الجيوش السيبرانية (Cyber Armies)شهدت البشرية خلال التاريخ حروبًا طويلةً راح ضحيتها ملايين البشر وخلّفت وراءها خسائرَ هائلةً على مختلف الأصعدة، كل هذا دفع الإنسان إلى البحث عن وسائلَ وطرقٍ تُتيح له الوصول إلى الأهداف دون الحاجة إلى شن حروبٍ مُكلفة، مُعتمدًا على التكنولوجيا التي باتت تتحكّم بكافة مفاصل الحياة، ليظهر مصطلح حروب الجيل الرابع، الذي لم يعد مجرد مصطلح أكاديمي، لكن شعوب العالم لمسته وبعض الدول عانت منه خلال السنوات القليلة الماضية.وممَّا لا يخفى على أحدٍ أنَّ الجيوش الإلكترونية أهم وأخطر منصات الجيل الرابع المتتطوره، والجيوش السيبرانية (Cyber Armies ) أصبحت واقعًا فرضه العالم الإفتراضي بكلِّ سيئاته وحسناته، فهل حان الوقت للعمل بمنهجية في هذا الشأن والمطالبة بسن وإعداد قوانين صارمة ضدّ مَنْ يتجاوز الحدود المهنية والموضوعية والإخلاقية؟فإستخدم طرق القرصنة والتهكير لاختراق الشبكات والأنظمة الإلكترونية وإحداث أضرارٍ جسيمةٍ عُرفت بالهجمات الإلكترونية ليظهر مُصطلح الحرب السيبرانية التي تتطلب جيوشًا مُنظمةً ومُدربةً لشن تلك الهجمات عُرفت باسم الجيوش السيبرانية (Cyber Armies)، لكن لا بدّ أن نأخذ فكرةً مختصرةً عن الحرب السيبرانية في محاولةٍ لتوضيح ما هي الجيوش السيبرانية.؟الجيوش السيبرانية الالكترونية أو دولة الظل أو الهكرز هم مجموعات مدربة تعمل على وفق أجندات خاصة هدفها اختراق مواقع الخصوم، والترويج لوجهة نظر معينة عبر مختلف منصات الإنترنت ، وتروج بعضها الشائعات والأكاذيب وخلق البلبلة والتبليغ عن حسابات شخصيات ومؤسسات لإيقافها نهائيًا، وربما تؤثر الجيوش الالكترونية بنشاطاتها هذه على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتسبب في خسائر لبعض الأسواق المالية.وتلك الجيوش تمارس نشاطها في 3 اتجاهات رئيسية، الأول في الدعاية والدعاية المضادة، والثاني نشاط ميداني هدفه تزويد العدو بمعلومات مضللة تدفعه للتصرف بشكل خاطئ، والثالث هو محاولة اختراق البنية التحتية للعدو للحصول على معلومات أكثر حول نظمه أو لتدمير البنية التحتية والمعلومات الحساسة التي يمتلكها، ولذلك بدأت دول عديدة في إنشاء "جيوش إلكترونية" نظامية لها ميزانيتها الخاصة، وتسعى للدفاع عن البلاد ضدّ الهجمات الإلكترونية التي لا تكاد تنتهي حتى تبدأ. وهناك خمسة دول حول العالم هي الأقوى في مجال الهجمات السيبرانية والجيوش الإلكترونية، وقد رتبها معهد راند من الأقوى إلى الأضعف بحسب البنية التحتية والقدرات ومواقع الرصد بالإضافة الى الميزانية التي تخصصها كل دولة للحرب الإلكترونية، حيث تأتي الولايات المتحدة في المركز الأول تليها الصين ثم روسيا ثم الكيان الصهيوني في المركز الرابع وبريطانيا في المركز الخامس.وتأسيسًا على ما سبق ندعو الجهات المعنية سواء كانت حكومية أو غير ذلك لمراقبة أكثر فاعلية لمنصات الإنترنت، والعمل على وضع ضوابط وتعليمات لوضع حدٍ للصفحات الصفراء وجيوشها الإلكترونية التي تبث سمومها من فتن طائفية التي تعمل كجيوش إلكترونية لجهات خاصة.وكذلك ندعو إلى إشاعة ثقافة التعامل المهني مع المحتوى الرقمي عبر توفير خبرات للجمهور في كيفية التعاطي مع الأخبار والصور ومقاطع الفيديو المتداولة، وتبيان مخاطر المنشورات الكاذبة على الأمن والسلم الاجتماعي، وتشجيع ظاهرة صحافة المواطن لتمكين أكبر قدر من الجمهور من الوصول بجهد شخصي إلى المعلومات الدقيقة بشأن أحداث مهمة بدلًا من لجوئه إلى مواقع التواصل.
مشاركة :