الشارقة: عثمان حسن من الروايات التي استحوذت على مراجعات واسعة في مواقع القراءة، رواية «غراميات» للكاتب الإسباني الشهير خابيير مارياس، من ترجمة صالح علماني. هذه الرواية التي يعيد فيها مؤلفها ابتكار عالم الجريمة ويطرح من خلالها أسئلة وجودية عن الحياة والموت وعن الحب والخلود. والرواية وصفت من قبل كتّاب بارزين، وأيضاً من قبل صحف مهمة، بأنها غير عادية، وتمثل روح العصر، آسرة بحبكة بسيطة وفن راق، وتكاد تشبه «ماكبث» مع ملاحظة أن «غراميات» هي قصة جريمة رائعة عن الهوَس الكارثي، فيما «ماكبث» رواية مشوقة من النوع التراجيدي، وقد اعتبرها البعض عملاً مذهلاً بقدر وافر من الخيال المطعم بمحاكاة ساخرة، وبعد ميلودرامي. ملخص الرواية يدور حول شابة تعمل في دار نشر في مدريد، تتناول القهوة كل صباح، وتستمع لعدة سنوات إلى محادثات بين زوجين مع طفليهما الصغيرين اللذين يترددان على المقهى نفسه، تعتقد الشابة أنهما «زوجان مثاليان»، ومع تواتر الأحداث، يموت الزوج فتلتقي الشابة بالزوجة، لتكشف الرواية في نهاية المطاف عن صدمة الفتاة جراء جريمة قتل وتداعيات أخلاقية بين الحب والموت والمصير والشعور بالذنب، وكثير من الهواجس. أحد القراء يصف مارياس بأفضل مؤلف معاصر من إسبانيا، ويشير إلى بعض أعماله السابقة، ويعلق على العمل الجديد لمارياس بتفريقه بين الأحياء والأموات، هذا القارئ يتفق معه كثيرون على اعتبار أن الذين ماتوا أو خطفتهم الحياة، هم الوحيدون الذين لا يسببون الأذى، وليس لديهم وقت للتسبب في الألم أو خيبة الأمل. والرواية من جهة قارئ آخر، تعتبر عملاً ناجحاً، وساحراً، يستولي على لب قارئها ويقول: «في هذه الرواية التي يقدم فيها مؤلفها مجموعة من العبارات القاسية عبر 400 صفحة، يشعر القارئ كما لو أنه يعيش في داخل رأس رجل يعيش أزمة منتصف العمر، ويتحدث بأسئلة عن الفلسفة والأخلاق وعلم النفس» غير أن هذا القارئ لا يعجب بأسلوب الرواية الذي من وجهة نظره يفتقد أية حبكة روائية بالمعنى الفني للرواية، «ربما باستثناء لحظات قليلة تتخلل العمل». وينظر قارئ آخر إلى «غراميات» بوصفها تجسيداً لجدلية الموت والحياة وهي تطرح أسئلة فلسفية وأخلاقية مراوغة. من جهة أخرى، يعبر قارئ عن تفاعله مع الرواية بوصفها تعبر عن أفكار الكاتب التي انتقلت من كونها أفكاراً مبتذلة إلى منحى مزعج، ذات القارئ يرى أن «غراميات» رواية من دون تشويق يذكر، وأن سمتها الرئيسية هي تصوير حالات من القهر السلبي، تتمثل في إبراز شخصية الشر، ويقدم صورة نمطية عن شخصيات جامدة، قام مارياس باجتراح أفكار أكثر ملاءمة لها، يقول: «هذه الأفكار لا تبدو طبيعية للشخصيات، إذا كانوا أشخاصاً حقيقيين، ولحسن الحظ، فهم ليسوا كذلك.. إنهم مجرد تماثيل تمر بلحظة حياة كبرى تميز بها مارياس، حيث صوت الراوي كلي العلم، بغض النظر عما يمكن أن يحدث». المغري في الرواية بحسب إحدى القارئات، «أنه يعوزها البحث عن أدلة كافية، لتجعل منها رواية ناجحة، وليس البحث عن أداة سردية، سوف تحرم القارئ من سروره بقراءة النص، وتضيف: «مع ذلك يظل مارياس أحد أفضل الكتاب الذين استعرضوا كل التباينات والتغييرات، من خلال شخصيات وأفكار أضاف إليها الكثير من اللمسات المدهشة».
مشاركة :