أنقرة 5 فبراير 2020 (شينخوا) تمثل العمليات العسكرية التي تشنها قوات الحكومة السورية بدعم روسي في محافظة إدلب اختبارا صعبا للعلاقات الروسية-التركية. وذكر إعلام الدولة يوم الأحد أن تركيا نشرت دبابات ومركبات مدرعة بالإضافة إلى مجموعة من الجنود على حدودها، فضلا عن إرسال قوات إضافية إلى مراكز المراقبة الخاصة بها في إدلب. وأسفرت عمليات القصف من جانب القوات الحكومية السورية في وقت مبكر يوم الاثنين عن مقتل إجمالي ثمانية من الجنود الأتراك وإصابة 13 آخرين في إدلب، في حادث خطير يفضح الوضع الهش في المنطقة. وقال هاشم توركر، المحلل البارز بمركز البوسفور للدراسات الآسيوية، وهو مؤسسة بحثية مقرها أنقرة، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "لا ترى روسيا ميزة في تعاونها مع تركيا في سوريا، ولم تعد أهداف موسكو في تلك المنطقة تمثل أهمية لتركيا تماثل ما كانت عليه الحال قبل عام مضى." ويرى توركر، وهو ضابط أركان سابق، أن القصف الذي أسفر عن سقوط ضحايا بين صفوف الجيش التركي لم يكن ليحدث بدون علم روسيا. وتابع "يبدو أن روسيا تطلق تحذيرا لتركيا عبر هذا الهجوم، وتقول إنها ترغب في خروج القوات التركية من تلك المنطقة تزامنا مع تقدم القوات السورية، وموسكو لا تود أن يقف الأتراك عقبة في إدلب." كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدد في 31 يناير بشن عملية عسكرية إذا لم تتم تسوية الوضع في إدلب على الفور. وتم التوصل إلى وقف إطلاق نار في إدلب في 12 يناير، ولكنه انتهك عدة مرات منذ ذلك التاريخ، وفقا لتركيا والجهة المعنية بمراقبة وقف إطلاق النار. وتقدمت القوات السورية، المدعومة بقوات جوية روسية، على نحو سريع خلال الأسبوع الأخير، واستولت على عشرات المدن، بينها مدينة معرة النعمان الاستراتيجية. وأثارت تلك الحملة الأخيرة أيضا توترات بين أنقرة وموسكو اللتين تساند كل منهما خصمين متنازعين في هذا الصراع. وبالإضافة إلى ذلك، تخشى تركيا موجة جديدة من المهاجرين النازحين من إدلب، ولذلك فهي تقيم 12 نقطة مراقبة في المنطقة. وأكد أردوغان أن تركيا لا تستطيع تحمل تدفقا جديدا للمهاجرين، موضحا أن أنقرة لن تسمح بوجود تهديدات جديدة قرب حدودها، حتى إذا كان ذلك سيفضي إلى اللجوء للقوة العسكرية. وانتقد الزعيم التركي وعدد من أعضاء حكومته موسكو الأسبوع الماضي لفشلها في اتخاذ إجراءات في إدلب، وهو الاتهام الذي نفته موسكو. لكن أنقرة -في الوقت نفسه- شددت على أنها لا ترغب في تصعيد التوترات مع موسكو خشية أن يؤدي ارتباك في شراكتهما إلى تدفق اللاجئين نحو تركيا فضلا عن الإضرار بالتعاون الاقتصادي بينهما. وأكد أردوغان أن بلاده لا تسعى إلى تصعيد التوترات مع روسيا. وفي هذا السياق، قال للصحفيين أمس الثلاثاء "لا يوجد ما يدعو في تلك المرحلة إلى الدخول في صراع أو خلاف كبير مع روسيا. لدينا علاقات استراتيجية هامة مع روسيا." وقالت إسراء أولوداغ، متخصصة في شئون الهجرة، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "ظروف الطقس الشتوي تزيد الأمور صعوبة. وقف إطلاق النار لم يخفف مخاوف تركيا، حيث يعيش مئات الآلاف في ظروف قاسية بالقرب من الحدود التركية." وأعربت أولوداغ عن أملها في أن تعيد تركيا النظر في موقفها بشأن عدم السماح بقبول المزيد من اللاجئين.
مشاركة :