زين عبد الحكم يكتب: لماذا الخوفُ من تجديد الخطاب الدينى؟!

  • 2/7/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كثرت المناشدات المطالبة بضرورة تطوير الخطاب الدينى ، وذلك بعد انتشار ظاهرة المفاهيم الدينيةالمغلوطة، والتى أدت إلى حدوث كوارث وجرائم باسم الدين، والدين منها براء ، ولكنهالفهم الخاطئ والقياس الظالم وبعض التفاسير القاصرة من خوارج العصر ، لذلك كانتهناك حاجة مُلحة لتصحيح تلك المفاهيم الخاطئة من جهة، وتطوير وتقديم الخطاب الدينىلتصحيح صورة الإسلام من جهة أخرى، وطالب الكثيرون من الأزهر الشريف بكل مؤسساتهوعلمائه وقاماته بتبنى هذا الأمر والعمل على إنجازه بصفته الجهة الرئيسة المنوطبها إنجاز مثل هذا الملف ،وعلى الرغم من تكرار المناشدات والمطالبات بذلك إلا أنهلم يلتفت أحد إلى هذا الأمر ، وكلما حاول أحد الحديث عن هذا الموضوع وجد هجوما منغالبية الأزاهرة ، حتى شعرنا بأن هذا الأمر مُحّرم تناوله والحديث فيه.  والسؤال الذى يفرض نفسه: لماذا كل هذا الخوف من تجديد الخطاب الدينى؟ وإذاكانت الإجابة بأنهم يخافون على ضياع الدين كما يشاع فلماذا عقدوا مؤتمرا منالأساس؟ هل تخافون من ضياع الدين؟ وهل هناك ضياع للدين أكثر مما نحن فيه بسببمفاهيم مغلوطة، وافق ضيق، وتوجهات خاطئة.  وأنا من هنا أبدأ أولًالا أحد يستطيع أن ينكر بأنه بسبب مفاهيم دينية مغلوطة وتفاسير قاصرة وأحكام خلافيةغير مجد التعامل بها حاليًا حدثت وتحدث جرائم شوّهت وجه الاسلام الحنيف وربطت اسمهباسم الإرهاب والعنف ونبز الآخر ، وأصبح من يمارس مثل هذه التصرفات بفهمه القاصرحجة على الاسلام بين شعوب العالم ، هذا إلى جانب سهولة استخدام هؤلاء المتطرفين منقبل من يخططون للنيل من الاسلام والمسلمين ،وهذا واقع نشهده ونلمسه. ثانيًا :الجميع يلمس خطورة الموقف، وبأنه قد حان الوقت لتصحيح هذه المفاهيم والمقولاتالمغلوطة للتخلص من خطورتها على الوطن والدين والمجتمع.  ثالثًا :نحن نقر بأن ثوابت الدين لا تُمس ، وأنما نزل به نص قرآنى أو جاء فى حديث صحيح لا يجرؤ أحد كائن من كان أن يطالب بتغييرهأو تبديله أو حتى الاقتراب منه إلا لتفسيره أو توضيحه ، ولكن ما نريده فى تطويروتعديل الخطاب الدينى هو : تصحيح المفاهيم فيما يخص إزالة الغشاوة عن الصورالمغلوطة في فهم الدين خاصة في قضايا الاستعلاء والتعامل مع الآخر والجهادوالحاكمية وجاهلية المجتمع والجهاد وغيرها، وفتح باب الاجتهاد وتطوير منظور القياسمع مرعاة الفوارق الزمنية والمكانية لكل مجتمع ، ويكون كل هذا بعيدًا تمامًا عنالمساس بالثوابت المعروفة.  رابعًا : أرى بأن خطبة الجمعة من أهم الأدواتلتطوير الخطاب الدينى ، وأن اسلوب وأدوات الخطيب أو الواعظ يجب أن يحدث بها تغييركلى ، فمثلا ما جدوى أن تكون مساحة المقدمة في الخطبة والمدخل أكثر من ثلثىالخُطبة ، وتظل تلك المقدمات هى هى على صورتها وكلماتها القديمة المحفوظة الركيكة؟!وكذلك أن يُذكر نماذج وأحداث حديثة ومعاصرة رأينا بعضها وعايشناها ، إلى جانب مانذكره من نماذج سابقة متوارثة ومحفوظة ( مثلا نذكر عمر وصلاح وعبد الرحمن إلى جانبذكرنا لصخر بن جبل وحنظله ) مع ذكر من هو عمر أو عبد الرحمن أو صخر قبل أنأذكركلامهم أو ما قدموه ، وأيضًا معايشة الواقع وتناول ما يمر بنا من أحداث وتقديمحلول دينية حديثة معاصرة مواكبة لعصرنا ،إلى جانب تعدد مصادرنا من أمهات الكتبالحديثة والمعاصرة جنبا إلى جنب مع كتب التراث. أن تكون الخطبة جديدة ومواكبةللعصر، حتى يخرج منها المستمع محبا لوطنه ودينه ومؤسساته، رافضا للتطرف والعنف.

مشاركة :