«إذا كان عبد الوهاب هو إمبراطور الأغنية العربية، وأعظم مطربي القرن العشرين، وعبد الحليم حافظ هو نبض الحب وصوت الثورة، فإن فريد الأطرش هو ربيع الأغنية العربية الدائم، ونبض الشجن والحنين، وصوت الحزن والفرح في آن، أما أسمهان فاستطاعت أن تجلس على عرش الغناء بعد أم كلثوم». هذا ما تؤكده د. رتيبة الحفني في كتابها «فريد الأطرش وأسمهان». لم يكن فريد الأطرش من الفنانين المقربين إلى قلب وسمع رتيبة الحفني في بداية حياتها الفنية، وتعترف بأنها لم تدخل عالمه الموسيقي إلا بصوت الفنانة الكبيرة أسمهان، التي كانت تعشق صوتها، والتي كانت كثيراً ما تردد أغانيها، وكان من بين هذه الأغاني بالطبع ما هو من ألحان فريد الأطرش، ومع الدورة السابعة عشرة من مهرجان الموسيقى العربية في نوفمبر/تشرين الثاني 2008 اختيرت الفنانة أسمهان لتكون شخصية المهرجان، فتعايشت رتيبة الحفني مع سيرتها الذاتية وحياتها الفنية، ووجدت نفسها تغوص مع روائع فريد الأطرش الغنائية، كما وجدت أنه من الصعب الفصل بين فريد وشقيقته في السيرة الذاتية وفي الحياة، فهما كالتوأم، يكمل كل منهما الآخر. قال فريد الأطرش في كلماته الأخيرة: «إنني عشت الحياة بعرضها وعمقها؛ لأنني لا أعرف كم يمتد طولها، ولهذا أترك من آثاري الفنية ما يبقى في سمع عشاقي وأحبتي عشرات السنين، فإذا لم أكن تزوجت وإذا لم يكن لي ولد يحمل من بعدي اسمي، فإن كفاحي سوف يبقى».
مشاركة :