صدق الذي لا ينطقُ عن الهوى صلى الله عليه وسلم عندما قال (تركتُ فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي) لأن القرآن الكريم والسنة الشريفة أوضحت لنا كل شيء وتركتنا على حجة بيضاء ليلها كنهارها ومن ذلك قوله تعالى (لقد خلقنا الإنسان في كبد) والمتأمِّل للمعنى العميق لهذه الآية الكريمة ويربطها بواقع الحياة الذي نعيشه اليوم يجد أنها متحقِّقة تمامًا، فمن منا لم يبدأ طفلاً صغيراً يافعًا ثم كبر شيئاً فشيئاً حتى أصبح يحلم ويفكر بالشهادة ثم الوظيفة والارتباط بامرأة حسناء لكي تأتي له بأطفال يعتقد بأنهم سيجعلون الحياة أجمل مما قبلهم ولكنه يغفل بأنه سيبدأ معهم دورة حياة جديدة بالكامل مليئة بالسعادة التي يقابلها مثلها من الشقاء والتعب والسعي والسهر وغيرها. وللتوضيح أكثر فعندما أفرحت والديك بقدومك فقد أشقيتهما بتربيتك وعندما أسعدتهما بتخرجك وشهادتك فقد أحزنتهما ببعدك وفراقك وعندما أضحكتهما ليلة زفافك فقد أبكيتهما بانشغالك وعندما فرحوا برؤية أحفادهم فقد حزنوا ربما لذهاب شبابهم. وقِس على نفسك أيضًا بأنك بعد توفيق الله لم تنل وتفرح بشهادتك إلا بعد تعبك وعناك في مذاكرتك ولم تتقدم في وظيفتك إلا بعد جهدك وتعبك في عملك ولم يزد رأس مالك إلا بعد أن ينال منك ولم يكبر أبناؤك وتفرح بهم إلا بعد أن يشقوك ويتعبوك مثل شقاء وتعب والديك عليك. ** خاتمة القول: لا تحسب المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا ويقول أمير الشعراء: وما نيل المطالبِ بالتمنّي ولكن تؤخذ الدنيا غلابا وما استعصى على قومٍ منالٌ إذا الإقدام كان لهم ركابا
مشاركة :