07:15 PM - السبت 12 - شعبان - 1436 هـ 30-مايو- 2015 م [ 0 ] تعليق [ 1 ] مشاهد ---> واشنطن والنووي الإيراني.. السير على رمال متحركة في الشرق الأوسط --> واشنطن والنووي الإيراني.. السير على رمال متحركة في الشرق الأوسط --> القاهرة ـــ أحمد الشيمي عاصفة الحزم رسالة شديدة لإيران مفادها رفض التدخل في الشأن العربي الولايات المتحدة الراعي الرسمي للاتفاق الإيراني لتحقيق مصالحها الحوار مع إيران على سلم أولويات أوباما منذ دخوله البيت الأبيض الشعب الأمريكي والكونجرس يرفضان الاتفاق وأوباما يقدم تنازلات الصحف الأمريكية: إيران دولة مارقة والاتفاق يعزز دعمها للإرهاب كاتب أمريكي: أوباما تراجع عن توجيه ضربة عسكرية للأسد إرضاءً لإيران كاتب بريطاني: أوباما يسعى لشرق أوسط جديد بزعامة إيران إخفاق السياسة الأمريكية دفع أوباما إلى البحث عن انجاز وهمي خبراء: سباق تسلح يجتاح الشرق الأوسط حال اتمام الاتفاق الدول العربية باتت مدركة لحجم التحديات والقوة المشتركة أهم الخطوات في زمرة الأحداث والأجواء الملتهبة التي تخيم على الدول العربية، تحتل قضايا إقليمية أهمية كبرى على أجندة السياسات العربية، خاصة وأنها ستحدد مواقف وسياسات واستراتيجيات حالية ومستقبلة في غاية الخطورة، ربما تقلب الموازين، في تأكيد على وجود علاقة قوية بين متغيرات إقليمية متغيرة، وأخرى عربية أكثر قابلية للتغير والتبدل خلال الفترة القادمة. ومن هذه المتغيرات، الإعلان مطلع أبريل الماضي، عن توصل إيران والمجموعة الدولية (5+1)، التي تضم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وهي الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، والصين، بالإضافة إلى ألمانيا، إلى اتفاق إطار مع إيران، وصفه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بالتاريخي، في حين يستمر التفاوض للتوصل إلى اتفاق نهائي بحلول يونيو المقبل، لتسوية الملف النووي الإيراني. الولايات المتحدة .. عراب الاتفاق النووي .. مسألة الملف النووي الإيراني، الذي شهدت مفاوضات ولقاءات ماراثونية بين المسؤولين الإيرانيين والمجموعة الدولية خلال الشهور الماضية، يعكس بقوة، رغبة إيرانية محمومة في تسوية الملف النووي إلى غير رجعة، أو تأجيله مؤقتاً، وتخفيف العقوبات الغربية المفروضة عليها، وهي نفس الرغبة لدى الولايات المتحدة، التي يلاحظ المراقبون أنها تقوم بدور عراب الاتفاق، حيث محاولاتها الحثيثة لتهيئة كافة الظروف لانجاح المفاوضات. بغض النظر عن تفاصيل الاتفاق الإطاري الذي اعتبرته إيران بمثابة انتصار لجهودها الدبلوماسية، تظل أسئلة عديدة تبحث عن إجابات شافية، على رأسها الأسباب التي تدفع الولايات المتحدة إلى اللهث وراء توقيع اتفاق نهائي مع إيران، وتأثير هذا الاتفاق حال التوصل إليه في يونيو المقبل على جملة الأوضاع في الدول العربية عامة ودول مجلس التعاون الخليجي على وجه الخصوص. من العداوة إلى التحالف... يمكن القول أن موقف الإدارة الأمريكية الداعم للاتفاق النووي الإيراني، يأتي وسط أجواء أمريكية داخلية رافضة بصورة كبيرة لأي تعاون مع إيران، التي تصفها الصحافة الأمريكية بالشيطان الأكبر، والعدو الأول لواشنطن، وتذكيرها الدائم بمواقف طهران العدائية من السياسات الأمريكية، وتخوفاتها من أن يدفعها الاتفاق النووي إلى الاستمرار في دورها الرئيسي في رعاية وتمويل الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط. نتائج استطلاعات الرأي الأمريكية، تشير إلى رفض غالبية الشعب الأمريكي لأي اتفاق نووي مع إيران، وتشكيكه بصفة مستمرة في نواياها الخبثية، حيث نشرت صحيفة واشنطن بوست نتائج استطلاع للرأي، أجري في الثاني عشر من مايو الماضي، تحت عنوان Few trust Iran to follow through on agreement، أظهر أن 57% من المستطلعين البالغ عددهم 1077 شخص، ينتمون إلى الحزب الديمقراطي والجمهوري والمستقلين، يرفضون سياسات واشنطن تجاه الملف النووي الإيراني برمتها، ويرون أن الإدارة الأمريكية قدمت تنازلت ليست في محلها في هذا الشأن. وأظهر كذلك أن 59% من المستطلعين لا يثقون في سلوك إيران، بعد توقيع