وزير الشؤون الإسلامية: استهداف المساجد جريمة نكراء لا يقرها الدين

  • 5/30/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية أن الجريمة النكراء والمفجعة التي شهدها مسجد في بلدة القديح بالقطيف استهدفت أمن الدولة أولاً وارتباط الناس بالدولة ووحدة المجتمع ثم استهدفت بالوسيلة تفجير المسجد وقتل المصلين الذين أتوا للعبادة والصلاة يطلبون الأجر والثواب في يوم الجمعة، مشددا على أن الله جل وعلا لايرضى عن سفك الدم الحرام أيا كان فكيف بمصلين في مسجد وللمسجد حرمته وللدم حرمته. وقال معاليه في حديث صحفي إن ماحدث جريمة نكراء مرفوضة بجميع المقاييس فدين الإسلام لايقر ذلك في أي مذهب من مذاهبه ولا في أي قول من أقوال العلماء وفقهائهم من جميع المذاهب الاسلامية، وإجماع العلماء على مادلت عليه الشريعة ودلائل الكتاب والسنة على ان هذا الفعل هو محرم وفوق الحرمة كبيرة وجريمة ويضاعف ذلك كونه في بيت من بيوت الله تعالى ونتج عنه الكثير من الوفيات والمصابين، متوجها بالعزاء لأهلهم وذويهم في هذا المصاب الكبير. خطابنا الديني يخضع لاجتهادات شخصية وماضون في تطويره وتجديده وشدد آل الشيخ في حديثه على أن جميع أبناء الوطن يدا واحدة مع ولاة الأمر ضد المجرمين الذين يستهدفون أي فرد من أفراد الوطن وسيكونون له بالمرصاد وسيواجه المجتمع هؤلاء بجميع أنواع المواجهات بعلمائه ومفكريه وإعلامييه وذوي الرأي فيه والمؤثرين والمحللين وأساتذة الجامعات وكل من له تأثير، مؤكدا أن الدولة قامت بما يجب وستلاحق هؤلاء المجرمين ومن خلفهم ومن دعمهم وسيلقون جزاءهم بإذن الله. وفيما يلي نص حديث وزير الشؤون الإسلامية: (الوحدة الوطنية) * الوحدة الوطنية التي أسسها الملك عبدالعزيز رحمه الله وأراد لها أن تدوم ما بقيت هذه البلاد، والتي تنعم بها الأجيال الحالية وتتفيأ ظلالها وسط منطقة تعج بالفوضى والاضطرابات، كيف يمكن ان نصونها ونحافظ عليها، وماهي مهدّداتها؟ - كل مخلص لدينه ثم لبلاده وصادق في ولائه لبلده، يجب أن يواجه كل ما فيه إضعاف لمجتمعه ودولته، فأسباب القوة واضحة، وأسباب أضعاف الوحدة واللحمة واضحة، والمطلوب أن جميع أسباب القوة يجب أن نأخذ بها، ومن أهم أسبابها، الارتباط بالدولة، والقناعة بما تجريه لأن هذا سبب ينتج عنه راحة نفسية، حيث تنشأ التصرفات التي فيها إضعاف من عدم القناعة النفسية، فإذا وجد عند المرء والمواطن والفرد قناعة أن ما تجريه الدولة كاف، وفي مصلحة الوطن، هنا تكون عنده راحة نفسية تقويه في ترسيخ الوحدة واللحمة الوطنية، ومن أسباب التفرق "الغلو" في الدين وأخذ رايات جاهلية، وحقيقة "الغلو" في الدين هو الذي جاء بكثير من "الطوام"، وجعل مجتمع الصحابة يفترق إلى صحابة وتابعين وخوارج والغلو في الدين في المملكة هوالذي جعل البعض يهجرون والديهم، وبعضهم باسم الحرص على الدين يضرون بالدولة، ويحتلّون الحرم، وباسم الدين يقتلون المستأمنين