اغتال ملثمون مجهولون صباح الثلاثاء الدكتور محمد حسين علوان، الإعلامي العراقي وعضو هيئة التدريس بالجامعة المستنصرية، أمام منزله شرقي بغداد. وقال شهود عيان إن ملثمين مجهولين أطلقوا الرصاص على علوان أمام منزله في حي البنوك شرقي بغداد وأردوه قتيلا في الحال ولاذوا بالفرار. ويعمل علوان أستاذا بكلية التربية بالجامعة المستنصرية ببغداد وهو عضو في نقابة الصحافيين العراقيين ومقدم برامج تلفزيونية سابق. ويواجه الصحافيون والإعلاميون العراقيون تهديدا متواصلا من قبل الميليشيات والجماعات المسلحة بسبب تغطية المظاهرات الشعبية التي انطلقت في أكتوبر الماضي. كما تفرض السلطات تقييدا على وسائل الإعلام بذرائع مختلفة، لمنع تغطية الاحتجاجات، حيث أصدرت الثلاثاء أمراً بإغلاق قناة “دجلة” التلفزيونية المحلية المعروفة بتغطيتها المكثفة للاحتجاجات المناهضة للسلطة، لمدة شهر كامل، بحسب ما أكدت مصادر إعلامية وأمنية. وقال مصدر في قناة دجلة لوكالة فرانس برس “قامت قوة من وزارة الداخلية ليل الاثنين بإغلاق تام لمكتب قناة دجلة في بغداد وطلبت من الكادر مغادرة المكان، بأسلوب لطيف واحترام كامل”. ويعمل في قناة “دجلة” التي تمارس نشاطاتها في بغداد وعمّان فقط، أكثر من 80 إعلامياً وإدارياً عراقياً في العاصمة بغداد، فيما يعمل أكثر من خمسين موظفاً بينهم أردنيون في مقرها الرئيسي في العاصمة الأردنية. محمد حسين علوان أستاذا بكلية التربية بالجامعة المستنصرية وهو سابقا مقدم برامج تلفزيونية وعضو نقابة الصحافيين وقال مصدر في القناة طلب عدم كشف هويته إن السلطات الأردنية أمرت المكتب الرئيسي في عمّان بالتوقف عن البث لمدة شهر. وأوضح أن “الحكومة العراقية طلبت من الأردن وقف بث القناة لمدة شهر بدءاً من ليلة الثلاثاء، بناء على شكوى عراقية”. وبالفعل، انقطع الثلاثاء بث قناة دجلة. وتعرض مكتب القناة في بغداد، خلال الأسبوع الأول من الاحتجاجات إلى مداهمة من مسلحين مجهولين. وفي العاشر من يناير الحالي، اغتيل مراسلها في البصرة أحمد عبدالصمد (37 عاماً) وزميله المصور صفاء غالي (26 عاماً) بيد “مسلحين ينشطون داخل المدينة” التي تقع على الحدود مع إيران وتسيطر عليها فصائل مسلحة موالية لطهران. وفي العشرين من الشهر الحالي، انخرط أحد كبار مقدمي برامج القناة في جدال حاد مع المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء اللواء عبدالكريم خلف على خلفية الاحتجاجات. ورفض خلف خلال الحوار الرد على سؤال بشأن أعداد الضحايا خلال المواجهات مع قوات الأمن، وتبادل بعدها الاثنان الاتهامات، قبل أن يغادر المتحدث العسكري المقابلة. والقناة مملوكة لرجل الأعمال وزعيم حزب الحل جمال الكربولي وشقيقه محمد الكربولي، النائب الحالي بالبرلمان العراقي. وقال رئيس مجلس إدارة قناة دجلة جمال الكربولي في تغريدة رداً على قرار إغلاق القناة إن المتظاهرين “أشجع منا جميعاً. نراهن عليكم بأنكم ستنتصرون للوطن ضد أحزاب السلطة”. من جانبه، قال حيدر الميثم عضو النقابة الوطنية العراقية للصحافيين إن السلطات تعاملت مع قناة دجلة، تبعاً “لخلافات سياسة”. ودعت المنظمات المدافعة عن حرية الصحافة السلطات العراقية إلى بذل جهود لضمان حرية عمل وسائل الإعلام وحماية الصحافيين العاملين في العراق.
مشاركة :