عبده خال: الأسرار خرائب لا يصل إليها إلا من كان جسوراً

  • 2/6/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال الروائي السعودي عبده خال، الحائز «البوكر العربية» عام 2010 عن روايته «ترمي بشرر»، إنه آن الأوان للرواية الخليجية أن تتصدر فضاءات المهرجانات الأدبية والجوائز، وإعطاء الأدب العربي الخليجي فرصة للتعبير عن تجربته الإنسانية والنمو في بيئة تنافسية خليجية خليجية، خاصة أن المبادرة الإعلامية والسياسية والاقتصادية جعلت الخليج هو مركز العالم العربي في الحقيقة ومن الخطأ تجاهله ثقافياً. جاء ذلك في حديث لـ«الاتحاد» على هامش ندوة تحدث فيها عبده خال، بتنظيم من منتدى عبدالحميد شومان في العاصمة الأردنية عمّان مؤخراً، بعنوان «العودة إلى أحجية الطفولة»، أكد فيها أن هاجسه الأهم في أعماله الروائية، إخراج شخوصها من المناطق القلقة والمحرّمة، التي لا يرضى عنها المجتمع، لتعبّر عمّا تريد من دون خوف أو قلق من هذه المحرَّمات أو التابوهات التي يفرضها عليها واقع اجتماعي وسياسي وثقافي وديني مؤقت. عبده خال أديب وروائي من طراز خاص، ولعلّه من أبرز الروائيين الذين يحتلون صدارة الحركة الروائية السعودية، وما يميزه عن الآخرين، أنه صاحب مشروع يسعى إلى أن يكون متكاملاً من ناحيتي السرد والبحث في الذكرة الشعبية، ولعل الروايات التي أصدرها حتى الآن تؤكد فرادة مشروعه، وبخاصة روايته «أنفس» التي قال عنها في سياق الحوار: أجد في هذه الرواية ثورة حقيقية لما نحن عليه من سائد غير منطقي، سواء كان قيماً أو معرفةً أو تاريخاً أو تراثاً، فهي في الواقع دعوة للفجيعة، وهي أيضاً لا علاقة لها بالإرهاب إلا في جزء يسير منها، عرجت عليه بما يناسب التصعيد الدرامي. رواية «أنفس» تبحث في الوجود عن تلك المعضلة التي كلما فتحنا باباً مغلقاً، أسلمتنا إلى أبواب ومغارات وكهوف من الأسئلة، هي رواية تستثمر الأسطورة بحثاً عن أجوبة، وإلى السحر وإلى العلم، وفي كل تجويف من هذه الحياة ثمة سر يقفز في وجهك وكأنه خفاش خرج من ظلمة فاقعة، كي يرعبك أو يبعدك عن خرابته. الأسرار خرائب لا يصل إليها إلا من كان جسوراً. وقد حملتني هذه الرواية على أن أكون جسوراً، علني أسقط القناعات المتكلسة بحثاً عن أفق ما خلف كل ما هو مخبوء في حياتنا. في معرض ردّه على سؤال حول كون معظم أعماله تحلّق بعيداً عن الواقع قال: أنا آخذ مادتي الخام للكتابة من الواقع نفسه، ولا أحلق بعيداً عن هذه الحياة التي يتشابك بعضها مع بعض آخر، وتفرز الكثير من الإشكاليات، سواء كانت سياسية أو اقتصادية واجتماعية، كما أن الرواية عبارة عن مزيج من الواقع والخيال، والواقع هو النقطة الأساسية التي يمكن الانطلاق منها، من خلال اللغة والشخصيات والصور الفنية، وهنا يحدث اندماج بين الواقع والمتخيل ويتم إنتاج هذا النص الروائي، وعليك كروائي أن تكون صادقاً فنياً، لكي تستطيع الوصول إلى القارئ، لكي يتفاعل مع الكاتب ويشعر بشخصيات الرواية. ووصف عبده خال الرواية الإماراتية بـ«القوية» والمثيرة والغنية بالنصوص الإبداعية والأقلام الرفيعة، وقال: تعيش الرواية في الإمارات عصرها الذهبي، الأمر الذي زاد انتشارها على مستوى المهرجانات والتظاهرات الثقافية، وعلى مستوى ترجمة أعمال كتابها إلى لغات أجنبية متعددة، وهذا ينطبق أيضاً على الرواية الخليجية، بحيث إننا وبعد كل هذا التميز والنجاحات والخصوصية، لم نعد مستهلكين للثقافة، بل أصبحنا منتجين لها، وأيضاً منافسين، بسبب جودة الأعمال الأدبية ورصانتها ومحافظتها على هويتها وشخصيتها وبيئتها في إطار حداثي ومعاصر. الحب طوق النجاة سألنا عبده خال عن مهاجميه من النقاد الذين يتهمونه بأن جوانب من أعماله تشجع على «الحبّ» فرد قائلاً: من يريد وأد الحب هو يرغب في ردم الحياة، وإيقاف نبض الإنسان، يريد حياة كهفية مظلمة ومهزومة تكون مخبأ للزواحف السامة؛ تلك الكائنات التي ترى في الشمس عدواً وفي الظلام والمباغتة حياة، الحب طوق النجاة الوحيد، كي نعيش وفق ما أراد الله لنا أن نعيش.

مشاركة :