والأطفال، ويفجرون مسجدا.. لذا يجب الابتعاد عن "الغلو"، والابتعاد عن كل ما يؤدي إليه، ومن أسباب القوة ترسيخ الوسطية والاعتدال بمفهوم أهل العلم، لأن هناك وسطية وإعتدال شرعية ووسطية واعتدال سلوكية، والأولى هي عند أهل العلم، والثانية متروكة للناس ليقدروها بفطرتهم وإدراكهم وعقولهم ويسترشدون بها بحكمائهم، أما الأمورالشرعية التي جاءت فيها النصوص من العقيدة والعبادة والأخلاق والسلوك هذا شيء يرجع فيها إلى أهل العلم، ومن وسائل قوة المجتمع البعد عن الشعارات الجاهلية كالشعارات القبلية والمناطقية، واللونية والفئوية، وكل مافيه تقسيم للمجتمع، ولذلك نجح الملك عبدالعزيز ونجحت الدولة في إذابة ما كانت من تعصّبات قبلية، ومن عناصرالضعف التي يجب أن نبتعد عنها، "التهييج الطائفي" ودائماً مانجد عاقبتها غيرمحمودة، لأنها تزرع الأحقاد في النفوس، وتحدث ربكة في بناء الدولة، ولو استمرت سنين سينتج عنها انتقامات وكراهية، ومن هنا يجب أن يكون الحراك المجتمعي ضمن الاطار الذي تنظمه الدولة، وليس في اطار مايريده الناس، والعنصر الثاني فيما يضعف روح الوطنية هو تداول المصطلحات التي يكون تفسيرها سيئاً على المجتمع، والمصطلح له تأثير كبير على حياة الناس وهذه المصطلحات مثل الألقاب، أو اسم معين أوما شابه ذلك، فهذا يؤدي إلى اضعاف الوحدة، وهذه من مسؤوليات العلماء والعقلاء والحكماء والإعلاميين، فيجب ألا يجعلوا الناس يتداولون الألقاب التي تؤدي إلى تقسيم المجتمع، كأن يقال مثلاً: هذا "إخواني"، وهذا "ليبرالي"، وهذا "سني" وهذا "شيعي" لا لقصد التعريف ولكن لقصد الايقاع والتشويه، وهذا يتبعه كثير من الشحناء في النفوس، والدولة لن تقبل بأن يصنف الناس فيها كما يريد الناس. «الغلو» في الدين جاء بكثير من «الطوامّ» وهو أحد مهددات اللحمة الوطنية (تأثير فكر القاعدة وداعش) * هل مازالت لدينا خلايا نائمة تتأصل في المجتمع.. وهل رصدتم في وزارة الشؤون الاسلامية دعاة أو أئمة أو مؤذنين في المساجد لهم ارتباط بمثل هذه الخلايا أو أصحاب الأفكار الضالة؟ - في الحقيقة رصدنا سابقاً تأثير أفكار القاعدة وداعش، ومعظمها عن طريق الإنترنت والآن لا وجود لتأثيرهم في أنشطة وزارة الشؤون الإسلامية، لا في الملتقيات ولا في المخيمات ولا في جمعيات تحفيظ القرآن وغيرها، أما إذا كان هناك شخصاً موجوداً أو منتسباً لأحد هذه الأنشطة فقد يكون متأثراً بالإنترنت، ولكنه لم يتأثر بنشاط من أنشطة الوزارة، لكننا رصدنا تأثيراً كبيراً جداً لأنشطة الوزارة في تجفيف التغذية العلمية والحركية للإرهاب والفكر المغالي، وتم تكثيف ذلك عبر محاضرات وملتقيات عن الوسطية ومفهومها، والتكفير وخطره والتحذير من الغلو وأسبابه، ومن القاعدة وسفك الدماء، والإرهاب. (الغيرة الدينية..وطلاب الشهرة!) * الكثير من الناس يتحدث في مسائل مهمة خصوصا الدينية منها وعلاقة الدولة بها وما إلى ذلك.. ماتعليقكم، وماهي الطريقة الصحيحة للنصيحة؟ - بلاشك، الناس يرغبون في ايضاح المسائل المهمة ولكن الغيرة الموجودة لدى بعض "المتحمّسين" تجعلهم يأخذون بزمام الامور في حين الزمام خاص بالدولة وليس خاصا بالافراد اما الزمام الخاص باصلاحك واصلاح بيتك واسرتك وقرابتك والشيء الذي يتعلق بولايتك الخاصة فلك، أما الولاية العامة فهي خاصة بولي الامر وبالدولة وليست للفرد ولاية عامة ولذلك نجد ان مفهوم البيئة يحدد مفهوم الولاية والذي يتحدث في الشأن العام هو ولي الامر اما من كانت لديه ملاحظة فلا يحق له المهاجمة العلنية بل الطريقة الصحيحة في النصيحة ان يبدئ الشخص النصيحة ويطرح تحليلا اما ان يهاجم من اجل اضعاف الفئة الاخرى فهذا ليس دوره ويجب ان يرفع ملاحظته وهنا الدولة هي التي تقيم مثل هذه الملاحظات، ومن خلال الانفتاح الحالي عبر الاعلام الجديد أصبحت هناك منافسة على "إبراز الذات" على حساب الدولة بمعنى ان الشخص يريد ان يبرز معلوماته وذاته في أمور ليست من اختصاصه وهذه مشكلة نفسية في حين هناك مجالات كثيرة لابراز الذات بدون الدخول في شأن الدولة، ومن هنا نلاحظ ان مثل هؤلاء الاشخاص يريدون ان يبرزوا انفسهم على حساب الامر العام وسبب ذلك هو طلب الشهرة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي اذ لا يغيب عن بالنا فهم الحراك الاجتماعي الدائم في اي مكان وما يشوبه من الحيل النفسية فدراسة نفسية الانسان هي التي تنشأ منها هذه التصرفات، وقد تختلط احيانا الغيرة الدينية بطلب الشهرة وقد نجد اشخاصا لديهم غيرة دينية ولكن ليست لهم رغبة في الشهرة ولم يتخذ ذلك الموقف بل سلك طريقة اخرى هادئة بالاضافة الى غيرته الدينية لديه حرص على عمل الخير ولم يتخذ الموقف الذي يجلب له الشهرة بل هناك من يهرب من الامور التي تجلب له الشهرة خوفا من شرك الرياء. مسؤولية العلماء والعقلاء والإعلاميين عدم تداول ما يقسم المجتمع ويشحن النفوس كألقاب «إخواني» و «ليبرالي» و «سني» و «شيعي» (منابر الجمعة) * يكثر الحديث عن "منبر الجمعة" ومدى تأثيره على المجتمع وسبق أن حمّل الامير نايف رحمه الله خطباء المساجد والدعاة في لقاء سابق جمعه بهم المسؤولية الكبيرة في معالجة الجانب الفكري، ولكن حقيقة هذا الدرس الأسبوعي لم يعد له ذلك التأثير بل اصبح الخطباء على اتجاهين خطباء يلقونها كواجب يؤدونه ليستريحوا، وخطباء يتجاوزون التوجه العام الخاص بمفهوم خطبة الجمعة ويحولونها لنشرة سياسية بانفعالات وإسقاطات قد تؤثر على محدودي الوعي من المتلقين، كيف يمكن أن نضبط "منبر الجمعة" حتى يعود لأداء دوره الفاعل داخل المجتمع، وهل أنتم راضون من أدائه الحالي ؟ - نحن راضون عن منابر الجمعة ولكن الرضا لا يعني التمام والكمال والرضا حاصل من عدة جهات أولاً : وهو القيام بالواجب الشرعي باعتبار صلاة الجمعة عبادة عظيمة، ولاننسى ضعف المكافآت والالتزام بالمسجد في جميع الأوقات لذا فالعاملون في هذه المساجد يشكرون على ذلك لأن في ذلك احتسابا،.. ثانياً: نحن راضون من جهة قبول الخطباء والائمة التوجيهات ورغبتهم في معالجة مشكلات خطبة الجمعة ونلتقي شهريا بالخطباء في كل منطقة وكل سنة احرص أن أزور خمس أو ست مناطق وألتقيهم ونشرح لهم الدروس الفكرية والضوابط والحرص على نفسية الناس الذين يخاطبونهم؛ كذلك نحن راضون من جهة ثالثة ان ما كان في خطبة الجمعة من عيوب تتعلق بمعالجة الحراك داخل المجتمع أصبح قليلاً خصوصاً مايتعلق بالتهييج الذي كان موجودا قبل سنوات قد تلاشى إلاماندر، وكذلك الاطروحات المؤثرة تأثيراً فكرياً معيناً قد تلاشت كذلك، كما أن تناول جماعات معينة بالمدح والثناء وذكر رموز معينة اختفى وكذلك الثناء على مفكرين خارج المملكة تلاشى وإذا حصل وهذا نادر والنادر لا حكم له، ولدينا دورات مكثفة من أهمها برنامج الإنتماء والمواطنة يحضر فيه الأئمة والخطباء وقد تم تنفيذه في عدة مناطق وحقق نجاحاً كبيراً وحظي بثناء ولي العهد وأمراء المناطق نتيجة لأثره الإيجابي الذي لمسناه في معالجة القضايا الوطنية والمشكلات المتعلقة بذلك، ولاننسى أن خطيب الجمعة هو أحد أفراد المجتمع ومستواه يختلف فقد يكون مدرساً أو شيخاً كبيراً أوقد يكون تخرج في كليات الشريعة ولكنه نسي العلم بمشغوليات الحياة وبعضهم يلقي خطبته بما عنده من تأهيل وهذه نعتبرها إشكالية ولها في الشرع أساس وأنه لا يجوز أن يتم فصل الخطيب من عمله مادام أنه لم يخل بالشرع ولكن لابد من تطويره وتأهيله، وفي الحقيقة أن هذا العدد الكبير من الخطباء لا نستطيع أن نعالج مشكلاتهم بسرعة، ونجد أيضا أن صياغة الاطروحات العصرية في خطب الجمعة فيها اشكالية فلو طلبنا مثلا ان يتحدثوا عن حقوق الانسان قد تجد كبار المفكرين لا يستطيعون الحديث عن هذا الموضوع وهذا جعلنا نعطيهم عناصر لرفع هذا المستوى، وأعددنا مرجعا خاصا بخطب الجمعة يساعدهم في كل موضوع لتنمية مهاراتهم الخطابية. «طالبو الشهرة» في«تويتر» يسعون لإبراز أنفسهم على حساب الدولة.. واللجنة الاستشارية مسؤولة عن المخالفات (مناصحة أصحاب الفكر الضال) * لكم جهود متنوعة ومشاركة فاعلة في برنامج مناصحة أصحاب الفكر الضال، ولكن بعد الأحداث الأخيرة أصبح هناك أحاديث داخل المجتمع تطالب بحزم وقوة أكثر وألا يكتفى بأخذ الدورات الشرعية والتبصيرية في مركز المناصحة لأنهم سرعان ما ينتكسون.. هل تتفق مع هذا التوجه؟ - أولاً أسجل بكل فخر واعتزاز النجاح الكبير الذي حققته المملكة في مواجهة الارهاب على مستوى العالم وهذا شيء عظيم جدا لأنه واجب شرعي وقد استطاعت مواجهته وأسجل كذلك الشكر الخاص للأمير محمد بن نايف وجميع منسوبي وزارة الداخلية الذين رفعوا الرأس بمواجهة الارهاب داخليا ودوليا، ويعتبر الانجح عالميا بهذه القوة والدقة والحزم، ومع المعالجة الامنية هناك معالجة فكرية فالفكر لا يواجه إلا بفكر كما قال الامير نايف