تقرير إخباري: تظاهرات بالضفة الغربية وغزة وخطاب لعباس أمام مجلس الأمن ضد "صفقة القرن"

  • 2/12/2020
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

رام الله/غزة 11 فبراير 2020 (شينخوا) تظاهر آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة اليوم (الثلاثاء) بالتزامن مع خطاب للرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمام مجلس الأمن الدولي للتأكيد على رفض خطة السلام الأمريكية المعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن". وانطلقت تظاهرات اليوم من عدة في الضفة الغربية، رفع المتظاهرون خلالها الأعلام الفلسطينية ولافتات مكتوبة تحتج على الخطة الأمريكية، من بينها "فلسطين ليست للبيع"، و"مؤامرة صفقة القرن لن تمر"، وأخرى تندد بالسياسات الأمريكية "المنحازة" لصالح إسرائيل. وعقب التظاهرات، أقيم مهرجان مركزي وسط مدينة رام الله رفع فيه المشاركون علما فلسطينيا بطول 20 مترا ومثله بأحجام صغيرة. وأعلنت الحكومة الفلسطينية تعليق الدوام الحكومي لإفساح المجال أمام الموظفين للمشاركة في المهرجان. كما جهزت المحافظات وسائل النقل لنقل المواطنين من مدنهم إلى مدينة رام الله. من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، خلال المهرجان الخطابي في رام الله، إن الفلسطينيين "متحدون خلف قيادتهم في رفض الخطة الأمريكية والعمل لإسقاطها". وأضاف اشتية "لسنا عدميين لا نقول لا فقط بل نقول نعم للدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين، ونحن اليوم في موقف وحدوي استثنائي وكل الفصائل موحدة". وأكد قدرة الفلسطينيين على إسقاط "كل المشاريع التصفوية ضد القضية الفلسطينية"، مشيدا بموقف شعوب دول العالم وحكوماتها المساند للموقف الفلسطيني والرافض للخطة الأمريكية. بدوره، قال نائب رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محمود العالول، إن الفلسطينيين متوحدون في رفض صفقة القرن الأمريكية. وأضاف العالول أنه لا يمكن لأي فلسطيني القبول بالخطة الأمريكية "التي تستهدف الحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها القدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين". وأشار إلى أن الفلسطينيين يتعرضون لضغوطات اقتصادية كبيرة وتصعيد ل"هجمة" إسرائيل الاستيطانية "لكنهم صامدون في وجه مؤامرات استهداف قضيتهم". ودعا القيادي في حركة فتح إلى موقف عربي وإسلامي مساند للقضية الفلسطينية، قائلا:"نأمل أن لا تتمكن واشنطن من تمرير صفقتها عبر أي من الأشقاء العرب والمسلمين". وفي السياق، أكد منسق القوى والفصائل في الضفة الغربية عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل ابو يوسف، أن رفض الخطة الأمريكية محل إجماع كامل من الفصائل الفلسطينية. وفي غزة، تظاهر مئات الفلسطينيين وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية وسط هتافات تؤكد على رفض خطة السلام الأمريكية وأخرى تتمسك بالحقوق الفلسطينية. وخلال التظاهرة جرى عبر مكبرات للصوت ثبتت على شاحنة صغيرة، بث أغاني وطنية فلسطينية. وأطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 28 يناير الماضي خطة سلام مثيرة للجدل في الشرق الأوسط تدعو إلى حل الدولتين مع الاعتراف بالقدس "عاصمة غير مقسمة" لإسرائيل، الأمر الذي رفضه الفلسطينيون. ومساء اليوم، عقدت جلسة لمجلس الأمن في نيويورك لبحث الخطة الأمريكية بحضور عباس والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرتش والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط. وقال عباس أمام مجلس الأمن إن الخطة الأمريكية المطروحة احتوت على 311 مخالفة للقانون الدولي، معتبرا أنها لا يمكن أن تحقق السلام والأمن، لأنها ألغت قرارات الشرعية الدولية. واعتبر أن الرفض الواسع للخطة يأتي لما تضمنته من مواقف أحادية الجانب، ومخالفتها الصريحة للشرعية الدولية ولمبادرة السلام العربية، وألغت قانونية مطالب الشعب الفلسطيني في حقه المشروع في تقرير مصيره ونيل حريته واستقلاله في دولته. وتابع الفلسطينيون في الضفة الغربية وغزة