الذكرى السادسة لرحيل فارس الكلمة عبدالله عمران

  • 1/30/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كان يوم الخميس 30 يناير/‏‏‏‏‏كانون الثاني عام 2014، واحداً من الأيام العصيبة علينا، فقد فقدنا الدكتور عبدالله عمران تريم، فارس الكلمة ومؤسس «دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر» مع شقيق روحه ومسيرته المغفور له تريم عمران تريم.. كانت الصدمة قاسية والخطب جلل، فالحدث كان مفاجئاً وصعباً. وكان رحمه الله يتابع أدق تفاصيل العمل، وفجأة افتقدناه، رحل الكبير بهامته وفكره وابتسامته وحزمه، مختتماً مسيرة نضالية طويلة أعطى فيها الوطن، والمنطقة والعالم كله، بلا حساب.ترجّل الفارس في ذلك اليوم، لكن مبادئه وأفكاره ورؤاه، تجذرت في أعماق الأرض، تشرّبها محبوه فكراً وطنياً وعروبياً صادقاً، وبات مثلهم الذي يفتخرون به ورمزاً لأحلامهم وآمالهم بمستقبل أفضل للوضع الوطني والقومي على السواء، وكل من تربّى فكرياً وسياسياً على يديه استمع إليه، وتابع سيرته ومسيرته، وتتلمذ في مدرسته، وهذا ليس قليلاً، لأنه نتاج جهاد سنوات طوال من كفاح لم يتوقف.كانت الإمارات في عقل فارس الكلمة الحرة الدكتور عبدالله عمران وقلبه، يسعد بكل إنجاز من إنجازاتها، فقد عاشها وقت أن كانت تفتقد مقومات الدولة، لكنها بسواعد أبنائها المخلصين من أمثاله، وبالقيادة الرشيدة الحكيمة المحبة لوطنها وشعبها، أصبحت من دول القمة في العالم، بفضل عطاءاتها التي لم تتوقف، وإنجازاتها المستمرة لمصلحة شعبها والإنسانية، وكانت العروبة أيضاً الانتماء الأوسع الذي يسعده، ويجاهد من أجل لمّ شمله على كلمة واحدة، وموقف ورأي وفكر يجمع عناصر قوته، ويرتقي به إلى مصاف الأمم المتقدمة.لقد سطّر الراحل الكبير إيمانه العميق بقضايا الوطن، وشؤون العالم العربي، واستمر يعرب عن هذا الإيمان بكلماته في كل محفل ومنتدى، خاصة مؤتمر «الخليج» السنوي، ولقاءاته لكبار المفكرين والسياسيين على امتداد الوطن الكبير، فكانت القضية الفلسطينية وأوضاع الشعب الفلسطيني، والشؤون العربية والقضايا التي تعانيها الشعوب العربية حاضرة بقوة، وعكست فكره المستنير ورؤاه القومية، ووطنيته المتجذرة في كيانه، كما عكست انتماءه الذي كان محسوماً دائماً وأبداً لمصلحة الشعوب العربية، ومنها تلك المكافحة أو المغلوبة على أمرها.قضايا الوطن لا تنتهي، ولو كان الدكتور عبدالله عمران حاضراً بيننا اليوم، لاستمر حريصاً على القضايا الوطنية الكبرى، كالاستثمار في الإنسان، وتوفير فرص العمل المناسبة لكل مواطن، والمسكن العصري لكل أسرة، وفرص التعليم العالي والمتخصص والنوعي لكل راغب فيه، وأسس بناء أسرة جديدة وسليمة، والارتقاء المستمر بالخدمات الصحية وبالمستوى المعيشي الذي يكفل رغد العيش للجميع.كان رحمه الله، يسعد كثيراً بكل إنجاز يتحقق ويعده انتصاراً للجهود المضنية التي تبذلها قيادة البلاد الحكيمة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، حكام الإمارات، وسمو أولياء العهود، ونواب الحكام، وأبناء شعب الإمارات الذين يبذلون الغالي في سبيل استمرار تدفق مسيرة الخير والنماء، وعطاءاتها التي ليس لها حدود، هذه السعادة التي تستمد رحيقها من مبدأ العطاء الوطني والإنساني المتدفق على امتداد جغرافية الوطن وقارات العالم.

مشاركة :