هيمنت تداعيات خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام في الشرق الأوسط، والمعروفة إعلامياً بـ«صفقة القرن»، على افتتاح القمة الأفريقية المنعقدة بأديس أبابا أمس.وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فاكي محمد أثناء القمة التي تعقد تحت شعار «إسكات البنادق» إن صفقة القرن «أعدت خارج نطاق التعهدات الدولية». وعبر فاكي محمد عن خشيته من أن هذه الصفقة لن تحل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، ولن تزيد إلا في تفاقم التوتر. وعد فاكي محمد الخطة التي كشفت عنها واشنطن أواخر يناير (كانون الثاني) بأنها تمثل «انتهاكا خطيراً لقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي الكثيرة»، مضيفا أن الخطة «تعتدي على حقوق الشعب الفلسطيني».من جهته، قال محمد أشتية، رئيس الحكومة الفلسطينية، إن انعقاد القمة الأفريقية تحت شعار مهم وحيوي هو «إسكات البنادق، تهيئة الظروف المواتية لتنمية أفريقيا» يتعدى حدود أفريقيا لمناطق أخرى في العالم، لا سيما فلسطين التي تتوق لإسكات بنادق الاحتلال الإسرائيلي التي تعيق الحياة الطبيعية، وتعيق تنميتها، وتريد الإسهام في نجاح هذا الشعار وتعميمه والتعاون من أجله. وتحدث أشتية عن «صفقة القرن»، وقال إن الخطة الأميركية التي قدمها الرئيس دونالد ترمب في 28 يناير «تفتقر إلى مرجعيات دولية، وتضرب بعرض الحائط أسس ومرتكزات القانون الدولي، وهي خطة أحادية لم تنسق معنا، في حين شاركت إسرائيل في صياغة جميع بنودها». وزاد قائلا إن «الخطة تحرمنا من الاستقلال وترسخ الاحتلال، وتحرمنا من حق الانتفاع من مصادرنا الطبيعية ومياهنا. وبينما أتاحت الخطة لإسرائيل ضم أراض فلسطينية فورا، فإنها وضعت شروطا معقدة ليحصل الفلسطيني على ما هو وارد في الخطة، مثل اشتراط الاعتراف بيهودية الدولة».وعد أشتية المعروض في الخطة أنه لا يشكل الحد الأدنى من العدالة والحقوق للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن الخطة الأميركية لا تتضمن أي معنى حقيقي للسيادة، ولا تعطي الفلسطينيين سيادة على أراضيهم أو أجوائهم أو مياههم ومقدراتهم، أو حدود بلادهم، ولا تتضمن سيادة أو حرية في عبور الأفراد من وإلى فلسطين، أو حرية نقل البضائع والمنتجات.وقال المسؤول الفلسطيني إن الحدود بموجب هذه الخطة ستبقى تحت سلطة الاحتلال، وسيبقى لم شمل الفلسطينيين مع بعضهم، ودخول الزوار من العالم مرهونا بقرار إسرائيلي، كما هو الأمر الآن. ودعا أشتية القمة الأفريقية إلى تأكيد رفضها للمبادرة الأميركية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، والدعوة إلى تسوية للقضية الفلسطينية على أساس إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة، وفقا للمرجعيات الدولية. وقال أشتية إن الفلسطينيين يتطلعون لدعم أفريقيا لفكرة مؤتمر دولي للسلام في فلسطين، مثلما نتطلع لاستمرار التعاون الأفريقي العربي في مجالات التنمية وحفظ الأمن والاستقرار العالميين، مؤكدا على دور فلسطيني إيجابي في ذلك، مشيرا إلى أن الفلسطينيين يعولون كثيرا على مخرجات القمة العربية - الأفريقية التي ستعقد في الرياض منتصف الشهر المقبل، لترسي مرحلة جديدة لمواجهة التحديات وتمتين أسس التعاون بين الطرفين.
مشاركة :