تواجه الدولة بكل أجهزتها فيروس كورونا، وتنفذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية لحماية الجميع الذين يقضون أغلب أوقاتهم في المنازل وهناك مواجهة من نوع آخر للقوة الناعمة المصرية ضد الأفكار المتطرفة ومن خلال المتابعة لبعض الأعمال الدرامية أقف كثيرا أمام مسلسل "الاختيار" الذي يتناول حياة أحمد المنسى قائد الكتيبة 103 صاعقة، الذى استشهد فى كمين مربع البرث فى مدينة رفح عام 2017، أثناء التصدى لهجوم إرهابى فى سيناء، فيما يُظهر العمل العديد من الجوانب الاجتماعية والإنسانية فى حياة البطل الراحل،ورجال الجيش المصري علي أرض سيناء، في مواجهة الإرهابيين وخوارج العصر جعل المسلسل يتصدر قائمة المسلسلات الأعلى مشاهدة على موقع "يوتيوب".وأعتقد أن هذا العمل الدرامي وما يحتويه من إبداعات فنية صُنعت بحرفية عالية فى مجمل تفاصيلها ومصداقيته المرتبطة بالاحداث الواقعية يشارك في رفع وعى المواطن فى مواجهة فئة الإرهابيين والداعمين لهم وهذا وضح كثيرا من ردود الأفعال للكتائب الإلكترونية للجماعات الارهابية في بداية العرض للمسلسل ومدي الكره في وجود عمل فني يوضح ويشرح ما حدث وما الذي فعلوه وهذا ما أصابهم في مقتل لانها جاءت من القوة الناعمة "الدراما المصرية".ومن أول حلقة انطلقت الشائعات من الكتائب الإلكترونية والقنوات المعادية للوطن والداعمة للجماعات الإرهابية ومنها عن طريق التشكيك فى موافقة أهل الشهيد منسى على إنتاج عمل يتناول سيرته وبطولاته، لأنهم يعلمون جيدا ماذا يمكن أن تحدثه القوى الناعمة فى نفوس متلقيها، فعمل درامى يعرض خلال شهر واحد يمكن أن يهدم أفكارا سامة حاولوا دسها للبسطاء من خلال منابرهم لأن هذه الجماعات الإرهابية تعيش على المزايدة والكذب ومحترفة التدليس وترويج الشائعات، لنشر الإحباط والبؤس داخل المجتمع، لكي يسهل عليهم نشر الفوضى الثقافية والاجتماعية والسياسية وفي كافة المجالات وصولا للفوضى الأمنية لذلك لم يعد بعيدًا عن الشعب أن هناك ترابطًا قويًّا بين ما يفعله الإرهابيون وما يصرح به العملاء في قنواتهم الخارجية المحرضة ؛وكرهم الشديد لهذا العمل وأعتقد ان الدولة المصرية انتبهت إلى دور الدراما في المواجهة الفكرية مع الجماعات المتطرفة، وأنها استطاعت أن تؤكد على أن دور القوة الناعمة لابد أن يسير مع القبضة الأمنية التي باتت تحاصر جماعات الإرهاب في مصر.ولن تجد فرقا بين ما يقوم به هؤلاء الإرهابيون وما يصرح به هؤلاء العملاء كلهم في النهاية من نفس الوعاء المتطرف وقد صرح كبار أطباء الطب النفسي بأن مسلسل الاختيار استطاع أن يقدم معالجة نفسية لعدد من المشكلات النفسية أبرزها "الحاجة إلى الانتماء" وهو يصنفه الطب النفسي من ضمن الاحتياجات النفسية الهامة خصوصا لفئة الشباب وهذا العمل الدرامي "الاختيار " يعد مواجهة فكرية ناجحة في معركة الوعي وفعالة ضد الإرهاب وأعوانه وما ينشره عبر التضليل الفكري الذي أصاب أصحاب النفوس الضعيفة،وسيطرتهم علي عقولهم بإفساد عقيدتهم وإيمانهم بالانتماء للوطن؛ ليصبحوا الفئة الضالة المضلة في عصرنا في ضلال مبين الي يوم الدين ليخسروا دينهم ودنياهم، ومن خلال أحداث "الاختيار" والمضمون الفكري والمحتوي المقدم ندرك تماما أنها قصفت جبهات مدوية لهذا الفكر المتطرف ، واستهدفت أصول الأفكار المتطرفة لأهل الشر التي يستخدمها المضللون لتغييب العقول والقلوب، وكل حلقة من مسلسل "الإختيار" احتوت علي تفاصيل دقيقة لها دلالات فكرية أشارت وأصابت أكاذيب أهل الشر ، وأيضا كشفت تفاصيل الحرب في سيناء وكيف يختبئ الإرهابيون في المزارع وأماكن المخابئ والأنفاق وكشفت أيضا أن الفئة الضالة لا تحركها سوى مصالحها الشخصية والمنافع التى تعود عليها فقط، ولو ضد مصر، ويجب ألا يتصور البعض منا أن حالة الاستقرار الحالية والأمان والانجازات التى حلت بالبلاد، تعنى أن المخططات ضد مصر قد زالت وانتهت، بل ان هذه المخططات والمؤامرات، داخليا وخارجيا تشتد ضراوة وقسوة كلما تقدمت البلاد فى مشروع او انجاز اقتصادي حتي ولو كان هذا الانجاز هو مسلسل مثل "الاختيار" الذي أعاد الروح الحماسية لدي المواطنين والتفاف جموع المصريين حول الشاشة لمتابعة الأحداث البطولية التي قام بها رجال القوات المسلحة في شمال سيناء والذي أجاب أيضا على تساؤلات المصريين حول مايدور في سيناء ومواجهة الإرهابيين وفكرهم، لأن الإرهاب هدفه ضرب الروح المعنوية للشعب المصرى.ومع تصاعد نسبة المشاهدة بـ"الاختيار" واستعادة سيرة أبطال الجيش المصري ،وسيرة العقيد المنسى وزملائه الشهداء، وهي قصة جيش بأكمله ضحى وحمى وصد كافة أشكال العدوان وبينما حالة الالتفاف الشعبى حول الدولة والجيش، أيقنت اللجان الإلكترونية للجماعات الإرهابية أن الهجوم والتشويه والسخرية والتشكيك وضخ الشائعات لن يكسر تلك الحالة الوطنية المستمرة والروح المعنوية والمتصاعدة،فكانت عملية بئر العبد التي اسفرت عن استشهاد وإصابة 10 من أبطال القوات المسلحة لينضموا إلى قائمة الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل الوطن وهذا ما هو إلا دليل على أن خوض معركة الوعي مهمة مع معركة قوات الجيش والشرطة؛ لأن الانتصار على هذه الفئة الضالة أيضا يتم عن طريق الوعي والإدراك وفهم أدوات حروب الجيل الرابع لأنها الفيصل في دحر خفافيش الظلام وحماية الوطن والحفاظ عليه والدليل هو مسلسل "الاختيار" الذي يسهم في تجريد الجماعات التي تتبنى النهج الإرهابي المتطرف من المبررات التي تعتمد عليها، ومن ثم حرمانها من القدرة على التلاعب والسيطرة علي عقول الشباب، أو استغلال الظروف النفسية لبعض الأفراد أو الظروف الإقتصادية والإجتماعية الصعبة في بعض المجتمعات العربية لنشر أفكارها الهدامة والخبيثة وأعتقد أن مثل هذه الأعمال الدرامية الوطنية سيظل لها دور كبير في إستكمال معركة الوعي وفضح كل الأكاذيب والشائعات المغرضة ضد البلاد".#وللحديث بقية
مشاركة :