قول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز: إن الأمة الإسلامية يهددها تغول الإرهاب المتأسلم بالقتل والغصب والنهب وألوان شتى من العدوان الآثم في كثير من الأرجاء، جاوزت جرائمه حدود عالمنا الإسلامي، متمترسا خلف راية الإسلام زورا وبهتانا وهو منه براء، وتأكيده على أن المملكة وضعت يدها في أيدي الأشقاء لمواجهة الظاهرة الإرهابية أمنيا وفكريا وقانونيا، وكانت هي الداعية إلى إقامة مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية يدرأ الفتن ويجمع الأمة بكامل أطيافها على كلمة سواء، والعمل على مكافحة الإرهاب بالتعاون مع المجتمع الدولي من خلال المؤتمرات والمحافل والهيئات الدولية، فكانت هي الداعية لإنشاء مركز الحوار بين أتباع الديانات والثقافات والمؤسسات، والداعمة للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب بالتعاون مع الأمم المتحدة... كل هذا يبرهن وبما لا يدع مجالا للشك، أن المملكة كانت وما زالت وستظل قائدة ورائدة في محاربة الإرهاب بأشكاله المختلفة، حتى وإن كره من في قلوبهم مرض، لا تسرهم مواقف المملكة الصادقة لاجتثاث هذه الآفة التي تهدد أمن وأمان الشعوب في مختلف أرجاء العالم. ويأتي تمرين رعد الشمال الذي تشارك فيه 20 دولة عربية وإسلامية بدعوة من المملكة، ليبرهن السياسة الحكيمة، والنظرة الصائبة، والرغبة الصادقة، لتوحيد الجهود وفق رؤى عربية وإسلامية مشتركة تسهم في مواجهة هذا الخطر، والحد من اتساع دائرة تحركاته الخطيرة، التي تؤثر على أمن الدول، وأمان شعوب انكوت بنار الإرهاب الذي يتلبس بالدين الإسلامي وهو منه براء. وتؤكد المملكة في كل مرة للدول الصديقة، وللشعوب التي ما زالت تعاني من وجع هذا السرطان الخبيث، أنها ماضية مهما كان الثمن إلى حماية أمنها واستقرار شعبها، وأشقائها، ونصرة الأصدقاء، والوقوف إلى جانب الشعوب المستضعفة، التي تخلت عنها كثير من الدول التي تدعي أنها ترفع شعار تحقيق العدالة والمحافظة على الكرامة الإنسانية، وخير دليل تخلي دول كبرى عما يعانيه الأشقاء في سورية واليمن من ويلات نظام الأسد وجحيم المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وجاء وقوف المملكة بحزم وعزم مع الشعبين الشقيقين في سورية واليمن، من أجل نصرة الأشقاء لاسترداد حقوقهم المسلوبة، وذلك لإدراكها أن استمرار مثل هذه الأعمال الإجرامية يهيئ بيئة خصبة ويمهد وبسرعة لارتفاع وتيرة الأعمال الإرهابية، الأمر الذي يتطلب تنسيقا عربيا وإسلاميا لمواجهة هذه الأخطار التي تهدد الأمتين العربية والإسلامية. ويعد تمرين رعد الشمال في حفر الباطن، الذي تشارك فيه قوات برية وجوية من 20 دولة، إضافة إلى قوات درع الجزيرة، خطوة جدية، ومباركة عربية إسلامية، للرؤية الحكيمة التي طرحتها القيادة السعودية لمحاربة الإرهاب، والمتمثلة في تأسيس تحالف دولي جديد يضم 34 دولة أغلبها إسلامية لمواجهة الإرهاب، والذي قال عنه ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، إنه تحالف ينسق الجهود ضد المتطرفين في العراق، وسورية، وليبيا، ومصر، وأفغانستان بالتنسيق مع الحكومات الشرعية. ويرى عدد من المراقبين السياسيين والمحللين العسكرين أن رعد الشمال، يبعث برسالة واضحة للمنظمات الإرهابية، مفادها أنها ستواجه بعزم وحزم، وبتكاتف جميع الدول، والشرفاء في العالم، وأن مصيرها الفشل، وأن عملياتها الإجرامية ستقتل في مهدها. إضافة إلى رسالة أخرى مضمونها أن لا مكان لمن يدعمون هذه المنظمات الإرهابية على خريطة الدول العربية والإسلامية، وأنهم سيواجهون بردع يلجمهم ويحمي البشرية من شرور أعمالهم الخبيثة، التي يهدفون من ورائها إلى زعزعة أمن واستقرار دول وشعوب لا تقبل إلا أن تعيش في سلام. رعد الشمال رسالة محبة وسلام للحادبين على أمن واستقرار المنطقة، وخنجر في خاصرة من لا يروق لهم إلا بث سموم البغضاء والفرقة بين أبناء الأمة.
مشاركة :