إعلام اليسار الغربي ونكسته الأخلاقية

  • 1/31/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

على الرغم من تناقض الأيديولوجية الفكرية بين الثلاثي تنظيم الحمدين وجماعة الإخوان واليسار الغربي في الجوهر والمضمون، إلا أنهم يتفقون إعلاميا في شن الهجوم اللاأخلاقي على المملكة وقياداتها، عبر بث الإشاعة ونشر الادعاءات الملفقة، كما حصل أخيرا في قضية اختراق الهاتف الشخصي لجيف بيزوس مؤسس موقع أمازون. إن ما يقترفه إعلام اليسار الغربي كالواشنطن بوست ونيويورك تايمز في الولايات المتحدة الأمريكية والغارديان البريطانية في أوروبا من جنوح فاضح وعدائي ضد المملكة وبعض الدول العربية المعتدلة، أمر غير مبرر ولا يمكن السكوت عليه، ولا سيما بعد أن أضحى محتواه الإعلامي مستوحى من قناة الجزيرة، الوكيل الحصري للإشاعة والأكاذيب في الشرق الأوسط، وهنا لا بد من العودة لموضوع المقاطعة العربية للدوحة، والتي أثبتت الوقائع والأحداث فعاليتها استراتيجيا بعد تبني واحتضان تنظيم الحمدين للتنظيمات الإرهابية والمعادية لسياسات الدول العربية، إضافة إلى تصدر رموز الفتنة واليسار المتهالك لمنابر الإعلام والبرامج في هذه القناة الموبوءة. للأسف الشديد أصبح لإعلام اليسار الغربي تأثير قوي على منهجية السياسة الأوروبية والأمريكية، ولا شك أن فوضوية اليسار وانحيازه المطلق إلى جانب قوى الشر والإرهاب في العالم كطهران ومشروعها التخريبي في المنطقة ينذران بانهيار المنظومة الأخلاقية، ويبرزان كمؤشر يدق ناقوس الخطر على مستقبل الحضارة الغربية التي طالما تغنت بقيم العدالة والإنسانية! فتجاهل الإعلام اليساري في أوروبا وأمريكا حمامات الدم التي يشعلها نظام الملالي في الحواضر العربية دون وجه حق أو مشروعية؛ دليل صارخ على انحراف معايير المهنية عن الرسالة التي يعنونون بها منصاتهم الإعلامية.الرؤية العربية للإعلام يجب أن تترسخ كضرورة حتمية في فهم نمطية التفكير الغربي وثقافته، حتى تتمكن من تمرير الرسائل المراد توجيهها إلى الأوروبيين والأمريكيين، فأغلب محتوى الإعلام العربي، بما فيه الناطق باللغات الأجنبية، موجه للذهنية العربية فحسب، لهذا لا يجد حضورا فاعلا في الساحات الأجنبية التي ربما تفهم بعض المحتوى العربي بنتائج مغايرة عن الصواب أو خارجة عن السياق الصحيح. أخيرا، ما يعانيه إعلامنا العربي عموما من قصور في مواجهة الإعلام الغربي يعود إلى غياب التجانس القومي في تقديم المادة الرسمية كرؤية موحدة للأوطان العربية، فالفوضى الإعلامية قد أسهمت بشكل أو بآخر في تلاشي وانعدام الرؤية المضادة للإعلام الغربي، إضافة إلى البيروقراطية التي لعبت دورا محوريا في إبطاء التطور الإعلامي، ولا سيما أننا في فضاء إخباري يتسم بالسرعة في مواجهة الحدث وتغطيته، ولهذا نحن في حاجة ماسة إلى تأسيس إعلام عربي متناسق يتسم بالرؤية الموحدة لمواجهة إعلام اليسار الغربي وتعريته من فوضى الإشاعة والادعاءات الملفقة.

مشاركة :