عوض شاب سوري قلبت الحرب حياته

  • 1/31/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يحرك كرسيه المتحرك ليذهب صباحاً خارج «الكرفانة» ويتأمل مشهد مخيم الزعتري، هذا المشهد الذي يشكل بالنسبة له ألماً مضاعفاً عن فقدانه لقدرته على السير، حاله كحال الكثير من الشباب السوري الذين تدمرت حياتهم جراء الحرب في سوريا، جراء قذيفة قتلت أحلامهم ورغباتهم في البناء والعطاء. رفيق الكرسي عوض عدنان (26 عاماً) يعلق قائلاً: منذ سبع سنوات وأنا رفيق هذا الكرسي، لم أكن أتوقع أن تصبح حياتي بهذا النمط، الناس الذين حولي مستاؤون من اللجوء، ولكنني أفكر دوماً أننا لو عدنا ما المتغيرات التي ستحدث، فمنزلنا في درعا لم يعد كما كان وسوريا مازالت تحتاج إلى سنوات حتى تصبح صالحة للعيش. الحرب في سوريا لم تترك أحداً بخير وخاصة جيل الشباب الذي تراهن عليه أي دولة من أجل التطوير والتقدم، يقول: «فعلياً هذا الجيل تأثر بشكل مباشر وأصبحت الأحلام مقيدة ومعلقة في ذات الوقت، فمنا أعداد كبيرة تعاني الآن من الإصابات وأخرى لم تستطع المضي قدماً كما كانت تخطط من قبل، بالنسبة لي كانت عندي أهداف بأن يكون لي مشروعي الخاص وأن أكمل تعليمي لأستطيع مواصلة زخم العيش ولكن من وراء قذيفة انقلبت حياتي رأساً على عقب!». والد عوض هو المعيل الوحيد لأسرة تتكون من أربعة أطفال ملتحقين في المدارس، عوض تمنى لو انه يستطيع مساندة عائلته في هذه الظروف الصعبة، ولكن الواقع يفرض نفسه أحياناً، يضيف: «في سوريا كنت أعمل أعمالاً مختلفة وكان لي دخلي المستقل، الآن لا يوجد بيدي حيلة كما يقولون، وأبقى حبيس المنزل طوال الساعات، فالمخيم يفتقد الفرص للشباب الذين لا يعانون من مشكلات صحية، اما نحن فإننا الفئة الأقل حظاً». عوض فكر كثيراً في ابتكار مشاريع منزلية تخرجه من وضعه ولكن هذه المشاريع تحتاج إلى الدعم والقدرة المادية لانطلاقها واستمرارها، عندما قدمت إلى الأردن دخلت كجريح في عام 2013 وبفعل العلاج تحسن كتفي المصاب ولكن بقي الشلل يقف أمام عتبة طموحي، ونتيجة ظروفي تعرفت إلى عدد من الشباب السوري المصاب وتابعتهم وأغلبهم إما عاد إلى سوريا أو بقي يعاني من الإصابات ولم أجد أحداً انخرط في سوق العمل أو في مشروعه الذاتي. في نهاية المطاف يحمد عوض الله كثيراً على نعمة الأمن التي يعيشها هو وعائلته، ورغم الصعاب التي واجهتهم كعائلة فإنهم مازالوا بخير. داعياً الله عز وجل أن تنتهي الحرب وأن يعم الاستقرار في سوريا بلد الحضارة. بحسب تقديرات اليونيسيف فإن أكثر من مليون ونصف المليون شخص الآن مع إعاقات دائمة نتيجة الحرب، بما في ذلك أكثر من 80 ألف شخص فقدوا أطرافهم، أي ما نسبته 80٪ من إصابات اللاجئين السوريين في لبنان والأردن، هي نتيجة مباشرة للحرب.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :