جدلية الموت والحياة سينمائيا من خلال عيون الطفلة 'زهرة'

  • 1/8/2024
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط - "زهرة" فيلم جزائري قصير يحاول أن يطرح جدلية الموت والحياة من صميم خيال البراءة، تكتسي من قصة طفلة يُؤرخ تاريخ ميلادها بنفس القلم الذي سيُوثِّق ساعة وفاة والدتها ليُصبِح للحرمان لغة روحانية تستنطق في كل لحظة منابع الحدس الوُجداني، الذي لا يشعر به أحد، ولا يسمعه أحد، ولا يراه أحد، إذ أنها قضية كائن غير موجود ظل مرتحلا في أغوار آيات الوُجود، يسأل عن البداية؟ فتجيبه أحداث النهاية، ثم يبحث عن النهاية؟ فتكتب البداية حكاية نشأة جديدة، تشبه "زهرة". وفيما يلي حوار مع المخرج حول كواليس فيلمه ومشاركته في المهرجان الدولي للفيلم بالإمارات: كيف جاءت فكرة فيلم "زهرة" وما الذي ألهمك لاختيار موضوع يتناول جدلية الموت والحياة من خلال خيال البراءة؟ جاءتني فكرة الفيلم حول طفلة فقدت والدتها ومع مرور الوقت تكتشف معنى آية قرآنية في سورة "الحج" التي تشير إلى أن الإنسان خُلِقَ من تُرَابٍ، فتبدأ الطفلة في تطوير فكر فلسفي، إذ تقرر إعادة إحياء صورة والدتها من التراب استنادًا إلى ما ورد في إحدى آيات السورة التي تتحدث عن خلق الله للبشر. ما هي الرسالة التي ترغب في نقلها من خلال قصة الطفلة "زهرة"، وكيف يمكن للمشاهدين التفاعل معها؟ الرسالة تجمع بين جماليات الطبيعة والأبعاد الروحانية والإنسانية تتناول موضوعًا ملتهبًا وحساسًا، يتعامل مع قضايا مهمة للطفل، ويمتد عبر العمق الثقافي والاجتماعي في المجتمع الجزائري بشكل عام. وقد كان تفاعل الجمهور مع موضوع الطفلة كطرح لقضية إنسانية مثيرة من تغني للنقاش. كيف تمكنت كمخرج من تجسيد لغة روحانية للحرمان في الفيلم، وكيف يتم تجسيد هذا الجدل في قصة الطفلة؟ تمكنت من تجسيد لغة روحانية للحرمان من خلال بناء شخصية "زهرة"، التي كانت تتمتع ببُعد روحاني وفلسفي وخيال واسع، بهدف إعادة صورة أمها بالتراب. ما هو الدور الذي يلعبه قلم تسجيل تاريخ ميلاد ووفاة الطفلة "زهرة" في تطوير الحبكة السينمائية؟ يلعب دورًا فريدًا إذ يُظهر الموت والحياة في نفس اللحظة والمكان والساعة، مما يجعله عنصرًا روائيًا لمربط الأحداث ويضيف تعقيدًا مثيرًا للحبكة. كيف تمكنت من استخدام اللغة السينمائية لاستنطاق منابع الحدس الوجداني وإيصالها للمشاهدين بطريقة فنية؟ اللغة السينمائية تشمل الحرف (الإطار الفيلمي)، والكلمة (المشهد)، والجملة (تسلسل المشاهد)، والفقرة (المشهد وتتابعه)، والنص (الفيلم بأكمله)، أما الفنون التشكيلية فعلى النقيض إذ تتعلق بالفنون التي تستخدم العناصر البصرية للتعبير عن الأفكار والمشاعر. في سياق آخر، إذا كنت قد ركزت على الفنون التشكيلية أثناء مشاهدتك للفيلم، يمكن فهم هذا كتجربة شخصية تأثرعليك بطريقة فنية، أما عبارة " الرسومات" فتشير إلى اللوحات الفنية، وعندما نصف "زهرة" على شكل صور يمكن فهمها كمشهد فني يجسيد الزهرة ككائن خالٍ من الحياة. كيف استخدمت الشكل السينمائي للتعبير عن الظل الغير موجود والكائن الذي يعيش في آيات الوجود؟ لأن الانسان مخلوق من تراب والاية موجودة في سورة الحج بها تبدأ قصة "زهرة" ويبدأ الصراع في مقدمة الحبكة وفي حل العقدة نهايتها. كيف نجحت في تشكيل التواصل بين بداية الفيلم ونهايته، حيث تكون النهاية هي البداية لحكاية جديدة؟ لأن شخصية "زهرة" وجدة أمها في النهاية، فكل ما تنام تأتي في تفكيرها الفلسفي بأن أمها سوف ترجع للحياة بعن الموت، وهذا جعلها تحررت وعرفت كيف تلتقي بأمها عندما تنام ويبقى المشكل كيف تجد أبوها. كيف تمكنت من إيجاد التوازن بين الوجود والعدم في السرد السينمائي لتجسيد "زهرة" ككائن غير موجود؟ هناك عدم السرد الوصفي  وحضور الرمزي، لأن رؤيتي الإخراجية هنا لا تشمل السرد، بل الرموز، ورمزية الفيلم تسلط الضوء على دهاليز الطفولة. ما هي التحديات التي واجهتك أثناء إخراج هذا الفيلم القصير، خاصة في التعبير عن قضية كائن غير موجود؟ لم تواجهني أي تحديات عندما عبرت عن كائن غير موجود وحاضر في نفس الوقت، لذا يمكنني التحدث عن الأطفال الذين يعانون من نقص في حياتهم، وكيفية تأثي غياب حنان الأم على تصرفاتهم اليومية بشكل تلقائي. كيف يمكن للمشاهدين الاستمتاع بتفاصيل القصة والفهم العميق للرموز المستخدمة في "زهرة"؟ كان هناك نقاش مثير جداً مع الجمهور، حيث حرّك الماء الراكد في السينما الجزائرية. ظهرت تساؤلات وتحليلات كثيرة مع النقاد حول قضية "زهرة"، تم استخدام الرموز والدلالات بشكل كبير، حيث كانت الصورة تلعب دوراً أكبر من الحوار. وكان هناك فلسفة عميقة تتناول بصمة البراءة وكانت كل صورة تمثل علامة استفهام مما أسهم في إثراء القصة من حدث إلى حدث، وذلك لاكتمال الرمزية. حدثنا عن كواليس الكتابة و الاخراج؟ إنها تجربة سينمائية استثنائية تجمع بين جماليات الطبيعة والأبعاد الروحانية والإنسانية، حيث تناولت موضوعًا ملتهبًا وحساسًا يتعامل مع قضايا مهمة للطفل ويمتد عبر العمق الثقافي والاجتماعي في المجتمع الجزائري بشكل عام. كما ان الفيلم فيه وجود شيء من الفلسفة وفيه علاقات مبنية على الدين الإسلامي والتراب والنبات والموت والحياة والتساؤلات التي يوجهها الأطفال أحيانًا لآبائهم، كتبت السيناريو وبدأت أصقل حبكة الفيلم وتطوير الإطار العام للأحداث، ورتبت تسلسل الأحداث مبررا الانتقال من حدث لآخر، وهي تتطلب الكثير من الاحترافية والممارسة للوصول إلى درجة من الاتقان. فبالنسبة لي، الفن نمط عيش وكذلك السينما هي متنفس أستطيع من خلاله التعبير عن كل ما يجول في خاطري ومشاركته مع كل من حولي، فهي إدمان ليس له علاج وسأبقى أتنفس هذا الفن طوال العمر بإذن الله.

مشاركة :