تقرير إخباري: تظاهرات غاضبة في قطاع غزة رفضا لـ"صفقة القرن" الأمريكية

  • 1/30/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

غزة/رام الله 28 يناير 2020 (شينخوا) جرت تظاهرات غاضبة في قطاع غزة اليوم (الثلاثاء) رفضا لخطة السلام الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن". وجرت التظاهرات بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية التي تضم كافة الفصائل، بما فيها حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، والمقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة. وشارك الآلاف من الفلسطينيين في تظاهرة رئيسية بدوار (أنصار) غرب مدينة غزة، ورفعوا الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء ولافتات كتب عليها باللغتين العربية والإنجليزية "لا لصفقة القرن"، "بوحدتنا سنسقط صفقة القرن"، بالإضافة إلى صور للرئيس عباس. وأكد عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية، في كلمة باسم الفصائل، رفض الشعب الفلسطيني وفصائله وقواه لصفقة القرن والعار الأمريكية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وقضايا القدس واللاجئين. وقال الحية إن "خروج الشعب الفلسطيني في مشهد وحدوي هو أول مسمار في نعش الصفقة"، مضيفا أنه بالوحدة الوطنية "لن يجرؤ دونالد ترامب، ولا غيره أن يعتدي على الحقوق الفلسطينية". وتابع أن "ترامب الظالم المجرم يتسلل من بين الخلافات العربية ليقدم هدية للظالمين والمحتلين وقتلة الشعب الفلسطيني الذي لا يريدون لنا بقاء ووجود ولا أي حق من حقوقه". وأكد أن "صفقة القرن لن تمر وفينا عرق ينبض ومجاهد يقاتل وثائر يدافع عن فلسطين والقدس واللاجئين". وأضاف الحية مخاطبا الأمريكيين أن "ترامب يضع شعبه عدوا لشعبنا الفلسطيني والأمة والمناصرين للحق الفلسطيني، فاختاروا أن تكونوا أعداء أو تطردوه من بيتكم الأسود"، في إشارة للبيت الأبيض. وثمن قيادي حماس دعوة الرئيس محمود عباس، لعقد اجتماع للفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية مساء اليوم، مشيرا إلى أن حركته وكل الفصائل مشاركة فيه لمواجهة الإجراءات الأمريكية والإسرائيلية. وغلب على المتظاهرين حالة من الغضب جراء عزم الرئيس الأمريكي نشر بنود خطته مساء اليوم. وقال الفلسطيني عمار كسكين لوكالة أنباء ((شينخوا)) "جئنا اليوم لنثبت للعالم بأن فلسطين هي حق لكل فلسطيني، وأن حق العودة لا يمكن أن يدنس ولا يمكن أن نتنازل عنه في يوم من الأيام". وأضاف كسكين، "لا ترامب ولا نتنياهو ولا أحد يستطيع أن يقتلع جذورنا من الأرض، نحن هنا باقون ولن نترك حقنا في تقرير مصيرنا بأنفسنا، فلسنا رهائن لدى أمريكا وغيرها من العنجهيين في العالم". من جهتها، دعت الفلسطينية سمية ابو هربيد، إلى استمرار المسيرات السلمية لإيصال "صوتنا للعالم بأننا ضد القرارات الأمريكية التي تقرر مصيرنا وحياتنا وفق مصلحة إسرائيل". وقالت الشابة، التي كانت تتوشح بالكوفية الفلسطينية وتحمل علم فلسطين "نحن هنا لنكون جميعا موحدين، فتح وحماس وكافة الفصائل الفلسطينية بلا استثناء ضد القرار الأمريكي المتعنت ضدنا". أما المسن محمد عبد المجيد، فاعتبر أن "أمريكا لن تسعى أبدا لحل سلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بل تريد أن تنهي وجودنا كفلسطينيين في أرضنا"، على حد تعبيره. وقال عبد المجيد (85 عاما) ل(شينخوا)، بينما كان يمسك يد حفيده "أتيت هنا مع أصغر أحفادي كي أقول للعالم بأننا لن ننسى حقوقنا ولن ننسى أننا يجب أن نستعيد أرضنا وقضيتنا وكياننا". كما جرى تنظيم وقفات احتجاجية مماثلة بدعوة القوى واللجان الشعبية للاجئين الفلسطينيين في رفح وخانيونس جنوب القطاع والمخيمات الفلسطينية في وسطه. وقال بيان مشترك جرى تلاوته في الوقفات التي جرى فيها رفع لافتات رافضة للصفقة وحرق صور لترامب ونتنياهو، إن "صفقة القرن تنصب نفسها شرطيا عالميا يقسم الأوطان، ضاربة بعرض الحائط كافة القوانين". وأكد البيان رفض الشعب الفلسطيني القاطع للصفقة الأمريكية. ومن المقرر أن تشهد مراكز المدن في الضفة الغربية تظاهرات أخرى مساء اليوم تزامنا مع الإعلان الأمريكي عن صفقة القرن. بينما تعقد القيادة الفلسطينية اجتماعا طارئا برئاسة الرئيس محمود عباس، في مقر الرئاسة في مدينة رام الله لبحث آليات مواجهة الصفقة الأمريكية. ويضم الاجتماع أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة (فتح)، وأمناء فصائل المنظمة وقادة الأجهزة الأمنية وشخصيات من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي. وفي السياق، أعلن مسؤول العلاقات الوطنية في الجهاد الإسلامي خالد البطش، في بيان أن حركته ستشارك في الاجتماع، مشيرا إلى أنه "ليس بديلا عن الدعوة التي أجمعت عليها القوى لعقد لقاء وطني يحضره الأمناء العامون للفصائل بهدف وضع استراتيجية مواجهة شاملة". في المقابل، أمر وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت اليوم، قوات الجيش بالاستعداد لاحتمال تصعيد فوري في الضفة الغربية، بعد إعلان بنود الصفقة الأمريكية في ظل "غياب التعاون من السلطة الفلسطينية". وقال بينيت في بيان صدر عن مكتبه عقب جولة ميدانية في الضفة الغربية رفقة عدد من قادة الجيش، إن "إسرائيل تواجه أياما حاسمة في قضية تحديد حدودها الدائمة وتطبيق السيادة على المستوطنات في الضفة الغربية (يهودا والسامرة)". وتابع بينيت "نسمع تهديدات من الجانب الفلسطيني، ولكن لن يردعنا أي شيء"، مشيرا إلى أن النظام الأمني والجيش الإسرائيلي يستعد لكل سيناريو محتمل. وأرجأ الرئيس ترامب نشر خطة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين عدة مرات، فيما تم الإعلان عن الجزء الاقتصادي منها خلال مؤتمر قادته أمريكا في البحرين في يونيو 2019، وقاطعه الفلسطينيون. وتقاطع السلطة الفلسطينية الإدارة الأمريكية الحالية منذ نهاية عام 2017 إثر إعلان ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وترفض مسبقا خطة واشنطن لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

مشاركة :