نهيان بن مبارك: العالم بحاجة ماسّة إلى السير على خطى زايد

  • 2/4/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي:محمد علاء وآية الديب أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، خلال الجلسة الافتتاحية لفعاليات اليوم الأول ل«ملتقى الإعلام العربي من أجل الأخوة الإنسانية»، الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين في أبوظبي، أمس الاثنين، أن العالم بحاجة ماسة إلى السير على خطى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، في الحكمة وبُعد النظر اللذين كان يتمتع بهما. مضيفاً أننا نرى هذه الحكمة وهي تتجسد في «وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية»، وهذه الرؤية الواضحة لمستقبل العالم، وستؤدي الوثيقة بالمجتمع العالمي إلى إطلاق ما يترتب على التسامح والأخوة الإنسانية، من قدرة على مواجهة القضايا ذات الأهمية في هذا العصر، وإيجاد حلول ناجحة لها.وقال: إن دعوة مجلس حكماء المسلمين للملتقى، إعلان قوي، بأن الأخوة الإنسانية وما يتصل بها من سلوك متسامح، وما يترتب عليها من نتائج ملموسة، في سبيل تقدم المجتمع، ورفعة الإنسان، وهي تؤكد تعاليم الإسلام الحنيف.وأضاف: «إنكم في هذا التجمع الإعلامي العربي، عليكم واجب ومسؤولية في تعريف البشر في كل مكان، بما يقدمه الإسلام من نموذج متكامل للحياة السعيدة والمنتجة، والعلاقات المثمرة بين الجميع. عليكم واجب ومسؤولية في أن يكون نشر مبادئ التسامح والأخوة الإنسانية، جزءاً مهماً في عمل وسائل الإعلام في المنطقة، تسهمون بذلك، في تنمية العلاقات الإيجابية بين أتباع الأديان والمعتقدات».وقال: «إننا في الإمارات نعتز بأن النموذج الناجح في التعايش والأخوة والتنمية، الذي يتحقق على أرض هذا الوطن، قد تأكد مع نشأة الدولة بفضل قائد حكيم وشجاع، هو الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، وهو الذي كان معروفاً بأنه حكيم العرب، لديه رؤية واضحة لمستقبل بلده وأمته، تنبع من ثقافته العربية والإسلامية، ومن خبرته العملية في شؤون العالم».وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، الدكتور قيس العزاوي: إن الاحتفال بالذكرى الأولى للوثيقة، يحمل دلالات إيجابية في حياة شعوبنا؛ لأنها خطوة مؤسسة لعالم أكثر انفتاحاً وتسامحاً. والجامعة مهتمة بمد جسور التعاون بين الأديان والثقافات، وترسيخ قيم التسامح والتعايش، وحريصة على مساندة المبادرات والمساهمات الفكرية.وأكد أن نجاح هذه الجهود والمبادرات رهين بمواكبة إعلامية جيدة ومهنية، وقادرة على مد الجسور بين صنّاع القرار. موجهاً الشكر إلى القائمين على الملتقى الذي يزخر بكوكبة متميزة من المفكرين والإعلاميين أصحاب الرصيد المعرفي والتجربة الغنية الكبيرة.فيما قال باولو روفيني، وزير إعلام الفاتيكان: إن الملتقى فرصة لتجديد الالتزام بتطبيق فعلي لبنود الأخوة الإنسانية، الذي يمهد الطريق للسلام، والطريقة الإنسانية التي نتواصل بها. معبراً عن شكره لمجلس الحكماء المسلمين.وأكد أن زيارة البابا فرنسيس لأبوظبي، تابعها مهتمون عبر البث المباشر (باللغة الأصلية أو مترجمة إلى ست لغات) نحو 163 ألف مرّة على «يوتيوب»، و400 ألف مرة على «فيسبوك». وبلغ عدد المستخدمين الذين تابعوا الحدث مباشرة بالإنجليزية مليوناً.ودعا كل العاملين في وسائل الإعلام، بغض النظر عن قناعاتهم الدينية، إلى أن يشعروا بأنهم مدعوون باستمرار إلى هذا الواجب، لتكون وسائل الإعلام أداة للبناء والحوار مع الآخر. مؤكداً أنه لا يمكن أن يُحارب الشرّ بشرّ آخر، ولا يمكن أن تُخدم الحقيقة بالتضليل الإعلامي.