لبيك يا حسين أم لبيك يا عراق التركيبة ستبقى طائفية

  • 6/1/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

صحيح ان الاسم الذي اطلقه الحشد الشعبي على عملياته في الرمادي لبيك يا حسين قد استفز المكونات العراقية الاخرى بدليل استبدال الاسم باسم آخر لبيك يا عراق وذلك قبل مضي 24 ساعة على اطلاق الاسم الاول الا ان الواقع التكويني للحشد الشعبي سيبقى طائفيا بامتياز وبشكل فاقع فالمهم ليس العناوين والاسماء وليس اليافطات وانما المهم هو التكوين والتركيب والتوجه. ولا يستطيع كائن من كان ان ينفي طائفية ما يسمى بـ الحشد الشعبي المكون من لون مذهبي واحد فقط.. وحتى في حملة تحرير الرمادي لم يفتح الباب للمكون السني بأن يكون جزءا رئيسا من الحملة أو من افراد الحشد وظل مهمشا مع الاخذ بعين الاعتبار ان الرمادي منطقة سنية من حيث سكانها واهاليها والقاطنون فيها وعشائرها. ونتذكر جميعاً ان هذا الحشد الشعبي قد ترك سمعة سيئة ومرعبة في وجدان سنة العراق نتيجة اعمال التصفية والاعتداءات المروعة التي ارتكبها في بعض المناطق والاحياء السنية التي دخلها الحشد زاعما تحريرها او الدفاع عنها.. فاذا العون ينقلب فرعون..!! والاشكالية الكبيرة اذن ليست في استبدال الاسماء فالعراق ذاهب الى التقسيم بسرعة ربما فاجأت الامريكان أصحاب مشروع التقسيم نفسه عندما نشطت تيارات واحزاب وميليشيات قريبة من ايران لإحكام قبضتها على مناطق ومحافظات ومدن عراقية حيوية ومهمة بأسلوب الاستيلاء بطريقة وضع اليد حتى اذا ما جاء التقسيم وازف التوزيع كان من نصيب هذه الجماعات الطائفية والمذهبية الجزء الاكبر والاهم من الكعكة العراقية التي بدأت سكاكين التقسيم تقطيعها استعدادا لتوزيعها على قاعدة القوة السيطرة والاستيلاء. العراق ذاهب الى التقسيم لا محالة في ذلك طالما استمرت أوضاعه وموازين القوة والنفوذ فيه على ما هي عليه وسط صمت امريكي مطبق لم يستطع حتى تنفيذ مشروعه الذي طرحه بشأن تسليح الجماعات السنية هناك فتأجل المشروع أو تعطل الى أجل غير مسمى فيما ايقاع الحالة العراقية يمضي بسرعة سريعة نحو التقسيم الخطير والذي ينذر بحرب أهلية قادمة تقضي على الاخضر واليابس هذا اذا ظل في العراق أخضر أو يابس..!! مشكلة العراق بل معضلته من داخله ومن عمق اعماقه فالميليشيات والاحزاب والتيارات ذات الارتباط الايراني الوثيق تعمل على المشروع الايراني ووفق اجندته المعروفة وهي لا تفكر اطلاقا في فتح طريق صغير للمشروع العراقي العروبي بل تغلق امامه كل المنافذ حتى تتم محاصرته في دائرة ضيقة ليس لها تأثير يذكر في الجغرافيا السياسية العراقية بل تمارس أشد أنواع الضغط على العبادي الذي جاءت به لرئاسة الحكومة عندما يساورها شك بسيط بانه يفكر مجرد تفكير في اعطاء هامش صغير للمكون العراقي الآخر فتجهض تفكيره وقطع الطريق على ان يكون للمكون العراقي الآخر اي وجود فاعل او مؤثر. وهذا الضغط هو الذي سيولد انفجاراً عراقياً عراقياً هائلاً بانتظار العراق بعد الفراغ من داعش.. وكما يبدو فالعراق موعود بالانفجارات منذ 2003 الى الان.. فيما الامريكي في عهد أوباما حمل عدته وعتاده وغادر العراق كما غادر ذات يوم بلداً كان اسمه الصومال. فهل صوملة عالمنا العربي مشروع امريكي قديم ينجح الديمقراطيون في تنفيذه وانجازه بشكل كبير لأنهم يذهبون فيه الى آخر الشوط المحفوف بنهايات مجهولة؟؟ وفي النهاية فإن الاحزاب والميليشيات والتيارات المحسوبة على النظام الايراني أو تلك القريبة منه او التي تراهن عليه من أجل بقائها تخطئ خطيئة عمرها عندما تبيع العراق للنظام الايراني فهي اول من سيدفع الثمن الفادح وهي التي ستندم حين لا ينفع الندم وليتها قبل البيع درست تجارب من باعوا قبلها.

مشاركة :