قال مراسلنا في واشنطن خالد خيري إنه بعد دقائق من إعلان الرئيس الأمريكي ترامب خطته للسلام انتفض عدد كبير من المشرعين الأمريكيين لرفض هذه الخطة وأعلن كثيرون منهم استحالة تنفيذها على الأرض بسبب زيفها واعتمادها على دعم الحليف الأوحد إسرائيل فقط من دون النظر إلى ثوابت السياسة الخارجية الأمريكية التي دعمها الحزبان الجمهوري والديمقراطي على مدار عقود والتي اشترطت حل الدولتين كأساس لأي سلام شامل وعادل وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. وبحسب مراسلنا فإن الأعضاء في مجلس الشيوخ والنواب أكدوا أن حماية إسرائيل لن تتحقق من دون منح الفلسطينيين حقوقهم كاملة وأن الاستقرار في الشرق الأوسط لن يُمرر من دون موافقة فلسطين على أي خطة تضع حلًا للصراع. ففي مجلس الشيوخ قالت إليزابيث وارين عضو مجلس الشيوخ الأمريكي والمرشحة لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية عن الحزب الديمقراطي إن خطة السلام التي وضعها ترامب هي موافقة تلقائية للضم ولا تقدم أي فرصة لدولة فلسطينية حقيقية وأضافت تعليقًا على إعلان ترامب خطته أن إطلاق خطة دون التفاوض مع الفلسطينيين ليس من الدبلوماسية ويعد أمرا مزيفا مؤكدة أنها ستعارض أي ضم أحادي الجانب بأي شكل من الأشكال وأنها ستراجع كافة السياسات التي تدعمه. من جهته قال السيناتور إد ماركي عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، إنه لا يوافق إلا على سياسة الحزبين الأمريكيين الطويلة الأمد المتمثلة في أن حل الدولتين الحقيقي هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وضمان سلام دائم وتعزيز أمن إسرائيل على المدى الطويل. وأضاف السيناتور ماركي أنه من دون مشاركة فلسطين فإن ما يسمى “خطة السلام” التي أطلقها الرئيس ترامب هي خطة سلام بالإسم فقط ويجب ألا يكون إعلانها ذريعة لمزيد من العمل الأحادي من جانب أي طرف يمكن أن يجعل تحقيق السلام أكثر صعوبة مؤكدًا أنه توجد حاجة اليوم لدبلوماسية حقيقية لجلب جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات لإجراء محادثات مباشرة لتحقيق إقامة دولة فلسطينية وحماية إسرائيل. العضو البارز في مجلس الشيوخ بيرني ساندرز أكد من جانبه أن أي سلام مقبول يجب أن يكون متوافقا مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. أما في مجلس النواب الأمريكي فقالت باربارا لي عضو مجلس النواب الأمريكي: إن خطة ترامب الأحادية ليست إلا ضوء أخضر لضم آراضي الفلسطينيين بما يتعارض مع سياسة الحزبين لعقود وبمخالفة القانون الدولي. رشيدة طليب عضو مجلس النواب الأمريكيقالت: خطة السلام حيلة سياسية لا تجعلنا أقرب إلى السلام والعدالة وبصفتي عضو في الكونجرس أعتبرها ليست بداية للسلام. في مقابل ذلك يوجد أعضاء جمهوريون ممن باركوا خطة ترامب على رأسهم حليفه السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام الذي اعتبرها بداية للسلام الحقيقي وأنها ستحقق أحلام الفلسطينيين وأمن إسرائيل على السواء. وأضاف مراسل الغد، إذا ما تأملنا ما يجري في مصدر التشريع الأمريكي بشأن فلسطين فسنجد أنه يوجد انقسام حاد وتباين في الرؤى بين الجمهوريين والديمقراطيين بشأن كيفية تحقيق السلام الشامل العادل في منطقة الشرق الأوسط.. ففي حين يؤكد الديمقراطيون أن أمن إسرائيل لن يتحقق بقوة السلاح ومعاقبة الشعب الفلسطيني ولن تشهد المنطقة سلاما من دون قيام دولة فلسطينين حقيقية ومرروا كثيرا من التشريعات التي تدعم حل الدولتين ، يرى الجمهوريون أن مساندة إسرائيل ودعمها عسكريًا وأمنيًا وماليًا سيمكنها من البقاء آمنة في إقليم متوتر.
مشاركة :