شاب سوري شارك في حراك درعا: الحرب دمرت حياتنا

  • 3/20/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في هذه الأيام وقبل 10 سنوات، اشتعل فتيل الحرب في سوريا مخلفا أكثر من 388 ألف قتيل، ولا تزال المأساة متواصلة. وخرجت أصوات السوريين لتواجه من قبل النظام بالنار والرصاص، والصبي السوري بشير أبازيد مثال على ذلك، فقد اعتقل قبل عقد لكتابته شعارات مناهضة للحكومة السورية على جدران مدرسته في درعا، ولم يكن يتخيل أبدا أن انتفاضة ستندلع وستفضي إلى تدمير بلاده، والآن هو يتأسى على الثمن الإنساني الفادح.طفولة مسلوبة وقال أبازيد، الذي بلغ الآن الخامسة والعشرين من عمره، عبر الهاتف من تركيا التي يعيش فيها بعيدا عن مدينته درعا الواقعة في جنوب غرب سوريا "هاي الأحداث كسرت فينا أشياء كثيرة.. سلبت منا طفولتنا، سلبت منا الفرحة وسلبت منا السعادة. هذه الأحداث كبرتنا قبل أواننا". كما أصبحت درعا مهدا للانتفاضة وما أعقبها من تمرد مسلح ضد الرئيس بشار الأسد بعد أن جرى اعتقال أكثر من عشرين فتى من بينهم أبازيد، وتعذيبهم على يد الشرطة السرية بسبب كتابة شعارات ضد الرئيس.ضغط وإكراه ويتذكر الشاب السوري، وهو واحد من بين أكثر من مليوني سوري فروا من الحرب إلى تركيا المجاورة، كيف أجبره أحد أفراد قوات الأمن السورية على الاعتراف تحت الضغط والإكراه بأنه نقش شعارا يقول "أجاك الدور يا دكتور" في إشارة للأسد. وأطلقت السلطات سراح أبازيد بعد أيام، إذ خففت الجولة الأولى من المظاهرات الحاشدة المطالبة بالديمقراطية من القبضة الحديدية للسلطات، وبدأت قوات الأمن تلجأ لقتل المحتجين السلميين. وبعد سنوات من إراقة الدماء والفوضى، تمكن أبازيد وأسرته في النهاية من مغادرة درعا في مايو أيار 2017 واتجهوا إلى تركيا حيث يعمل هو الآن في مجال التشييد.كوابيس ودبابات ولا تزال تراوده الكوابيس عن دبابات تعبر في شوارع حي مكتظ بدرعا وأقارب وأصدقاء قتلوا وآخرون حملوا السلاح مما فاقم الأمر إلى حرب أهلية مدمرة. كما أصبح أبازيد والعديد من سكان مدينته اليوم من بين ملايين اللاجئين الذين أسسوا لحياة جديدة في دول مجاورة وأبعد من ذلك في أوروبا دون أي نية في العودة في أي وقت قريب. يخشى الكثيرون من تجنيدهم في الجيش أو اعتقالهم، ويعلمون أن بلداتهم وقراهم التي كانت مفعمة بمشاعر مناهضة لحكم الأسد تعرضت للسلب والدمار. ولم يبق سوى عدد يحصى على أصابع اليد من السكان الأصليين لحي أبازيد الأصلي وهو حي الأربعين في درعا، والشوارع أغلبها أصبحت مهجورة.تماثيل وصور للأسد وقال البعض لرويترز عبر رسائل صوتية على الإنترنت، إن السخط تنامى مجددا منذ أن استعادت قوات الأسد بدعم من قوة جوية روسية السيطرة على المدينة من يد المعارضة المسلحة في 2019. وأشاروا إلى أن الشرطة استأنفت قمعها وسط دمار اقتصادي، بينما أعادت السلطات تماثيل وصورا ضخمة للأسد ووالده الراحل في الأماكن العامة التي كانت قد دُمرت ومُزقت في الأيام الأولى للانتفاضة.وحشية ودموية وقال أبازيد بمرارة "ما تغير شي من الأيام اللي هتفنا بالحرية. طالبنا بحقنا لكن النظام المجرم لم يتعلم شي وازداد وحشية ودموية ومتمسك بالسلطة". وروى أحد سكان درعا لرويترز أن العشرات أحيوا اليوم الخميس، الذكرى العاشرة للانتفاضة في بادرة لإظهار استمرار التحدي للنظام من خلال هتافهم بشعارات مناهضة للحكومة في شوارع الحي القديم من المدينة بعيدا عن أنظار قوات الأمن. وقال أبازيد "حتى لو بشار سيطر.. الثورة لن تنتهي، وبشار ما راح يحلم يحكم سوريا مثل أول". يشار إلى أن سوريا طوت في الخامس عشر من مارس 10 سنوات على انطلاق ثورتها التي تحولت إلى بحر من الدم، بعد أن قرر النظام مواجهة أصوات المحتجين بالنار والرصاص.

مشاركة :