وقال مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر: هناك أمل كبير بأن تكون الوثيقة نقطة انطلاق جديدة لمستقبل خال من الحروب والفتن. والمطلوب من العالم شرقاً وغرباً، أن يتعقب كل صور الإرهاب، ويمنع تمويل جماعاته، ويجتثها من جذورها.فيما قال المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، إن استراتيجية اللجنة قوامها مد يد التعاون إلى كل من يعملون بصدق وإخلاص؛ من أجل إخوانهم، وتشجع كل أصحاب المبادرات الإنسانية، لتحقيق الإخاء. مضيفاً: إن الإعلام يقع في القلب من هذا المشروعِ الإنساني الكبير، فهو شريك في كل تفاصيله، يتحمَّلُ جُزءاً كبيراً من المسؤوليَّة.وقال الدكتور سلطان الرميثي، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، إن قيم الصحافة كالاستقلالية والنزاهة والموضوعية مهمة جداً؛ لكنها يجب ألا تتحول إلى مبرر لانعدام الإنسانية، وهو ما يحدث عندما تصبح الموضوعية ورقة توت للصحفيين الذين لا يريدون التعامل بصدق مع إنسانيتهم. مؤكداً ضرورة أن تقدم الإنسانية الصادقة على قواعد الكتابة وصناعة العناوين.وحملت أولى ورش الملتقى، عنوان: «خطاب الكراهية والتمييز في الصحافة»؛ حيث أدارها الإعلامي يوسف رفايعة، وشارك فيها: سوسن الشاعر، وميس عنبر، وضياء رشوان، والدكتور الأب رفعت بدر، وأحمد البشير، ومكي هلال. وأوضحت سوسن الشاعر، أنه أحياناً يكون هناك دونية في الصحافة العربية عند التحدث عن المرأة، فعلى سبيل المثال وصفها بأنها ب«مئة رجل»، فلماذا نصفها بالرجل عندما تكون قوية وناجحة؟وقال مكي هلال: إن المنطقة العربية تعاني زخماً من المشكلات والصراعات، والصحافة الغربية بكل وسائلها، تكشف كل ما هو جديد، ونحن نعاني فوضى المفاهيم والمصطلحات؛ حيث يخلط بعضهم، بين النازح من بلده، ومن يهاجر خارجها.وقال حمدي رزق: إن خطاب الكراهية موجود بقوة في وسائل الإعلام، وهناك من يعمل على تغذيته وبثه. وهناك بعض المجتمعات اعتادت خطاب الكراهية، وأصبحت تتحدث عنه بشكل طبيعي ومعتاد.وفي ورشة «مبادئ الوثيقة الأخوة الإنسانية مدخلاً لتعزيز أخلاقيات الصحافة» وأدارتها بولاند سيمون، وشارك فيها: محمد الحمادي، رئيس تحرير جريدة «الرؤية» الإماراتية، والدكتور عمرو الليثي، رئيس قناة «النهار» المصرية، ومحمد علي خير، مقدم برامج مصري، وطوني خليفة، مقدم برامج لبناني، وكارولين فرج، رئيسة شبكة الخدمات العربية في قناة «سي إن إن»، ويوسف الهوتي، رئيس قسم الأخبار في التلفزيون العماني، أكد خير أن الوثيقة تعد خلاصة لما أتت به كل الأديان التي تقوم على مبادئ العدل والخير والحق. وقال: إن الوثيقة يجب أن تقرر في مناهج الابتدائية؛ لغرس المفاهيم لدى الأطفال في كل البلدان، والتركيز على تطبيقها ينبغي ألا يقتصر على الإعلاميين الموجودين حالياً؛ بل يجب تعليمها للصحفيين الجدد، وطلاب كليات الإعلام.وقال طوني خليفة: إن الإنسان وحقوقه سيكونان ضحية الصراعات على الأرض وشاشات التلفاز؛ حيث تشارك السياسات بدور رئيسي في رسم الخريطة الإعلامية في كل الدول، وحتى في الولايات المتحدة التي يعرف عنها أنها رمز الديمقراطية. مشدداً على أن الإعلام المرئي والمكتوب متجه نحو الزوال، والمستقبل هو في وسائل التواصل، والمواطن الصحفي.وأضاف: إن الإمارات نموذج يحتذى في التعايش، وهذا لم يأت من فراغ؛ بل أتى من توجهات القيادة السياسية التي تعيش وتفكر في التسامح.