تجري في الولايات المتحدة وعدة بلدان أوروبية ملاحقة حقيقية لمصرفيين ووسطاء ماليين سويسريين ساعدوا أثرياء على فتح حسابات مصرفية في سويسرا بعيداً عن أعين الضرائب، وهي الحملة التى تصفها وسائل الإعلام السويسرية والأوساط المالية والمصرفية بأنها تُماثل عمليات مطاردة السحرة في بدايات عصر النهضة. وخلال الأسبوعين الماضيين، قام مصرفي سويسري سابق بتسليم نفسه للسلطات الأمريكية، وجرى اعتقال مصرفي سويسري في إيطاليا، وفتحت ألمانيا تحقيقاً مع أربعة مصرفيين سويسريين، كما تحقق سويسرا مع عدة مصرفيين ووسطاء ماليين، إلى غير ذلك من عمليات تفتيش تقوم بها الشرطة الألمانية لمنازل المصرفيين الأربعة وثري ألماني كبير، وقبل ذلك خضع فرع يو بي إس في ألمانيا إلى تفتيش الشرطة. وفي المجمل العام، هناك أكثر من 30 مصرفيا أو مستشارا ماليا سويسريا متهما من قبل عدة دول، خاصة الولايات المتحدة بتقديمهم المشورة والمساعدة لعملاء المصرف للتهرب من الضرائب. وكانت بداية هذه التطورات، أن سلم مصرفي سويسري سابق، نفسه للسلطات الأمريكية في الـ14 من تشرين الأول (أكتوبر) في مدينة ميامي، وذلك في إطار شكوى مرفوعة ضده يرجع تاريخها إلى آب (أغسطس) عام 2011، لكن بعد إيداعه مبلغ 750 ألف دولار، تمكن هذا الموظف السابق في مصرف يو بي أس ومؤسس شركة إدارة الأصول في زيوريخ مغادرة الولايات المتحدة بموافقة السلطات ليعود إلى سويسرا. وقبل مغادرته الأراضي الأمريكية، حول القضاء الأمريكي الشكوى إلى تهمة تتعلق في حثه ومساعدته زبائنه الأمريكيين للاحتيال على الضرائب خلال نشاطاته المصرفية من عام 1993 إلى 2010. وذكرت لائحة الاتهام المنشورة على موقع وزارة العدل الأمريكية، أنه ساعد عملاء أمريكيين على فتح وتغذية حسابات مصرفية سرية في مصرف يو بي إس، وأنه قام في عام 2008، بعد أن أغلق يو بي إس حسابات العملاء الأمريكيين غير المعلنة لدائرة الضرائب، بتنبيه العملاء أنه بإمكانهم فتح حسابات غير معلنة للضرائب في مصرف بي كي بي في مدينة بازل السويسرية الشمالية بعد أن انتقل إليه، ويقع هذا المصرف الآن بين المصارف السويسرية الـ 14 قيد التحقيق في واشنطن. وستبدأ محاكمة هذا المصرفي المتخصص في عمليات الاستثمار في الـ25 من تشرين الثاني (نوفمبر) في فورت لودرديل، بولاية فلوريدا، حيث يواجه عقوبة السجن لمدة خمس سنوات ودفع غرامة قدرها 250 ألف دولار. كما أن شريكه في المؤسسة، وهو الآخر مواطن سويسري، اعتقل في أواخر عام 2010 خلال زيارة له إلى ميامي، وحكم عليه بالسجن خمس سنوات لمساعدته أمريكيين على التهرب من الضرائب، لكن بسبب تعاونه أثناء التحقيق تمكن من تفادي السجن. أما راؤل ويل، فهو مصرفي سويسري ثالث مُلاحق فكان بمنزلة السمكة الكبيرة التي وقعت في شِباك الصيد الكبير. ووفقاً للائحة الاتهام الصادر في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، فإن ويل، الذي احتل المركز الثالث في مصرف يو بي إس، ساعد مع مصرفيين آخرين لم يتم تحديد هويتهم، نحو 20 ألف ثري أمريكي على إخفاء نحو 20 مليار دولار عن سلطات الضرائب.
مشاركة :