إن مدينة القدس هى اكبر المدن الفلسطينية مساحة .. فالقدس هى أولى القبلتين .. وهى تقع فى وسط فلسطين وتبعد حوالى 60 كيلو مترا شرق البحر المتوسط.ويرجع تاريخها الى اكثر من خمسة الاف سنة .والاسماء الكثيرة التى اطلقت عليها تدل على عمق التاريخ .وقد ورد ذكرها فى التوراة ستمائة وثمانين مرة.. فسكان القدس الاصليون هم البسوسيون.. فقد سكنت قبيلة البسوسيون احد البطون الكنعانية العربية المدينة حوالى عام 2500 قبل الميلاد وأطلق عليها يبوس .وفى العام 1416 خضعت للنفوذ الفرعونى وتعرضت للغزو ثم خضعت مرة اخرى للنفوذ الفرعونى فى العام 1317-1301قبل الميلاد .وطوال تاريخ القدس لم تخضع لحكم اليهود سوى 73عاما، ثم فى العصر البابلى احتل البابليون القدس وأخذوا اليهود اسرى بمن فيهم ملكهم (صدقيابنيوشيا )..وفى العصر الفارسى سمح الملك الفارسى لمن بقى من اليهود الاسرى بالعودة للقدس .ومرت عصور وغزوات منها العصر اليونانى وضمها البطالمة الى ممالكهم بما فيها مصر.. ثم اصبحت تابعة للسلوقيين فى سوريا وظلت فلسطين آنذاك متأثرة بالحضارة الاغريقية. ثم جاء الرومان ودمرت القدس بأيديهم مرتين بسبب ثورات اليهود وقد عاملهم الرومان بعنف وأبقي على المسيحيين، ثم اغار الفرس..واستعادها الرومان ...حتى الفتح الاسلامى. وشهدت القدس حدث الاسراء والمعراج حيث أسرى بالنبى محمد عليه افضل الصلاة والسلام من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى 621 ميلاديا 10 هجريا.. ثم دخل القدس عمر بن الخطاب وكان فى العام الخامس عشر للهجرة وكتبت المعاهدة العمرية وقد منحت هذه المعاهدة الحرية الدينية لاهل المقدس مقابل الجزية ..وأخذت المدن الطابع الاسلامى وشهدت القدس نهضة علمية فى كافة الميادين على مر العصور والخلافة الاسلامية .. فمرور القدس بكل تلك العصور والغزوات لم يغير طابعها العربى لكونها عربية الاصل ..كما بينت باختصار شديد..فهى بنيت فى العصر البسوسى اى عصر أبى الانبياء (ابراهيم عليه السلام )وقبل ظهور اليهودية ..فهل كل محتل لدولة يغير جذورها او ملامحها !! لذلك فلا توجد علاقة لليهود ولا للعبرانية بالقدس ولا فلسطين..فوثيقة الازهر قد بينت ان موسى عليه السلام وتوراته قد ظهرت بمصر الناطقة باللغة الهيروغليفية قبل دخول بنى اسرائيل ارض فلسطين .فجميع الغزاة قد آثروا احتكارها ونسبها لأنفسهم وقد سار الصهاينة على نفس النهج فهم يعملون على تهويدها وطمس هويتها ..فالقدس قضية عربية فهى قضية كل عربى ..فهى قومية عربية وان المسلمين ان دافعوا عنها فهى اول المقدسات وهى حرم اسلامى مسيحى وقضيتها ليست قضية فلسطين فقط ..فالقضية عربية .وثيقة الازهر كشفت مغالطات دونالد ترامب فى زعمه ان القدس يهودية .. فهذا الدونالد يحتاج الى من يدرس له التاريخ ..فلا يأخذه الوهم ان هناك عربيا مسلما أو مسيحيا لن يدافع عن مقدساته فالارض عربية وهى حرم مقدس.فلن تجد عربيا يبيع ارضه الا اذا كانت مقابل روحه وكل غال ونفيس .. فالقدس ليست للبيع او المراهنة وليست وسيلة للمقايضة .. فالقدس ليست للبيع ولن يفرط فيها كل عربى حر.
مشاركة :