عبر ثلاثة محاور، طرح المفكر المصري القاضي عبد الجواد يس، أفكاره حول الأصولية الإسلامية الأصول النظرية للعنف، وهي: لماذا تنشأ الأصولية الدينية عموماً؟ كيف نقرأ الأصولية الإسلامية بوجه خاص؟ من أين ينبع العنف في هذه الأصولية الإسلامية؟ وقال يس خلال محاضرته مساء أول من أمس، في اتحاد الكتاب بأبوظبي، التي أدارتها الكاتبة عائشة سلطان مدير دار ورق للنشر: إن ممارسات الاجتماع الأرضية تضاف على المطلق الإيماني، وتقدم على أنها الدين. وشرح أن الأصولية الدينية تحرف جوهر الدين عن كونه المطلق الأخلاقي. إشكاليات وأضاف عبد الجواد يس: الأصولية تعبر عن توجه داخل الديانة، بعد الاعتقاد بأن مستوى التدين السائد دون المعايير الراجعة لحقبة التأسيس، وتستخدم وسائل متعددة لذلك، منها: القوة. وتابع: هنا أصف ظاهرة بهذه المعايير بالأصولية الدينية، وهي ظاهرة متكررة في تاريخ التدين في جميع الديانات التوحيدية. وأشار إلى تكرار للظاهرة الأصولية في دول فقيرة أو غنية في مجتمعات حداثية وما قبل الحداثية. وفسر بأن هناك إشكالية بين النظام الديني والاجتماعي، مبيناً أن هناك نمطا قديما ساد في التجربة اليهودية، يحرف الدين عن حقيقته الأصلية. وأضاف: ما حدث تاريخيا أن يمارس الناس المطلق بينما علم الاجتماع متحرك.. ومن المستحيل التوافق بينهما، فالدين هو المطلق الأخلاقي، بينما النظام الديني هو التراث الذي ألحق بالمطلق وصدر على أنه دين. الأصولية الإسلامية ورأى يس أن كل أصولية رغم موضوعها السلفي، ظاهرة حداثية، وتنشأ بدوافع من الواقع الاجتماعي المعاصر، وتستخدم آليات في الخطاب المعاصر لها، مستشهدا بداعش التي تستخدم الإنترنت. وأشار إلى أن تطور أوروبا حدث بعد تراجع الكنيسة. وأوضح لا يمكن القول إن الدين هجوم مضاد على الحداثة، فالدين لم يتراجع في بلداننا ولم توجد الحداثة. وأرفد: إن الإسلام لم يتعرض لمعركة كسر عظام مع سياق تطور الهياكل الاجتماعية. وشدد على أن الأصولية تنبع من التعامل مع النص باعتباره كتلة مطلقة، ولا يفرق بين ما هو إلهي مطلق، وبين ما هو اجتماعي وتاريخي. وأوضح أن النص القرآني فيه عموميات مطلقة، وفيه تفاصيل تشريعية دقيقة، وفيه تاريخ لكن العقل الديني لا يفرق بل هو ملزم، في حين أن طبيعة الاجتماع أن يتلون في شقه الاجتماعي ليتناسب مع العصر. وأشار إلى أن العقل الفقهي المسلم الغر يستند في حججه إلى القرآن الكريم، مع العلم أن جوهر الدين هو روح الله، وما سوى ذلك اجتماع ألحق بالدين. سيرة القاضي عبد الجواد يس. مستشار ومفكر مصري مستقل، تدرج في سلك النيابة والقضاء في مصر والإمارات، تنتمي أعماله إلى فلسفة الدين وعلم الاجتماع الديني، من أهم كتبه: السلطة في الإسلام، العقل الفقهي السلفي بين النص والتاريخ.
مشاركة :