تزاحم الجمهور على نحو لافت، مساء أمس الأول، على القاعة المخصصة لمشاركات الشعراء بقصر الثقافة لحضور الأمسية الثانية من مهرجان الشارقة للشعر النبطي، الذي تقيمه دائرة الثقافة وتجري فعاليات دورته (16) إلى الثامن من الشهر الجاري، وسارعت اللجنة المنظمة للمهرجان للاستجابة لهذا الحضور الكبير لمحبي هذا اللون من الشعر، بإيقاف الأمسية ونقلها إلى المسرح. وبدأت فعاليات الأمسية التي حضرها عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة، بحفل توقيع سبعة دواوين لشعراء مشاركين في المهرجان، صدرت حديثاً ضمن منشورات الدائرة، وهي: «عيونك» للشاعرة مها الغنام، من مصر، «عوافي عليك» للشاعرة إسلام مصطفي النحاس من السودان، و«التاج» للشاعر علي محمد أحمد سلامة من مصر، و«بوح الصحراء» للشاعرة أحلاهم أبو نوارة من مصر، و«صفاتنا» للشاعرة الخنساء بت المك من السودان، و«جبل النحل» للشاعر عبداللطيف طريف من مصر، و«الرتينة» للشاعر إبراهيم جابر إبراهيم من السودان. وعقب حفل التوقيع، قدم الشاعر السعودي عبدالرحمن السمين ثلاثة نصوص، بدأها ممتدحاً تجربة المهرجان «الذي أصبح علامة فارقة بفضل الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي»، ومن ثم قدم قصيدة حب للإمارة بعنوان «الشارقة»، أما النص الثالث فجاء بمثابة دعوة لتجنب الظنون في الآخرين، وبناء الذات بالتهذب والمثابرة والطموح. وقرأ الشاعر الإماراتي محمد المظلوم للشارقة التي وصل خبرها وخيرها إلى الأندلس وغرناطة، ووصفها بـ«نبع الحضارة والإسلام..»، و«دار الثقافة والعلا.. دار الكرام»، و«دار الكريم اللي عدل في رعيته.. هلت مزونه من على شعبه أعوام.. والرخا والخير أزهر من عطيته.. هتان خيره ما قصر كل الآنام»، مشيراً إلى صروح العلم والثقافة التي تتميز بها الإمارة. كما قرأ المظلوم، في قصيدته الثانية، للإنسان الحليم والأديب المتسم بالنبل والكرم والجسارة، والذي يسلك الدرب ولا يقطعه مخافةً، بل يواصل ويتعلم من الاختبارات والتحديات بلا انكسار أو خذلان. وعن القدس ووحدة العروبة قرأ الشاعر والزجال الفلسطيني مثنى شعبان، بعدما أَثنْىَ على جهود الشارقة الثقافية، وقد خص الزجل بنص حكى جمالية وخصوصية هذا الضرب الشعري؛ فهو «مش ملك للشاعر بذاتو.. بعدما نفقدو نعلن وفاتو.. الزجل لغة العواطف والمشاعر.. وحديث الروح أصدق ملهماتو.. وصبر عاشق مع النجم ناطر ت يروي للقمر قصة حياتو..». من جانبه، قرأ الشاعر العماني سلطان الحارثي قصيدة مطولة، تحت عنوان «شيخ الشيوخ محارب كل نقصان»، وأهداها لصاحب السمو حاكم الشارقة، واستعرض من خلالها مراحل التاريخ، مبرزاً المكانة الرائدة لشيوخ قبيلة القواسم، كما قرأ الحارثي للحضور بعض القصائد ذات الطابع الاجتماعي، ومنها قصيدته «الرجل فعل»، التي بين من خلاله أن قيمة المرء الحر تقاس بما ينجزه من عمل، لا بما يملكه من مال. ومن مصر، شارك الشاعر الشاب عبدالله عثمان، وهو أيضاً تغنى بالشارقة، كما قرأ معتزاً ومفتخراً ببسالة الجيش المصري. وقدمت الشاعرة الإماراتية (مولاف) مجموعة من النصوص، استهلتها بقصيدة تحت عنوان «زايد»، استذكرت من خلالها، بعيون طفلة، الدور الكبير للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» في تأسيس الدولة وفي تعزيز حضورها السياسي والثقافي والاقتصادي، في كل العالم. كما قرأت قصيدة بعنوان «الأخلاق»، قرَّظت عبرها استشارة العقل أولاً في الحكم على الأمور، والتمسك بالدين، والتحلي بالكرم، وصون اللسان، والاستعداد لنجدة المستغيث، وحفظ السر، والالتزام بالوعد، وحمل الأمانة. وتوالت القراءات في الأمسية التي قدمتها الإعلامية الإماراتية أمل المسافري، حيث شارك الشاعران محمد الحبسي (الإمارات)، ومبارك الحجيلان (الكويت) قبل أن يتم تكريم الشعراء الثمانية الذين شاركوا في الأمسية من طرف رئيس دائرة الثقافة عبدالله العويس، ومحمد القصير مدير الإدارة الثقافية بالدائرة، وبطي المظلوم مدير المهرجان.
مشاركة :