اجتماع مجلس الأمن الذي بثه تلفزيون (فلسطين) الرسمي، في المقاهي والبيوت، معربين عن أملهم باتخاذ خطوات دولية رادعة ضد الإجراءات الأمريكية والإسرائيلية بحق قضيتهم. وقال الشاب أحمد ابو موسى بينما تواجد برفقة أصدقائه داخل مقهى على ساحل بحر غزة، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن عباس هو الجهة الرسمية التي تمثل الشعب الفلسطيني "بقبول أو رفض أي خطة للسلام". واعتبر ابو موسى أن "الصفقة الأمريكية غير عادلة لأن صياغتها جرت من طرف واحد منحاز لأحد طرفي الصراع، وهذا يتنافى مع المعايير الدولية". من جهته، قال الفلسطيني ابو أحمد، وهو شاب في الثلاثينات من عمره "نأمل أن يكون لخطاب عباس تأثيرا على الدول الأعضاء وتطبيق القرارات الصادرة عن المجلس بحق الشعب الفلسطيني وقضيته". وأضاف ابو أحمد ل(شينخوا)، أن العديد من الدول تؤيد فلسطين، ونحن على ثقة أنها ستعمل على تحقيق العدالة الدولية بشأن القضية الفلسطينية. وفي هذه الأثناء، أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه اليوم، أن غالبية الفلسطينيين يرون أن حل الصراع مع إسرائيل أصبح أكثر تعقيدا بعد الإعلان عن الخطة الأمريكية. وقال استطلاع نفذه (المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي)، إن 85.2 في المائة من العينة المستطلعة آراؤهم يرون أنه بعد الإعلان عن الخطة أصبح الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أكثر تعقيدا من أي وقت مضى، في مقابل 11.4 في المائة يرون أنها فرصة لا يمكن تعويضها للوصول إلى سلام، فيما امتنع 3.4 في المائة عن الإجابة. وأشار الاستطلاع إلى أن 89.2 في المائة يعارضون بدرجات متفاوتة الخطة الأمريكية. وتم إجراء الاستطلاع على عينة عشوائية من الفلسطينيين بلغ عددها 1255 شخصا تزيد أعمارهم عن 18 عام في الضفة الغربية وقطاع غزة. وفي السياق، انتقد الفلسطينيون خطاب ممثل المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، أمام مجلس الأمن ضد عباس، محذرين من المساس بحياته على خلفية رفضه للخطة الأمريكية. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إن "دانون ممثل سلطة الاحتلال يستخدم مجلس الأمن ليطلب من دول العالم التنكر للقانون الدولي، ويطالب بوقاحة بتغيير النظام في فلسطين". واعتبر عريقات في بيان مقتضب، أن تصريحات دانون "تمثل عقلية الاستيطان الاستعماري". وقال دانون في رده على خطاب عباس خلال جلسة مجلس الأمن، "لن يكون أي تقدم في عملية السلام ما دام عباس في منصبه". وهاجم دانون رفض عباس للخطة الأمريكية، قائلا: إن "كان حقا يريد المفاوضات لكان لم يكن الآن في نيويورك، إنما في القدس قولوا له أن يأتي للتفاوض بدل من الخطابات هنا". بدوره، اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) حسين الشيخ، حديث دانون دعوة مباشرة "لاستهداف رأس الشرعية الفلسطينية الرئيس عباس". وقال الشيخ في تصريحات للصحفيين في رام الله، إن ما قاله دانون دعوة "لاستهداف وتغييب عباس بنفس الطريقة التي غاب بها عرفات، ودعوة مباشرة للقتل"، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسئوليته حيال ذلك. واعتبر أن "تقاعس الأمم المتحدة ودول العالم عن محاسبة إسرائيل على كل ما تقوم به، هو الذي يجعلها تهدد بشكل مباشر بهذا الشكل عباس المنتخب من الشعب بطريقة ديمقراطية". ورأى الشيخ أن حديث دانون "يدق ناقوس الخطر، وإسرائيل وأمريكا تتحملان المسؤولية المباشرة عن حياة عباس، والمساس به تجاوز لكل الخطوط الحمراء والمحرمات". من جهتها، حذرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها عباس، من حديث دانون ضد زعيمها وتصويره كأنه "عقبة أمام السلام". وأكدت الحركة في بيان صدر عنها تلقت (شينخوا) نسخة منه، دعمها الكامل لمواقف عباس التي وردت في خطابه أمام مجلس الأمن، والتي تعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني الحرة في رفض صفقة القرن. واعتبرت أن استهداف عباس "استهداف لوجود الشعب الفلسطيني، ولحقوقنا الوطنية وحقنا في تقرير المصير وفي الحرية والاستقلال".

مشاركة :