رحمه الله فمع ايقافهم تتم لقاءات المناصحة ويترك الشخص ليقول ماعنده ويتم الرد عليه وعلى شبهاته وقد اتضح لنا ان الكثير من هؤلاء ليس لديهم علم واذا نوقشوا اظهروا قناعة ومن يظهر قناعته ويتوب يتم اخراجه وللاسف البعض بعد خروجه يلتقي اصحابه ومن ثم يعيدونه الى شبهاته الماضية ويدخل في الدوامة مرة اخرى، وهناك كذلك مناصحة عبر البرنامج الخاص بالمناصحة من خلال الاستراحات والانشطة الاخرى التي يشارك فيها المشايخ. «الإخوان» يجدون لزاماً عليهم الطعن في المملكة لأن منهجها يحرجهم ولايستطيعون الوصول إليه! (قائمة الجماعات المحظورة) * كانت الدولة حازمة واضحة في مسألة تجريم الانضمام الى الجماعات المتطرفة، وقد سمّتها في البيان بمسمياتها، وبحكم عضوية وزارة الشؤون الإسلامية في اللجنة المعنية بذلك حسب التوجيه الملكي، هل تم التعديل على تلك القائمة؟ - إن كل جماعة فرد أو جماعة لا تعطي البيعة لولي الأمر وتعطيها لشخص آخر او تعطيها مع ولي الأمر لشخص آخر بإنفراد أوبشراكة فهذه البيعة مجرّمة وكل من يخرج على ولي الامر من اي فئة كانت هو خروج على ولي الامر، ومن ينشئ تنظيماً سرياً يهدف الى الوصول إلى أهداف في المجتمع أياً كانت فإن هذا مؤاخذ فالجماعات الارهابية التي سفكت الدم مؤاخذون وهذه تعد القواعد العامة للمؤاخذة اشتمال لوصف في هذه القواعد على كل الفئات وهذا محل مراجعة دائمة. «لغة التهييج» في خطب الجمعة تلاشت إلا ما ندر..ونستجوب المخالفين (العزلة بين العلماء والشباب) * تعلمون أن سياسة هذه الجماعات تكمن في عزل الشباب عن العلماء المعتبرين من خلال التشكيك في علمهم ثم يبدأون في الفتوى لأنفسهم ثم يدخلون في نفق تكفير كل من يخالفهم وهذه هي أخطر مرحلة يسهل معها تبرير أي فعل يقومون به مثل القتل وجز الرؤوس والحرق وغير ذلك.. السؤال من المسؤول عن العزلة بين العلماء والجيل الحالي من الشباب، هل هو قصور من العلماء أم مِنْ مَن؟ - التكوين الحركي من طبيعة قياداته السعي لتحقيق هدف والهدف لا يتحقق إلا بالتأثير على الاتباع بعزلهم عن المؤثرات الاخرى المنافسة وبالتالي يشككون في العلماء وعلماؤنا يعملون في المساجد ودروسهم قائمة وفي بيوتهم كذلك يلقون الدروس ولكن يصفونهم بأوصاف تؤدي الى كُرههم وهذه قديمة قدم الحركات السرية لا يمكن ان تنشأ حركة سرية الا بالتشكيك في المؤثرين وليس فقط في الحركات، وحتى الدول إذا جاءت دولة لتنافس دولة أخرى نجد أنها تضربها لأنها منافسة لها، فمثلا المملكة قائمة بشأن الاسلام وبرنامج جماعة "الاخوان" لو تحقق كله إسلامياً فهو يمثل بعضا مما يطبق في المملكة ولكن وجود المنافسة المتعلقة برغبتهم في إنشاء دولة لابد ان يطعنوا في النموذج المنافس لهم في بناء الدولة هي السعودية، ويجدون لزاما عليهم ان يطعنوا في الدولة السعودية ويشككوا فيها ،لأنها تمثل النموذج الذي يحرجهم ولا يستطيعون ان يكونوا مثله، ونحن لدينا بناء دولة منظمة بالمفهوم المتكامل فيها كل عناصرها والمملكة محرجة لهم في شيء مهم وهو أنها متقدمة ومحافظة والتحديث فيها لابد ان يكون في اطار الشريعة، والشريعة جاءت من اجل مصلحة الناس وسعة للناس وكل عصر فيه ما يناسبه ولكن في اطار ثوابتنا. (تجديد الخطاب الديني) * خطابنا الديني معالي الوزير.. هل يتوافق مع هذه المرحلة؟ - الخطاب الديني في المملكة يخضع لاجتهادات شخصية ممن يقومون بهذا الخطاب ليس هناك منهج عام للخطاب الديني كل شخص يعمل حسب فهمه للشريعة وفهمه للدين وهذا جزء من الاشكال، ولكن اداريا ونظاميا لا تستطيع ان تجمعهم على خطاب واحد يتفقون عليه بل يختلفون في ذلك ولا تستطيع ان نفرض على احد طريقة خطاب الآخر والذي يمكن ان نعمله هو تطوير وتجديد الخطاب الديني في مؤسسات وزارة الشؤون الاسلامية وقد عملنا وسرنا فيه على عدة مراحل، والتجديد هو الوسائل وتجديد الخطاب نجد ان الخطاب هو وسيلة وأمر الدين محفوظ والتجديد مطلوب، يبعث الله على رأس كل مئه سنة من يجدد لها دينها والتجديد يعني أن تجعله جديدا موافقا لمقاصده التي كانت يوم انزل مثل العقيدة والعبادات والسلوك والعلاقات ونحن في الوزارة نجتهد في هذا الامر بتجديد الخطاب ووسائله ومحتوياته، فمثلا "الخطاب التخويفي" سواء كان التخويف من النار او كان من المستقبل او من القبر اذا بولغ فيه بغير القدر الشرعي هذا ممنوع وهذه من الاشياء التي عولجت من خلال تجديد الخطاب الديني في الوزارة وتغليب الترغيب على التخويف لان الترغيب يعطيك املا ومعالجة نفسية وتوازنا ويجعلك ايجابيا وتستطيع ان تعمل، إضافة إلى التعاطي مع التاريخ الاسلامي باعتباره عنصرا مهما في التطوير وهذا مانبهنا عليه الخطباء في كيفية التعاطي مع تاريخ القصص الاسلامية والبطولات والفتوحات بسرد الفائدة من هذه القصص. كل متعاطف مع «الإخوان» يحاسب أكد الشيخ صالح آل الشيخ في تعليقه على كيفية تعامل الوزارة مع المتعاطفين مع بعض التنظيمات المحضورة ك«حركة الاخوان» وغيرها، وهل تم استدعاء أي ممن أظهر ذلك، أن المعمول به بحكم الصلاحيات وبحكم ميدان العمل ان من تكلم في مسجد أو في خطبة او في أي نشاط من انشطة المسجد سواء محاضرة او ملتقى تنظمه الوزارة يخضع الى المحاسبة في كلامه الذي قاله، حسب ما صدر من تعليمات من الدولة وهذا مايحصل حيث يتم منع بعض الاشخاص من المشاركة ثم يأتي شخص منهم ويعتذر والذين تحدثوا عن موضوع من الموضوعات السياسية في مصر كلهم تمت محاسبتهم لأن ذلك ليس من اختصاصهم ولأن الكلام الذي قالوه هو تعاطف بدون بينة وبدون معرفة ولأنهم خالفوا توجه الدولة، أما النوع الثاني هم المنتسبون إلى الوزارة كخطيب لم يقل شيئا في خطبته وإنما من خلال تويتر، فنحن هنا مسؤولون عن مواجهته وإحالته إلى «اللجنة الاستشارية» التي تضم نخبة من العلماء ومن رؤساء الاجهزة الحكومية في أي فرع من فروع الوزارة في المناطق، فعلى سبيل