بغداد - وكالات: قالت مصادر مطلعة إن حالة من الحذر والترقب سادت أمس ساحة الاعتصام في العاصمة العراقية بعد الهجوم الذي نتج عنه حرق خيام المعتصمين وكانت الاحتجاجات قد تجددت في الناصرية وبغداد، وعادت معها الاشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن أمس فيما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها لاستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين، ودانت العديد من الدولة الغربية ذلك النهج ضد المتظاهرين. يأتي ذلك بعد أن أحرقت القوات الأمنية خيام المعتصمين هناك، وأعاد هؤلاء نصب خيام مرة أخرى، وأكدوا بقاءهم واستمرارهم في الاحتجاج حتى الاستجابة لمطالبهم. وفي بغداد، استخدمت الغازات المدمعة بساحتي الوثبة والخلاني لإبعاد المحتجين باتجاه ساحة التحرير مركز الاحتجاجات الرئيسي بالعاصمة. وطافت مظاهرات احتجاجية شوارع بغداد وعددا من المحافظات للتنديد باقتحام جماعات مسلحة ساحات التظاهر واستخدام الرصاص الحي وإحراق خيام الاعتصام. وانضمت مجاميع كبيرة من الموظفين وطلاب الجامعات أمس إلى زملائهم بساحات التظاهر للتعبير عن دعم مطالب المتظاهرين، واستنكار الهجمات على ساحات التظاهر. وشهدت ساحات بغداد والبصرة أمس إعادة نصب خيام اعتصام جديدة بدلاً من تلك التي التهمتها النيران، في حين قام متظاهرون في الناصرية ببناء خيام جديدة لتكون بديلاً عن تلك التي أحرقت من قبل مسلحين فجر أمس. وفي سياق متصل أعرب ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن القلق الشديد إزاء استمرار العنف ضد المتظاهرين بالعراق، وقال إن الأمم المتحدة لا تزال تعمل على الأرض مع السلطات والمجتمع المدني في العراق. وطالب المسؤول الأممي القادة في العراق بالاستماع إلى الشعب، والعمل على تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن، وقال «هناك استياء عام ويحتاج القادة إلى الاستماع للناس، ويجب تشكيل الحكومة، لكن العراق بلد ذو سيادة وهذا القرار يرجع للزعماء العراقيين». . وفي السياق، دان سفراء 16 دولة بالعراق ما وصفوه بالاستخدام المفرط والمميت للقوة من قبل قوات الأمن والفصائل المسلحة ضد المتظاهرين. كما دان هؤلاء، ومنهم سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، في بيان مشترك، ما اعتبروه ترويعًا واختطافًا يتعرض له المحتجون والناشطون. وناشدوا الحكومة العراقية ضمان إجراء تحقيقات يعتد بها، وتطبيق المحاسبة عن مقتل المئات وإصابة الآلاف من المحتجين منذ الأول من أكتوبرالماضي. ودعا السفراء الحكومة إلى احترام حرية التجمع والاحتجاج، كما دعوا المتظاهرين إلى الحفاظ على سلمية حراكهم. بومبيو وفي تطور سياسي آخر، قال مكتب رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أبدى -خلال مكالمة هاتفية مع عبد المهدي- استعداد بلاده لإجراء مباحثات جدية بشأن وجود القوات الأجنبية بالعراق، والتعاونِ لتحقيق السيادة العراقية. وأضاف البيان أن عبد المهدي أعرب خلال الاتصال عن إدانته الاعتداءات التي استهدفت السفارة الأمريكية في بغداد مساء الأحد، ووعد بتعزيز إجراءات القوات العراقية المسؤولة عن حمايتها. وأشار إلى أن عبد المهدي شدد على أهمية التهدئة في المنطقة واحترام الجميع لسيادة العراق وقراراته، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية. من جهة أخرى - داهمت قوة أمنية عراقية، أمس، مكتب قناة دجلة الفضائية بالعاصمة بغداد، وقامت بإخراج الموظفين من المقر وإغلاقه، وفق مصدر أمني محلي. وقال مصدر أمني -فضل عدم الإفصاح عن هويته- إن قوة أمنية تابعة لوزارة الداخلية، داهمت مقر القناة (خاصة) فجر أمس، وأخرجت الموظفين وأغلقت المقر. ولم يصدر أي تعقيب من السلطات العراقية حول الموضوع أو سبب إغلاق مقر القناة حتى نشر الخبر. ويأتي إغلاق مكتب قناة دجلة في بغداد بعد قرار الحكومة الأردنية إيقاف عمل القناة لمدة شهر في العاصمة عمّان، مقرها الرئيسي. واطلعت وكالة الأناضول على نسخة من الكتاب الصادر عن هيئة الإعلام الأردنية، الذي تضمن وقف بث القناة لمدة شهر اعتبارًا من الاثنين. سبب الإغلاق وبررت هيئة الإعلام في الأردن قرارها بمخالفة أحكام قانون تجديد رخصة البرامج التلفزيونية، إلا أن القناة استمرت بالبث من بغداد بتردد آخر، وذلك حتى الساعة (00:30) بعد منتصف الليلة قبل الماضية.
مشاركة :