الاتفاق النووي بصورة نهائية، وأكدوا أن إيران دأبت على اتباع أساليب ملتوية إزاء التزاماتها الدولية. استطلاع رأي آخر، نشرت نتائجه صحيفة يو أس أية توداي الأمريكية على صدر صفحتها الرئيسية، في الرابع عشر من أبريل الماضي، تحت عنوان Most support a congressional role on Iran deal، بيّن أن معظم الأمريكيين أيدوا دوراً رقابياً للكونجرس على أي اتفاق تبرمه الإدارة الأمريكية مع إيران بشأن برنامجها النووي، خاصة في ظل رغبة أوباما على تجاهل المؤسسة التشريعية، إدراكاً منه بأنها ترفض السلوك الأمريكي حيال المفاوضات النووية. وأظهر الاستطلاع أن 72% من الأمريكيين يؤيدون بشدة وجود دور للكونجرس، مقابل رفض 19% فقط من المستطلعين، وهو ما دعم وجه نظر المشرعين في ضرورة منع الإدارة الأمريكية من رفع أية عقوبات اقتصادية مفروضة على إيران، إلا بعد موافقة الكونجرس. وعلى الرغم من التحديات الداخلية التي تواجه الإدارة الأمريكية، تصر إدارة أوباما على المضي قدماً في توقيع اتفاق نهائي مع إيران، مما يستدعي البحث عن الأسباب التي تدفعها لاتخاذ هذه الخطوة. شرق أوسط جديد بزعامة إيرانية .. دوافع أوباما لتوقيع اتفاق نووي مع إيران، رغم تأكيد الخبراء الأمريكيين على أنه قدم تنازلات مؤلمة لإيران، مقابل التوصل إلى اتفاق، هي قضية تشغل الكتاب والمحللين الاستراتيجيين في الولايات المتحدة وخارجها. فتحت عنوان Obamas bet on Iranأو رهان أوباما على إيران، قال الكاتب جاكسون ديل في مقاله المنشور في صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية، أن هوس أوباما بالاتفاق مع إيران، ينطوي على مخاطر عدة، أبرزها خسارة واشنطن لحلفائها التقليديين في الشرق الأوسط، في الوقت الذي غيرت فيه نظرتها إلى طهران من عدو إلى حليف جديد، ربما تلعب دوراً بارزاً في مساعدة الولايات المتحدة على محاربة التنظيمات المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم داعش في سورية والعراق. وأضاف الكاتب الأمريكي أن أوباما يريد أن يظهر علاقته السرية مع طهران إلى العلن، خاصة في ظل التعاون الوثيق بين الجانبين في العراق، كما يعتقد أوباما بأن استعادة العلاقات مع إيران، ستكون مدخلاً لتسوية الأزمة السورية، التي دخلت عامها الرابع دون أي تقدم ملموس، مع استمرار أعمال القتل التي يمارسها نظام الأسد، لافتاً إلى أن أوباما تراجع عن توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري، الذي استخدام أسلحة محظورة ضد شعبه، في محاولة لاستمالة إيران!!. وانتقد الكاتب الفكرة التي تروج لها الإدارة الأمريكية بأن العلاقات الإيجابية مع إيران، تساهم في استقرار الأوضاع في الشرق الأوسط، خاصة بعد بروز دورها في سورية والعراق ولبنان عبر حزب الله. أوباما والبحث عن إنجاز وهمي ... من جانبه، قال الكاتب البريطاني، سيمون دسدال، في مقاله المنشور في صحيفة الجارديان البريطانية، تحت عنوان Iran nuclear deal could transform Obama and Rouhani presidencies، أن أوباما يريد أن يحقق أي نجاح في سياسته الخارجية إزاء البرنامج النووي الإيراني، خاصة مع اقتراب انتهاء ولايته الثانية والأخيرة، فهو يرى أن مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية، سيكون أفضل بكثير، حال الاتفاق. وقال دسدال، أن أوباما يعتقد بأن إيران أصبحت لاعباً في مجريات الأمور في الشرق الأوسط، وأن التعاون معها يحقق مصالح الولايات المتحدة، بعد سنوات من إخفاق السياسة الأمريكية في تحقيق الاستقرار في المنطقة. وتابع أن أوباما يتجاهل تماماً مخاوف أطراف عديدة من تقوية شوكة إيران، والإفراج عن مليارات الدولارات في البنوك الأوروبية والأمريكية، التي من المؤكد استخدامها لتقوية الجماعات والتنظيمات الشيعية التي تستخدمها طهران، لتقوية نفوذها في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن البحث عن حلفاء جدد لتشكيل شرق أوسط جديد، يحتل أهمية بالغة في سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وربما وجد أن طهران هي الأصلح على القيام بهذا الدور. صحيفة بوسطن هيرالد الأمريكية نبهت إلى مسألة