المثال أحد الخطباء في منطقة ما ذكر كلاما في تويتر وتم تحويل كل مقالاته في تويتر الى اللجنة التي قامت بدورها بحظره وعندما تم استجوابه قال انه لا يعرف يتعامل مع تويتر حيث أوكل إلى شركة في مصر براتب شهري لينشروا تغريدات له على حسابه بتويتر وأنه لا يعلم عن الامر شيئا، وبالفعل اتضح انه لايجيد استخدام تويتر، وخرجنا كذلك بنتيجة أخرى تمت معالجتها على مستويات أخرى واتضح كذلك أن هناك شركات تكتب لبعض الناس في الداخل وهذه الشركات موجودة في الخليج وفي مصر وفيها اشخاص يكتبون مقابل راتب شهري ويضيفون له زيادة متابعين وقرر ان يغلق الموقع وظهر صدقه، أما الصنف الثاني هم الذين لا يتبعون الينا في الوزارة مثل استاذ جامعة او معلم في مدرسة او ليس موظفا ولا هو بإمام ولا بخطيب فهذا ليس ضمن اختصاص الوزارة وتحاسبه جهاته، وحقيقةً هناك أحداث يجب ان تكون فيها اناة حتى لا نظلم الناس وهناك احداث تصحبها عاطفة ويتعامل الناس معها بعاطفه مثل «حادثة رابعة» التي اختلط فيها الانتماء بالحدث اي الانتماء ل»الإخوان» واختلاطه بالحدث والذين تعاطفوا مع من كانوا في «رابعة» تعاطفوا معهم بشكل يظنون فيه الجانب الشرعي وعندما حصل هنالك قتلى اصبح تعاطفهم ليس من اجل الانتماء الحزبي وانما للحدث ذاته، ومن أجل تحري العدل يجب على أهل العلم الا يقولوا على الله الا الحق وألا يظلموا ويجب ان نأخذ بالإناة والقاضي لا يقضي بظنه ولا بعلمه بل باليقين ونحن رأينا أشخاصا ممن تعاطفوا ورفعوا شعار»رابعة» في تويتر هم تعاطفوا مع الحادثة وليس مع الرئيس فالشيء اذا صار مجملا مختلطا لا يجوز أن نجعله حكما واحدا بل يجب أن نفرق بينهم وأن نعرف مقاصدهم حتى لا يظلم الناس وهكذا كانت طريقة الوزارة في التعامل في هذا الامر. لا قنوت في النوازل إلا بإذن.. وتعليمات خاصة بشهر رمضان شدد صالح آل الشيخ في إجابته عن سؤال عن التوجيهات الجديدة بشأن دعاء القنوت في شهر رمضان في ظل مايشهده الوطن الآن من تحديات عديدة وخطيرة على أن دعاء القنوت في غير رمضان يجب أن يكون بإذن من الوزارة لأن القول الصحيح المعتمد عندنا هو ألا يقنت الناس في نازلة إلا بأمر ولي الأمر لأن النبي صلى الله عليه وسلم قنت في بعض النوازل وترك ولم يقنت أحد في مساجد المدينة وهذا يدل على رجحان القول بأن القنوت للنازلة يرد إلى موافقة ولي الأمر لأنه هو الذي يحدد النازلة التي بموجبها يطلب من الناس أن يقنتوا أو يقول لهم لا تقنتوا، والنبي صلى الله عليه وسلم قنت ثم ترك عندما جاءت النوازل قنت وترك القنوت والقنوت سنة وليس فرضا واجبا، أما دعاء القنوت في رمضان فيتم توجيه الائمة بآداب القنوت وما يقال فيه ومالا يقال، وفي هذا العام وبمناسبة الأحداث وخصوصاً التفجير الذي وقع في القديح داخل المسجد لابد ان تكون لدى اللجنة المختصة في الوزارة عناصر مهمة يزود بها أئمة المساجد ونحن حريصون على دعاء القنوت.

مشاركة :