باريس تأمل بقاء أميركيا في الساحل الأفريقي

  • 1/28/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

صرّح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الاثنين، أن باريس تأمل أن تتمتع الولايات المتحدة “بدرجة كافية من وضوح الرؤية” وأن تبقي على “دعمها اللوجستي لمكافحة ارهاب في منطقة الساحل الأفريقي إلى جانب قوة برخان الفرنسية. وقال لودريان “نأمل أن يدركوا أن رهان الإرهاب يجري هناك أيضا وأن يتمتعوا بدرجة كافية من وضوح الرؤية للمحافظة على هذه الشراكة”. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعرب قبل أسبوعين عن “أمله بإقناع” نظيره الأميركي دونالد ترامب بإبقاء قواته في أفريقيا لمكافحة الجهاديين، في وقت تدرس فيه الولايات المتحدة إمكانية تقليص عدد جنودها المنتشرين في القارة. وقال ماكرون عقب استضافته في بو في جنوب غرب فرنسا قمة لقادة دول الساحل “آمل في إقناع الرئيس الأميركي بأنّ مكافحة الإرهاب تجري أيضا في هذه المنطقة وبأنّه لا يمكن فصل الملف الليبي عن الأوضاع في الساحل وفي منطقة بحيرة تشاد”. وبعد القمة، أفاد بيان أنّ “دول المنطقة تعرب عن امتنانها للدعم المهم الذي قدّمته الولايات المتحدة وتؤكّد رغبتها في استمراره”. وينشر الجيش الأميركي في أفريقيا نحو 7000 من جنود القوات الخاصة الذين يقومون بعمليات مشتركة مع الجيوش الوطنية ضد الجهاديين ولاسيّما في الصومال. ويقدم الجيش الأميركي كذلك معلومات استخباراتية عن تحركات الجهاديين، فضلا عن تزويد الطائرات الحربية بالوقود في الجو. ويحذّر مشرعون أميركيون، وحلفاء الولايات المتحدة الأوروبيون والأفارقة، من نتائج تقليص التواجد العسكري الأميركي في أفريقيا. وفيما يؤكد سياسيون جمهوريون وديمقراطيون أن هذا يتعارض مباشرة مع استراتيجية الأمن القومي التي تعتمدها الولايات المتحدة، خاصة في مواجهة الصين وروسيا، لفت الحلفاء الأوروبيون والأفارقة النظر إلى كرة لهيب الإرهاب التي تكبر في أفريقيا، محذرين من أن أي موقف أميركي غير مدروس جيدا في هذه المرحلة قد تكون نتائجه كارثية. ويحذّر المعارضون الأميركيون من أن الانسحاب الأميركي من أفريقيا يقلّص من تحدّي الجماعات الجهادية، الذي أصبح معقّدا أكثر من جهة الصراع الثنائي بين داعش والقاعدة، ومن جهة تدخل أطراف خارجية لتكريس الفوضى ودعم الجهاديين، في وقت شهدت فيه الولايات المتحدة أكثر الهجمات دموية على جيشها المتواجد في أفريقيا منذ سنة 2017. وكان موضوع تقليص التواجد الأميركي في أفريقيا محلّ معارضة مشتركة نادرة بين الجمهوريين والديمقراطيين. وأكد المشرعون في الكونغرس على ضرورة إبقاء الجنود الأميركيين، لمواجهة الصين وروسيا اللتين تحاولان التأثير في المنطقة كما التهديد المتزايد المتأتي من الجماعات الجهادية. وأشار حلفاء الولايات المتحدة إلى خطورة تقليص الوجود العسكري الأميركي في هذه المرحلة. ففي سنة 2019، سجّلت الجماعات المتطرفة في أفريقيا نشاطا قياسيا خلّفت من خلاله 10400 قتيل. وأكد مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية في تقرير جديد أنّ النشاط المسجل تضاعف منذ سنة 2013. وقالت قيادة الأفريكوم إن تهديد حركة الشباب ارتفع بعد أن وجّه زعيمها دعوة غير مسبوقة في شهر نوفمبر الماضي حثّ من خلالها على مهاجمة الأميركيين أينما كانوا. وأعربت عن قلقها بشأن التخفيضات المحتملة للقوات الأميركية في هذه الفترة الحرجة. يعدّ خفض وزارة الدفاع الأميركية المحتمل للقوات الموجودة في أفريقيا جزءا من مراجعة عالمية نظمها وزير الدفاع مارك إسبر للبحث عن طرق تمكّنه من تشديد التركيز على الصين وروسيا. ويبقى موعد الإعلان عن القرار غير معلوم. ويتوقع وزير الدفاع مغادرة حوالي 20 ألف جندي من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في 2021. لكنّ المعارضين للانسحاب الأميركي يحذّرون من النتائج المحتملة التي يمكن أن تهز الأمن في كامل القارة، ويمكن أن تتمدد إلى خارجها. ويلفت هؤلاء إلى أنه لا تتوفر بدائل.

مشاركة :