مقالة خاصة: سوريات يتعلمن الخياطة من أجل الاندماج المهني في العاصمة التركية

  • 2/21/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أنقرة 20 فبراير 2021 (شينخوا) تتلقى سيدات سوريات تدريبا في مشغل تديره بلدية العاصمة التركية أنقرة، على خياطة فساتين الزفاف، في تجربة تهدف إلى دمج اللاجئين في قوة العمل المحلية. وقالت هيرادي ساقيه، وهي أم لديها ستة أبناء من مدينة حلب شمالي سوريا وتبلغ من العمر 40 عاما، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لدي حلم وجئت إلى هنا لمعرفة ما الذي يحول حلمي إلى حقيقة. وأريد الوقوف على قدمي وتعلم مهنة". وتريد هذه السيدة إثبات ذاتها كخياطة ماهرة وافتتاح مشغلها الخاص في تركيا، حيث تخطط هي وعائلتها للعيش حتى نهاية الحرب الأهلية في وطنها. واختار منظمو المشروع الممول من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تعليم صناعة فساتين الزفاف لأن من يستطيع صناعة فستان للعروس يمكنه صنع أي ملابس أخرى. وقالت سيناي يلماز، المسؤولة عن شؤون السيدات اللاجئات في بلدية أنقرة، إن "ما نسعى له هو دمج هؤلاء السيدات في القوة العاملة التركية. ولأن اللاجئين يواجهون العديد من الصعوبات بشأن العمل، فنحن نتطلع إلى أن يكون لديهم شيء ما يقدمونه، ويتخذوا من الخياطة حرفة لهم". وأضافت "ندير هذا المشروع التابع للأمم المتحدة منذ 2017. وحتى الآن، تم تدريب 375 فتاة واندمجت 150 أُما في القوة العاملة عن طريق تعلم حرفة". وبينما تتدرب الأمهات لمدة ستة أسابيع في المشغل، يوجد طابقان أسفله حيث يلهو أطفالهن ويتعلمون اللغة التركية في مركز رعاية نهارية تحت إشراف معلمين من المرحلة ما قبل المدرسية. ومنذ بداية النزاع الجاري في سوريا عام 2011، تتحمل تركيا العبء الأكبر في استضافة اللاجئين. ويتواجد حاليا 3.6 مليون لاجئ سوري بجميع أنحاء تركيا. وحتى إذا سمحت الحكومة التركية بحصول اللاجئين على بعض الخدمات العامة، وأهمها الخدمات الصحية، لا تزال هناك تحديات مثل نقص التعليم وفرص التدريب. وازداد الوضع سوءا بسبب جائحة كورونا، حيث فقد آلاف السوريين والعمال المحليين وظائفهم بسبب إغلاق الأعمال التجارية بشكل مؤقت أو لأجل غير مسمى، نظرا لتطبيق تدابير الإغلاق منذ بداية تفشي المرض في مارس 2020. ويوجد نحو 1.6 مليون من السوريين في تركيا في سن العمل، ولكن لدى عدد قليل منهم تصاريح عمل. ونتيجة لهذا، يعمل عشرات الآلاف من السوريين بشكل غير رسمي في جميع المجالات، وخاصة الإنشاءات والمنسوجات والزراعة. واضطرت هالة سروجي ، وهي فتاة من حلب أيضا تبلغ من العمر 22 عاما، إلى مغادرة وطنها عام 2019 مع ستة من أفراد عائلتها بسبب القتال. وأوضحت أن "السبب الرئيسي لوجودي هنا هو تعلم مهنة من الممكن أن تصبح مفيدة لاحقا، مهنة يمكنها توفير دخل لعائلتي". وأضافت السيدة الشابة أن "هدفي هو أن أستطيع الوقوف على قدمي وأن أصبح شيئا في هذا المجتمع، حيث كنا منبوذين فيه في البداية لأننا لا نستطيع تحدث التركية". وتعرب إيدا ألطون، معلمة بالمشغل ومعلمة تصميم أزياء أيضا، عن سعادتها البالغة بهذا الإنجاز. وأوضحت إيدا ألطون أنه "في غضون ستة أسابيع، تصبح كل واحدة منهن قادرة على ممارسة الخياطة وصناعة فستان زفاف بمفردها. هدفنا هو الحصول على عمل لهؤلاء السيدات من خلال التعاونيات والمتاجر التي يمكن بيع الفساتين لها". وأضافت "المرشحات بارعات للغاية ويتعلمن بسهولة الخياطة باليد والماكينة، ولديهن هنا الرابطة القوية وروح الفريق، ما سيستخدمنه لاحقا للاندماج المهني".

مشاركة :