سعياً من الإدارة الأمريكية لإعادة ترسيم الحدود في فلسطين التاريخية، ودعم «إسرائيل» في ضم أجزاء من الضفة الغربية، بما في ذلك المستوطنات والأغوار وشمال البحر الميت، إلى «السيادة الإسرائيلية»، تنص وثيقة «صفقة القرن» في صفحة رقم 13 على ضم منطقة قرى ومدن المثلث الواقعة في شمالي الأراضي المحتلة عام 1948 إلى نفوذ السلطة الفلسطينية.وتقترح الخطة الأمريكية، ضم التجمعات السكنية في المثلث، المكوّنة من كفر قرع وعرعرة وباقة الغربية وأم الفحم، وقلنسوة، والطيبة وكفر قاسم والطيرة، وكفر برا، وجلجولية، لسيادة الدولة الفلسطينية المستقبلية، فيما استثنت قريتي جت وزيمر لموقعهما الاستراتيجي والجغرافي المرتفع المطل على الساحل من الجهة الغربية وعلى الضفة من الجهة الشرقية.وسوغت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقترح الضم الذي تمت مناقشته في السابق من الجانب «الإسرائيلي» في عهد الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، بأن هذه التجمعات التي يقطنها قرابة 300 ألف فلسطيني يحملون «الجنسية الإسرائيلية»، تعرف نفسها إلى حد كبير على أنها فلسطينية.وعادت «صفقة القرن» إلى الوقائع التاريخية عقب النكبة، وقالت إن هذه التجمعات السكنية كانت مخصصة لتقع تحت السيطرة الأردنية خلال مفاوضات خط وقف إطلاق النار عام 1949، إلا أن «إسرائيل» استعادتها لاعتبارات أمنية، خفت وطأتها منذ ذلك الحين، وعليه تقترح إعادتها للسلطة الفلسطينية.ورداً على المقترح الأمريكي «الإسرائيلي»، أجمعت مختلف الفعاليات السياسية والحزبية والقوى الوطنية والشعبية والجماهيرية، رفضها لخطة «صفقة القرن» بجميع بنودها ومن ضمنها مقترح ضم المثلث.وأكدت الفعاليات في المثلث ضرورة حشد الجماهير للتصدي للخطة التي يأتي نشرها في هذا التوقيت كمحاولة من ترامب، لتوفير طوق نجاة لرئيس الحكومة «الإسرائيلية»، بنيامين نتنياهو، الذي يواجه ملفات تهم فساد وخيانة الأمانة، ومحاولة من الإدارة الأمريكية تعزيز فرص فوزه بالانتخابات وتشكيل الحكومة المقبلة.وينسجم طرح نتنياهو - ترامب لضم المثلث لسيادة السلطة الفلسطينية، مع طرح ومشروع رئيس «إسرائيل بيتنا»، أفيجدور ليبرمان، الذي دعا في السنوات الأخيرة إلى ضم أجزاء من المثلث إلى السلطة الفلسطينية، في إطار تبادل أراض، وذلك بهدف تقليل عدد العرب في الداخل الفلسطيني، وزيادة نسبة اليهود السكانية.وتعد منطقة المثلث مصدر قلق ديموغرافي للمؤسسة «الإسرائيلية»، حيث من المتوقع أن يصل تعدادهم السكاني إلى نحو 500 ألف مواطن يقطنون على مساحة 170 ألف دونم من أصل قرابة مليون دونم كانوا يتملكونها قبل النكبة. وتعتبر منطقة المثلث موقعاً استراتيجياً بالنسبة ل«إسرائيل»، التي شرعت بتهويد المناطق الحدودية وتكثيف الاستيطان بتخوم البلدات العربية، ما يعزز المخاوف لدى السكان بأن المخططات تتعدى التبادل لتصل إلى التهجير والتشريد، وعليه يجمعون على ضرورة التصدي لبنود «صفقة القرن»، تحت مظلة فلسطينية واحدة. (وكالات)
مشاركة :