ما حدث في بلدة القديح هو اقرب للخيال منه للحقيقة، هذه البلدة فقدت 21 من ابنائها في يوم واحد بتفجير إجرامي آثم قام به احد ابناء هذا الوطن. من منا يُصدق ان هذا الفعل يحدثُ في هذا الوطن الآمن ومن يُصدقُ ان من قام بهذا الفعل الشنيع هو واحد من ابناء هذا الوطن؟ لقد ابتُلي هذا الوطن بشرذمةٍ قليلة من الأبناء العاصين الذين تبرأ منهم اهلهم وقبيلتهم لأنهم أسلموا عقولهم لشياطين الإنس الذين اصبحوا يسيطرون عليهم ويوجهونهم كيفما أرادوا. أي عقلٍ يمكن ان يقبل بأن يكون القتلُ هو اسلوب التعامل مع الغير، و أي قلب يقبلُ أن يكون هو أداة القتل وكيف استطاع هؤلاء القتلة ان يؤثروا على عقول هؤلاء الشباب ويحولوهم الى خناجر تطعنُ خاصرة الوطن. الفاروقُ عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين رضي الله عنه قد أمن النصارى وأمن كنائسهم عندما فتحَ بيت المقدس فما بال احدنا اليوم لا يحسبُ حرمة دماء المسلمين ولا حرمة المساجد وهي بيوت الله ويعتدي عليها بل و يقتلُ المُصلين؟ اي فهم خاطئ لديننا الإسلامي الحنيف ورسول الهدى صلى الله عليه وسلم يقول لأن تُهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من ان يُراق دم امرئ مسلم. إن من المهم جداً ان نعي ان حكامنا الكرام وحكومتنا الرشيدة والأغلبية الساحقة ممن يعيش على هذه الأرض الطاهرة يدينون الإرهاب بمختلف انواعه وينبذون العنف بل لا تقبل بأي تبرير له ولا يمكن ان نرضى بأي حال من الأحوال ان يُعتدى على اي أقلية تعيش بيننا، فهم من نسيج هذا الوطن ومن مكوناته وهم شركاء لنا في تنمية هذا الوطن وشركاء لنا في حفظ امنه ونريد ان نعيش معهم كما كنا سوياً دوماً وأبداً في وُد ووئام وما زيارة ولي العهد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود رعاه الله وتقديمه واجب العزاء لذوي المتوفين إلا أبلغ دليل على حرص القيادة على وحدة الشعب. لقد عانت الرياض قبل القطيف من الارهاب بل عانى الوطن بأكمله من هذا الفكر الضال ولقد اُستُهدِف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود رعاه الله بتفجير آثم لكن أنجاه العلي القدير من كيد الضالين وأحبط محاولتهم الخسيسة اليائسة، ومع كل هذا لم نيأس وحققنا نجاحات متتالية في محاربة هذا الفكر الضال وتجفيف منابعه. الحقيقة التي يجب ان لا تخفى على كل من يعيش على هذا الوطن الآمن ان هناك أيادي خارجية تتربص بنا وتحاول بشتى الطرق ان تنتهك سيادتنا وتعبث بأمننا ولا يهمنا من تكون هذه الأيادي الخارجية بقدر ان نكون يقظين منتبهين وان لا تنطلي علينا حيلُ هؤلاء الأعداء للنيل من وطننا وان نقف في هذا الوقت العصيب صفاً وحداً مع حكامنا وحكومتنا ونقول لأعدائنا مهما خططتم ومهما عملتم فلن تتمكنوا من شق وحدتنا وتفكيك لحمتنا الوطنية. لنقرأ سوياً ما قاله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود- طيب الله ثراه- وهو المعروف بخبرته وبحنكته في محاربة الإرهاب: اقولها بكل وضوح وصراحة نحن مستهدفون في عقيدتنا ونحن مستهدفون في وطننا، اقول بكل وضوح وصراحة لعلمائنا الأجلاء ولطلبة علمنا ولدعاتنا وللآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ولخطباء المساجد دافعوا عن دينكم وبكل شيء، دافعوا عن وطنكم، دافعوا عن ابنائكم، دافعوا عن الأجيال القادمة، يجب ان نرى عملا ايجابيا ونستعمل جميع وسائل العصر الحديثة لخدمة الاسلام ونقول الحق ولا تأخذنا في الحق لومة لائم، فلنستعمل القنوات التلفزيونية ونستعمل الانترنت وانتم كل وقت تقرأون وترون ما فيه، ارجو من الله السداد والتوفيق. والله انها لوصية كاملة جامعة تدلنا على ما ينبغي عمله لنحافظ على وطننا ونحفظ شبابنا، اذن فالمسؤولية كبيرة على مشايخنا، فليشمِرُوا وليقوموا بواجبهم خير قيام وان نستخدم الاعلام الجديد بكل حرفية في محاربة التطرف وفي محاربة كل من يدعو اليه وان نقوي عقيدة شبابنا بالوسطية لنحصنهم ضد اعداء الوطن لكي لا يجدوا فجوة يلجون منها الى عقول الأبناء. اما انت يا صاحب السمو الملكي سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود فلقد كفيت ووفيت فلقد كان لوقفتك بجانب أبنائك واخوانك من اهالي القطيف أثر كبير بعد الله في طمأنة قلوب المكلومين في ابنائهم وبلسماً شافياً لجراحهم ولقد كان لكلماتك الصادقة الانسانية ومشاعرك الوجدانية بما اصابهم وتطمينك لهم وتبليغهم رسالة القيادة وتمنياتها لهم بموفور الصحة والعافية الأثر الكبير في نفوسهم. اللهم أدم علينا الأمن والأمان والسلامة في الأوطان. استشاري كلى ومتخصص في الإدارة الصحية
مشاركة :