قال الدكتور صلاح فضل، المفكر والناقد الأدبي: «يا كلمتى لفى ولفى الدنيا طولها وعرضها...وفتحى عيون البشر للى حصل على أرضها... على أرضها طبع المسيح قدمه... على أرضها نزف المسيح ألمه... في القدس في طريق الآلام.. وفى الخليل رنت تراتيل الكنائس...في الخلا صبح الوجود إنجيل... تفضل تضيع فيك الحقوق لأمتى يا طريق الآلام...و ينطفئ النور في الضمير وتنطفئ نجوم السلام» تلك الأبيات التى تكرر غناها العندليب الراحل عبدالحليم حافظ في قاعة ألبرت هول في مدينة لندن أمام أكثر من 8 آلاف متفرج بعد حرب 1967 وتبرع بأجره لصالح المجهود الحربي، وكتب كلماتها الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، ولحنها بليغ حمدى ووزع موسيقاها على إسماعيل، فأغنية المسيح من الأغانى النادرة والمميزة والتى خاطبت وجدان المسلمين والمسيحيين وتحدثت عن قيم التضحية والفداء، التى قام بها السيد المسيح، والقدس والخليل والبقاع المقدسة التى شدا بها العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ ليعبر بصوته عن قيم التضحية في سبيل الحق.وأضاف «فضل» واللافت أن مؤلف الأغنية مسلم، وهو الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، كما أن ملحنها مسلم وهو بليغ حمدى، وأيضا موزع الموسيقى على إسماعيل، موضحا أن الأبنودى حينذاك قال إن عيسى استمر يدعو الناس إلى الله ويضع لهم ما يمكن تسميته بدستور الروح، صعد إلى الجبل، ووقف حوله أتباعه، وأدار عيسى بصره فيمن آمن به كانوا مجموعة من الفقراء والتعساء والحزانى ومساكين الروح، فأنشأ يقول: طوبى للمساكين بالروح، فإن لهم ملكوت السماوات، طوبى للحزانى فإنهم يتعزون، طوبى للودعاء، فإنهم سيرثون الأرض. طوبى للجياع والعطاش إلى البر، فإنهم سيشبعون، طوبى للرحماء، فإنهم سيرحمون، طوبى لأنقياء القلب، فإنهم سيعاينون الله، طوبى للمضطهدين من أجل الحق، فإن لهم ملكوت السماوات، وهذا لم يمنع المسيح من هدم ما كان سائدا في مجتمعه من شرك وخطيئة وكذب ونفاق ورياء وانعدام للحرية، فقال المسيح: أنتم ملح الأرض، فإذا فسد الملح، فأى شيء يرده ملحا من جديد.وقال الدكتور صلاح فضل، إن الملح هو الذى يمنح الأشياء طعمها المميز ومذاقها الخاص، وبغير الملح يبدو الطعام فاقدا لشيء يصعب تحديده وعالج الكاتب حياة المسيح بأسلوب درامى مميز من الميلاد وحتى الصعود، في الفصل الذى خصصه لحياة المسيح من كتابه أنبياء الله، فمضى عيسى في دعوته حتى أدرك الشر أن عرشه مهدد بالزوال فناوأه اليهود وآذوه وكانوا يتهمونه بالسحر وخرق الشريعة، فلما أعيتهم الحيلة، أخذوا يكيدون له، وعندما عجز اليهود عن حرب عيسى بدأ التفكير في قتله، وفى هذا الصدد وصف بهجت الخيانة متجسدة في يهوذا الإسخربويطى، والكفر متجسدا في رؤساء الكهنة والذين جلسوا على مائدة واحدة يتساومون على رأس المسيح.
مشاركة :