية التي رزقنا الله إياها من فيض كرمه، والنعم في هذه الأرض التي يتمتع الكل في خيرها...والتي لم تجعلنا نسمع أن أحداً مات في الكويت من العطش يوما. فهل سمعتم أنتم؟! للأسف...الخبر الذي تناوله موقع إخباري يوم الثلاثاء الماضي بعنوان «العطش يقتل راعي أغنام في القشعانية» قد ألمني كثيراً، وزاد تعجبي من تلك القلوب التي تحمل الجفاف العاطفي، متساءلة أين كفيل هذا الراعي الذي تركه من دون أن يعرف أبسط احتياجاته، في أرض صحراوية قاحلة لا يوجد بها ماء سبيل أو نهر أو بئر أو ما شابه؟، ولو قام هذا الكفيل بواجبه في توفير الطعام والشراب لهذا الراعي فهل كان مات عطشاً؟! للأسف...يبدو أن هذا الراعي ظل أياماً وليالي من دون طعام وشراب. في يوم من الأيام وبينما كنت مع أسرتي في إحدى المرات على طريق الصبية الصحراوي، رأينا راعي إبل آسيويا، وما إن رآنا حتى راح يشير لنا بالوقوف، وعندما توقفنا فإذا به لم يطلب منا شيئا غير الماء والطعام، وكان وجهه شاحباً من حرارة الشمس، وهذا دليل على إهمال صاحب الحلال لهذا الراعي أفنسي أن يمده بالطعام والشراب. أين الرحمة بهذا الإنسان الفقير الذي جاء لطلب الرزق الحلال كي يسد حاجة أسرة فقيرة لا يعلم حالها غير الله تعالى؟ للأسف...يوجد من هؤلاء الصبيان رعاة الأغنام والإبل الكثير في الصحراء القاحلة منسيين من كفلائهم، الذين لم ينسهم الله تعالى عندما رزقهم هذا الحلال، فكيف أنت تنسى إنساناً فقيراً ضعيفاً فلا توفر له ما يحتاجه من الطعام والشراب فتتركه للجوع والعطش يقتله من غير شفقة؟! وأخيرا: أناشد المسؤولين في كافة جهات الاختصاص أن تحاسب كل إنسان تسبب بقسوته في قتل راعٍ بالصحراء، وأن يمنع من كفالة صبي للعمل لديه لأنه لم يرحم ولم يراعِ الله تعالي في هذا الإنسان الذي ترك كل ما له لكسب رزقه بالحلال. zinabq8-73@hotmail.com

مشاركة :