أكد عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، لؤي مقداد الأخبار التي بثها بعض الناشطين عن تسليم قوات النظام السوري مقارها في حلب لمليشيات عراقية، مشيراً إلى أن حكومة الأسد اضطرت للقيام بذلك بعد انهيار جزء كبير من بنية الجيش السوري وعدم قدرته على مقاومة الثوار في العديد من المدن السورية. وقال في تصريحات إلى "الوطن": "النظام لم يعد له جيش بالمعنى الحرفي للكلمة، ولم يجد بداً من الانسحاب من مواقعه وتسليمها لهؤلاء المرتزقة الذين لا يراعون أي مبادئ إنسانية أو دولية، فهم عبارة عن مجموعات من القتلة المحترفين، بعضهم يقاتل لأسباب طائفية بغيضة، وغالبيتهم أتوا من أجل الحصول على المال الذي تمد به طهران حليفها الأسد، وهؤلاء لن يتورعون عن قتل أي أعداد من الشعب السوري، لأن القتل بالنسبة لهم مهنة وحرفة". وأضاف: "الوضع الحالي لبشار يذكرني بما كان عليه سلفه الرئيس الليبي معمر القذافي في آخر أيامه، عندما استقدم المرتزقة من الكثير من الدول الأفريقية والآسيوية، علهم يساعدونه في هزيمة شعبه، لكن اتضحت له الحقيقة بجلاء، وأدرك أن الشعوب تنتصر في النهاية على جلاديها، وأن صبح الانتصار لا بد أن يعقب ليالي الظلم". وسخر مقداد من نية الأسد البقاء لدورة رئاسية أخرى، رغم أنه لا يملك من مقومات الرئاسة شيئاً يذكر، وقال: "من المفارقات أن الأسد يريد ترشيح نفسه في ظل هذه الظروف التي يمر بها، وبعد انفضاض غالبية الشعب السوري من حوله، ومن البديهيات أن من يرغب في الجلوس على كرسي الرئاسة لا بد أن يكون له جيش يحمي بلاده، لا سيما بعد قضائه هذه الفترة في سدة الحكم، لكن ربما كان بشار يفكر في انتداب هؤلاء المرتزقة لانتخابه". وعن إسقاط قوات الدفاع الجوي التركية لمقاتلة سورية فجر أمس، وهو ما كانت "الوطن" قد انفردت به في عددها ليوم أمس، قال مقداد إن النظام السوري لن يجرؤ على الرد، وربما لن يكون باستطاعته مجرد التعليق على الحادث، وتابع: "نظام الأسد أصبح في حالة من الضعف لا تمكنه حتى من مجرد الاعتراض، مع مراعاة أنه لا يملك حق الاعتراض لأنه هو الطرف المعتدي، وأن طائراته هي التي تخترق المجال الدولي للآخرين، كما أن القذائف التي تطلقها مدافعه كثيراً ما تضل طرقها وتسقط في أراضي دول أخرى. مع مراعاة أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تسقط فيها المضادات التركية طائرة سورية، فقد تكرر ذلك كثيراً خلال الفترة الماضية". وختم مقداد تصريحاته بعدم استبعاده أن يكون دخول الطائرات السورية للدول الأخرى من باب السهو والخطأ، وقائلاً إن الجيش السوري كله يعيش حالة ارتباك واضحة بعد انشقاق الكثير من أفراده الذين كانوا يتمتعون بالخبرة والمعرفة العسكرية وانضمامهم لجانب المقاومة الشعبية. وكانت تركيا قد أعلنت إسقاط الطائرة بعد اختراق مجالها الجوي، وحذر رئيس وزرائها رجب طيب إردوغان من "رد فعل قاس"، في حال تكرار انتهاك أجواء بلاده مرة أخرى. وقال خلال تجمع انتخابي لأنصاره في شمال غرب تركيا: "طائراتنا من طراز إف 16 أقلعت وأسقطت هذه الطائرة. لماذا؟ لأنها اخترقت مجالنا الجوي، وإن تكرر ذلك فإن صفعتنا بعد ذلك ستكون قاسية". كما ذكرت مصادر إعلامية تركية أن الجيش حذر طائرتين مقاتلتين سوريتين كانتا تقتربان من الحدود، وأمرهما بالعودة، إلا أنه أمر بتحليق مقاتلات من طراز إف - 16 عندما رفضت إحدى الطائرتين الانصياع للأمر. بدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن النيران شوهدت تندلع في الطائرة الحربية قبل سقوطها داخل الأراضي السورية".
مشاركة :