مع رسائل الغزل التي عمد بعض قادة حركة حماس الفلسطينية تمريرها لنظام بشار الأسد أخيراً، بعد قطيعةٍ دامت أكثر من عامٍ ونصف العام، كشفت مصادر “الوطن” في قيادة الجيش السوري الحر، عن بعض الأسباب التي أدت إلى توتر علاقة الحركة بنظام الأسد، وكان أبرزها تهديد شقيق الرئيس السوري، ماهر الأسد، قائد الحرس الجمهوري، لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مطلع الثورة السورية، بعد رفض الأخير التدخل في الأزمة، وإخماد بعض الأصوات بالمخيمات الفلسطينية في سورية، بُعيد أن وافقت وأيدت الانتفاضة بوجه النظام. وقال المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر لؤي المقداد لـ”الوطن” أمس، إن مشعل اتخذ قرارا بمغادرة دمشق، بعد أن هدده ماهر الأسد صراحة، واعتقل ابنته وزوجها لعدة أيام، بعد رفضه الوقوف إلى جانب النظام في بداية اشتعال الثورة السورية. وأفاد المقداد بأن خلافا دب بين ماهر الأسد وخالد مشعل، بعد أن حاول الأسد وضع حركة حماس كورقةٍ بيد النظام، مثلها مثل بعض الفصائل الفلسطينية التي تقيم بسورية، كالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة – بزعامة أحمد جبريل، الذي قال المقداد عنه إن نظام الأسد استطاع توظيفه “شبيحاً” لحسابه. وتابع المقداد: “حين اندلعت الثورة، طلب ماهر الأسد، من خالد مشعل تأييد النظام، لكن هذا المطلب لم يجد موافقة من خالد مشعل، الذي فضل مغادرة سورية، بعد أن أوحى له شقيق الرئيس، بأن سورية كانت صاحبة فضل على الفصائل الفلسطينية على مدى سنواتٍ طوال”. واعتبر المقداد أن تلك كانت رسالةً “مٌبطنة” لقادة حركة حماس، وعلى رأسهم رئيس المكتب السياسي، وهدفها محاولة جرّ الحركة لخدمة نظام الأسد، من خلال تأثير خالد مشعل بسورية، وامتلاكه حظوة شعبية كبيرة لدى اللاجئين الفلسطينيين. وما إن غادر مشعل سورية، سارعت سلطات دمشق إلى اقتحام مقر سكنه، والمكاتب التابعة للحركة، التي لجأ قادتها لإحدى الدول الخليجية. ويسعى البعض من قادة حماس حالياً إلى مغازلة النظام السوري، في خطوةٍ يراها المقداد أنها محاولةً للعودة للحضن الأسدي، الذي لن يتوانى عن محاولات استخدام القضية الفلسطينية كورقةٍ يعتمد عليها في سياسات ما يوصف بـ”المُمانعة والمقاومة”.
مشاركة :