الإمارات تفتح أبواب الاكتفاء الذاتي من الغاز

  • 2/4/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت صناعة الطاقة في الإمارات أمس نقلة نوعية كبيرة بالإعلان عن اكتشاف حقل غاز جديد تقدر احتياطياته بنحو 80 تريليون قدم مكعب وتوقيع اتفاقية لتطوير الحقل، الذي يقع بين إمارتي أبوظبي ودبي. وحضر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات وحاكم دبي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، توقيع الاتفاقية بين شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وهيئة دبي للتجهيزات. وتنص الاتفاقية على مواصلة أنشطة الاستكشاف والتطوير في إطار مشروع مشترك، أطلق عليه اسم جبل علي، ويشمل منطقة تبلغ مساحتها 5 آلاف كيلومتر مربع وتقع بين منطقة سيح السديرة في أبوظبي وجبل علي في دبي. وتوقع الخبراء أن يسهم الحقل الذي حفرت أدنوك فيه أكثر من عشرة آبار استكشافية، في تحقيق الإمارات للاكتفاء الذاتي من الغاز وقد ينقلها إلى التصدير في مرحلة لاحقة وستقوم أدنوك بالاستثمار وتسخير التكنولوجيا والخبرة لتطوير وإنتاج موارد الغاز المكتشفة، إضافة إلى القيام بعمليات مسح واستكشاف جديدة في المنطقة لتقييم المزيد من موارد الغاز وإجراء الدراسة النهائية لتكلفة إنتاجها. وتنص الاتفاقية على تسلم أدنوك الغاز الذي سيتم إنتاجه إلى هيئة دبي للتجهيزات من أجل تعزيز أمن الطاقة ودعم خطط دبي الطموحة للنمو وتعزيز مكانتها كمركز اقتصادي عالمي. واستنادا إلى بيانات وزارة الطاقة الأميركية فإن الاكتشاف الجديد سينقل الإمارات من المركز السابع إلى السادس عالميا في احتياطات الغاز المؤكدة بعد ارتفاع احتياطاتها إلى نحو 273 تريليون قدم مكعب. ووقع اتفاقية التعاون في تطوير الحقل الجديد الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم مدير عام هيئة دبي للتجهيزات وسلطان بن أحمد الجابر وزير الدولة والرئيس التنفيذي لمجموعة شركات أدنوك. وأصبحت الإمارات مستوردا للغاز في عام 2008 بسبب تنامي الطلب لتوفير الإمدادات للقطاع الصناعي وتوليد الكهرباء. وهي تستورد الغاز من قطر عبر خط الأنابيب دولفين، والذي يمكن أن يتوقف بعد تطوير الاكتشاف الجديد. ووصف الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم الاتفاقية بأنها خطوة مهمة على صعيد تعزيز التعاون وتضافر الجهود لزيادة القيمة من موارد الإمارات في إطار رؤية القيادة للاستعداد لمرحلة الخمسين. وأضاف أن هذه الشراكة ستمكننا من الجمع بين قدرات وإمكانيات هيئة دبي للتجهيزات وأدنوك والاستفادة منها بما يضمن الحصول على أقصى قيمة ممكنة من الأصول الهيدروكربونية في الإمارات. وأكد أن هذا التعاون سيسهم في ضمان أمن الطاقة على المدى الطويل، الأمر الذي يعتبر عنصرا أساسيا في تحقيق تطلعاتنا الاقتصادية في مرحلة جديدة من النمو، تمكننا من ترسيخ مكانتنا الرائدة والمساهمة في رسم ملامح المستقبل في المنطقة والعالم. 80 تريليون قدم مكعب ترفع احتياطات الإمارات إلى نحو 273 تريليون قدم مكعب وقال سلطان بن أحمد الجابر إن تحقيق الاكتشاف من خلال جهود أدنوك جاء بعد إجراء عمليات مسح واستكشاف شاملة باستخدام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا لتغطية المناطق غير المستكشفة في البر والبحر. وأضاف أن ذلك يهدف إلى ضمان استثمار كافة الموارد الهيدروكربونية المتاحة وتحقيق قيمة إضافية لخدمة مصلحة الإمارات وجهودها لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام. وأكد أن الاتفاقية تؤكد التزام أدنوك وهيئة دبي للتجهيزات المشترك والراسخ بتطوير موارد الطاقة لضمان إمدادات اقتصادية ومستدامة من الغاز لتحقيق الاكتفاء الذاتي لدولة الإمارات. وقال إن أدنوك تتطلع إلى تسريع أعمال استكشاف وتقييم وتطوير موارد الغاز في المنطقة المستهدفة والاستفادة من الإمكانات الواعدة المتوفرة لخلق قيمة اقتصادية مستدامة على المدى البعيد. ويعد المكمن المكتشف فريدا من نوعه فهو يحتوي على غاز عضوي عالي الجودة وعلى عمق قليل نسبيا تحت سطح الأرض. وستقوم أدنوك بتسخير تكنولوجيا جديدة في حفر الآبار واعتماد أساليب الحفر الأفقي والتكسير الهيدروليكي تحت الأرض لضمان تحقيق أفضل إنتاجية مع خفض عدد المنصات الأرضية قدر الإمكان. كما استخدمت أدنوك تقنيات الحفر التقليدي وغير التقليدي لتقييم موارد الغاز في المنطقة بين أبوظبي ودبي، وقامت بحفر أكثر من 10 آبار استكشافية لتقييم تلك الاحتياطات. في هذه الأثناء تواصل أدنوك استراتيجية استثمار موارد الغاز من خلال تطوير الأغطية الغازية واحتياطيات الغاز الحامض، والموارد غير التقليدية، إضافة إلى مخزونات الغاز الطبيعي الجديدة والتي يستمر تقييمها وتطويرها مع تقدم أنشطة الاستكشاف. وتأتي الاتفاقية بين أدنوك وهيئة دبي للتجهيزات بعد أقل من ثلاثة أشهر من إعلان المجلس الأعلى للبترول في أبوظبي عن اكتشاف وإضافة احتياطيات جديدة تقدر بنحو 7 مليارات برميل من النفط الخام ونحو 58 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز التقليدي. وأسهمت تلك الاكتشافات في زيادة الاحتياطيات الإجمالية المؤكدة إلى أكثر من 105 مليارات برميل من النفط ونحو 273 تريليون قدم مكعب من الغاز التقليدي، إضافة إلى 160 ترليون قدم مكعب من موارد الغاز غير التقليدية. وقال الجابر إن أدنوك تحرص من خلال الإمكانات المتكاملة والمتميزة في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج على تقديم قيمة إضافية فريدة في هذا المشروع من خلال تسخير أفضل الخبرات والإمكانات الفنية واستخدام حفاراتنا المتطورة وأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا لضمان نجاح هذا المشروع.

مشاركة :