وقال يوسف الهوتي: إن العرب لديهم أخلاق، والرسل جاؤوا ليتمموا مكارم الأخلاق. وفي كل القنوات الفضائية خلال نشرات الأخبار، لا أحد يستطيع تغيير أي شيء في الخبر. وتسببنا في شرخ في هذا الأمة نحن الإعلاميين . ونحن مسؤولون عما يحدث الآن في الوطن العربي، من تشرذم وشد وجذب، بدءاً من الاحتلال الأمريكي للعراق، ومروراً بما يحدث في سوريا.وقال عمرو الليثي: مسؤولية تنفيذ أخلاقيات الإعلام تقع على عاتق الإعلاميين، ونحن مقصرون تجاه المواطنين في بلدانا، نحن نجري على المواضيع الرائجة على سبيل خدمة المواطن، تفعيل الوثيقة مهمة الإعلاميين قبل أي مكون آخر من المجتمع.وأضاف: إن المشكلة هي ضمير الإعلامي، ولا بدّ من أن يتم تفعيلها بشكل أكبر؛ عبر زيادة المساحة للمنتج الإعلامي الذي يعبر عن مشاكل المواطنين.وقالت كارولين فرج: الإعلام الناضج لا يلزم بأي شيء؛ بل يأتي عن اقتناع، وإعلان وثيقة أبوظبي، وزيارة البابا فرنسيس للإمارات، حفزا الكثير من الإعلاميين العرب إلى ما ذكر من مبادئ حثت جميع الأديان عليها.وأكد محمد الحمادي، أن تطبيق مبادئ الأخوة الإنسانية مسؤولية الفرد الصحفي وليس المؤسسة الصحفية، مشيراً إلى تجربة دولة الإمارات الناجحة في تغيير بعض المفاهيم، وإحداث نقلة نوعية في تعزيز المبادئ الإنسانية؛ مثل: تغير مسمى المعاقين إلى أصحاب الهمم، والمسنين إلى كبار المواطنين، أعطى لهم دفعة نفسية قوية غيّرت نظرة المجتمع لهم، وجعلتهم يفخرون بما هم عليه، ويتحركون بحرية في شتى المجالات.وقال: هناك 10 ملايين إنسان 9 ملايين منهم غير إماراتيين، نحو نصف من يعيش في الإمارات غير مسلمين، وهذا مشهد من التعايش والتأقلم وحب المكان.وفي ورشة «أخلاقيات الإعلام العربي»، قال الدكتور ياسر عبد العزيز: إن وسائل التواصل نشطت بالفعل، لكن الربط بينها وبين الأحداث والثورات التي جرت بالمنطقة غير حقيقي، لوجود عوامل أخرى، فهي لم تكن سبباً، بينما الإعلام الغرض منه ذيوع الرسالة الإعلامية، وإحداث الأثر، وهناك أمور لا بدّ من التوقف عندها، كالعنف والكراهية، والطعن في الأعراض، وانتهاك الخصوصية، علماً بأن وسائل التواصل لا تحترم الخصوصية؛ ولذلك لا بدّ من تنظيم ومعاقبة أي خطاب يحرض على العنف. وقال تامر أمين: إن 90 في المئة من المؤسسات الإعلامية الخاصة أنشئت لغرض تجاري، ولا تقدم إعلاماً إلا في حدود ضيقة، وهناك أخطاء ناتجة عن فهم خطأ للإعلام الذي يعاني عدم وجود أب شرعي له يتحمل مسؤوليته، ومعايير غير علمية في اختيار الإعلاميين، ولا بدّ من إعادة النظر في اختيار من ينتمون إلى هذه المهنة.وقال محمد الملا: إن الإعلام العربي قبل 2011 كانت تتحكم فيه الدول التي تملك المؤسسات وكانت هناك ضوابط، ولما دخلت وسائل التواصل على الخط لم تستطع هذه المؤسسات مجاراتها وهي التي ينفق عليها مليارات سنوياً، ولم يكن لها تأثيرها الكبير في الشارع، وأصبح المغردون هم قادة التأثير في المجتمع؛ ولذا علينا الدخول للمنصات الرقمية مع مزيد من الحرية في طرح القضايا المختلفة. فيما قال مصطفى ريالات، رئيس تحرير صحيفة الدستور الأردنية: إن خطاب الكراهية في المجتمع العربي أدى إلى تسويق عورات المجتمع وهذا يعد بعيداً كل البعد عن التسامح، وأن وسائل التواصل أثرت سلباً في المجتمعات العربية.وتناول حمد الكعبي، رئيس تحرير جريدة الاتحاد، واقع الإعلام الرقمي ووسائل التواصل عالمياً وإقليمياً، وعربياً؛ حيث أشار إلى أن 64 في المئة من المقاطع والمنشورات على وسائل التواصل، تحمل مضامين تحض على الكراهية والعنف وتحمل صيغاً لا إنسانية.وأشار إلى مليار و600 مليون تغريدة و3 مليارات من ال«سناب شات» ومليون مقطع «يوتيوب» يومياً، ولم يتساءل أحد عن مضامينها، و64 في المئة منها تحض على الكراهية.

مشاركة :