في غاية الخطورة، ضمن رؤيتها للأسباب التي تدفع إدارة أوباما للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران بأي شكل، فقالت تحت عنوان Nuclear agreement risks projecting US weakness، أن أوباما يريد تحقيق انجاز ملموس في السياسة الخارجية الأمريكية، التي هيمنت عليها فوضى المنطقة، مشيرة إلى أن التفاوض مع إيران، يعني مباركة الولايات المتحدة والغرب، لمساندة طهران للجماعات الشيعية المتطرفة في الشرق الأوسط، وهي النقطة التي استغلتها إيران ببراعة في سورية والعراق ولبنان، كأبرز أوراق الضغط في مفاوضاتها النووية. الدول العربية والنووي الإيراني... وإذا كان الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني بمثابة اضفاء لشرعية السياسات الإيرانية الهادفة إلى زعزعة استقرار الدول العربية وخاصة دول الخليج، أو تعزيز الانقسامات الطائفية والمذهبية في مناطق الصراع مثل سورية والعراق، ودعم أجنحتها وميليشياتها الشيعية في اليمن ولبنان، فإن الدول العربية تدرك خطر التهديدات الإيرانية، أكثر من أي وقت مضى. ولا نبالغ إذا قلنا أن عاصفة الحزم، التي اطلقتها المملكة السعودية بمشاركة دول عربية وإسلامية لدعم الشرعية في اليمن، والتصدي للانقلابيين الحوثيين، هي أول رد فعل حقيقي على تبدل معادلة وميزان القوى في الشرق الأوسط، وهي كذلك رسالة شديدة اللهجة لإيران، بأن رغبتها في تعظيم دورها ونفوذها في الشرق الأوسط، لن يكون على حساب الدول العربية. رفض الكونجرس يعيد الأطراف إلى المربع صفر وفي حين يؤكد محللون على أن اتفاق الإطار بين إيران والقوى الدولية، لن يمنع طهران من تطوير أنشتطها النووية، بعد انقضاء الفترة الزمنية التي حددها والتي تتراوح بين 10-15 عام، لكنه بمثابة تعطيل مؤقت لهذه الأنشطة، على أمل أن تتغير العقلية الإيرانية خلال هذه الفترة. يشير آخرون إلى أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق نهائي بحلول يونيو المقبل، فإن الأمر سيستغرق ثلاثة أشهر أخرى، يخضع فيها الاتفاق لمناقشات داخل الكونجرس الأمريكي، الذي أعطاه أوباما، الحق في مراجعة أو رفض الاتفاق النهائي، وتوقعهم بأنه من الممكن أن يقوم الكونجرس بإجراء تعديلات تمس قضايا جوهرية، قد ترفضها إيران، مما ينسف العملية التفاوضية برمتها، ويعود الجميع إلى نقطة الصفر. وعلى افتراض موافقة الكونجرس على الاتفاق النهائي، يوضح خبراء أن الأمر ينطوي على إطلاق سباق نووي في الشرق الأوسط، حيث تسعى الدول الكبرى في المنطقة إلى تطوير برامج نووية يغلب عليها الطابع العسكري، لحماية نفسها، من أية تهديدات إيرانية مستقبلية. شكوك حول دعم واشنطن لدور إيران... وإذا كانت الخصوصية هي السمة الأبرز في العلاقات بين دول الخليج والولايات المتحدة، فإنه من الواضح أن دول الخليج تتمسك بقاعدة أن الاتفاق النووي مع إيران لن يكون تحت أي مسمى على حساب الأمن والمصالح الخليجية والعربية، وهذا ما ظهراً جلياً في رغبة واشنطن المحمومة إلى طمأنة دول مجلس التعاون من نتائج الاتفاق مع إيران. اللافت للنظر أن الرأي العام العربي ينظر منذ سنوات بعين الشك إلى الدعم الأمريكي للدور الإيراني في المنطقة، وتأكده من أن واشنطن أعطت الضوء الأخضر لتقوية النفوذ الإيراني في عدة دول وعلى رأسها العراق، عقب الإطاحة بنظام صدام حسين، وهو نفس الشعور تقريباً لدى دوائر صنع القرار في العالم العربي، وفقاً لخبراء عرب. وأياً كانت النتيجة النهائية للاتفاق النووي الإيراني المزمع التوقيع عليه بحلول أواخر يونيو المقبل، فإن الدول العربية باتت مدركة لحجم التحديات الاقليمية التي تواجهها، ويوجد إصرار وعزم عربي على التصدي لأي شكل من أشكال طموحات الهيمنة الإيرانية على مقدرات المنطقة. ولعل عاصفة الحزم، كانت رسالة مهمة في هذا السياق، بالإضافة إلى جملة التطورات على صعيد التحالفات العربية والإقليمية، أبرزها الخطوات الجادة نحو تشكيل قوة عربية مشتركة، فرضتها ضرورات المرحلة الراهنة، وهي خطوة يراها مراقبون في الاتجاه الصحيح لحماية الأمن القومي العربي، والتصدي بكل قوة لأية أطماع إقليمية أو دولية.
مشاركة :