تتبادر إلى ذهني هذه الآية حين تمر بي أو بغيري ضائقةٍ أو همٍّ أو كربٍ ومَنْ منا مَنْ لا تمرُّ به مثل هذه الأمور ونحن نعيش في دارٍ مطبوعةٍ على الكدر ومليئة بالنصب؟ فتكون هذه الآية بمثابة السلوى وأزعم أنها تدفع كل مؤمنٍ عاقلٍ أنْ يتسلح بالصبر ويكون جَلْدًا في مواجهة مشاق الحياةِ وصعوباتها حتى لا يكون صيدًا سهلاً للشيطان عدونا الرجيم الذي لا يريدنا أن نعيش حياتنا ونستمتع بما فيها من مسراتٍ ويفرحه -كفانا الله شره- أن يرانا واقعين في شرَكِ اليأس والقنوط الذي ألجأ به بعض من غَلَبَهم إلى الملل من الحياة، ومنهم مَنْ تداركه بعض أهله ومحبيه فأمسى رائدًا من رواد العيادات النفسية باحثين له عن علاجاً مناسباً لحالته وحلاً ناجحًا لمشكلته، وقاوم بعضُهم الآخر فانتصروا حين تسلحوا بالإيمان واقتربوا من مولاهم الرحيم فأدركوا أنْ لا ملجأ من الله إلا إليه فراجعوا حساباتهم مع صلاتهم التي فيها العون من الله لهم على ما يواجهونه من مصائب ومشكلات {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} وفوَّضوا أمورهم إلى ربهم وتوكلوا عليه واطمأنت قلوبهم بذكره وهنا رسالةٌ شعرية إلى من يُعاني من داء اليأس وأخطأ طريق الفأل قلتُ فيها: أيها اليائسُ بادرْ وإلى المولى فهاجرْ دعْك من همٍّ وغمٍّ ومن الشيطانِ حاذرْ إنَّهُ أعدى عدوٍ إنَّهُ الخنَّاسُ غادرْ الزمِ المحرابَ واطرقْ باب مولاى هو غافرْ هو رحمنٌ رحيمٌ خيرُهُ للناسِ وافرْ اقتربْ منهُ سجودًا وانتظرْ من البشائرْ وعلى الأذكارِ حافظْ فهي حصنٌ لك عامرْ أنت في دارِ بلاءٍ فكنِ الأقوى وصابرْ جاهدِ النفسَ وأبشرْ أنت يا صبَّار ظافرْ عنه يا ربَّاهُ فرِّجْ أنت للمكسورِ جابرْ ** ** تمير - سدير
مشاركة :