يستأنف العمل جزئياً في الصين، الاثنين، بعد أسبوعين ونصف الأسبوع من عطلة رأس السنة القمرية في أجواء مضطربة بسبب فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة أكثر من 900 شخص حتى الآن. وما زالت الحياة في الصين مشلولة إلى حدّ كبير بسبب تفشي المرض في مناطق واسعة، في حين حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس من أن ما ظهر من هذا الداء العالمي قد لا يكون حتى الآن «سوى رأس جبل الجليد».وتبقى مناطق عديدة يعيش فيها ملايين الصينيين، خاضعة لقيود على الحركة لا سيما مقاطعة هوباي حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى والخاضعة لحجر صحي بحكم الأمر الواقع منذ 23 يناير كانون الثاني. وسمحت مدن ومقاطعات عدة باستئناف العمل في 11 فبراير شباط، لكن طلاب المدارس سيواصلون عطلتهم، بينما سمحت شركات لموظفيها بالعمل من المنزل. وبحسب تطبيق «دينج تالك» للتواصل الاجتماعي المهني، استخدم 200 مليون شخص خدمات الموقع ليتمكنوا من العمل من بيوتهم.في بكين وشنغهاي، عادت حركة السير بشكل طفيف الاثنين إلى الطرقات، لكن الازدحام الاعتيادي الذي تشهده هاتان المدينتان العملاقتان كان غائباً. في حين أشارت وسائل إعلام رسمية إلى أن نسبة ارتياد مترو بكين كانت أقل بخمسين في المئة من المعتاد خلال يوم عمل عادي في الأسبوع.وفي جنوب الصين، أعلنت مقاطعة جوانتشو أن حركة النقل العام ستعود الاثنين إلى وتيرتها المعتادة. بينما يسود خوف في أوساط الموظفين العائدين إلى أعمالهم، وما زال العديد من المتاجر والمطاعم والأماكن العامة كصالات السينما والرياضة مغلقة في أرجاء البلاد كافة. ونصحت بلدية شنغهاي الموظفين داخل المكاتب بعدم التجمع، مع اعتماد ساعات عمل متداخلة، وتفادي تناول الطعام بشكل مشترك بين الزملاء الذين عليهم أن يحافظوا على مسافة تزيد على متر فيما بينهم.وأسفر فيروس كورونا المستجد عن وفاة 908 أشخاص في الصين القارية حيث تجاوز عدد الإصابات 40 ألفاً، وفق آخر حصيلة صادرة عن السلطات الاثنين، ما يشير إلى استقرار في تفشي الداء.وباتت الحصيلة العالمية 910 وفيات متخطية عدد وفيات المتلازمة التنفسية الحادة (سارس) التي قتلت 774 شخصاً في العالم في عامي 2002 و2003. وفي العالم، تأكدت 320 إصابة في 30 بلداً، بعد إعلان فرنسا السبت عن إصابات إضافية (4 راشدين وطفل من الجنسية البريطانية)، ما يرفع عدد الإصابات في هذا البلد إلى 11.ووصفت الحكومة البريطانية الاثنين فيروس كورونا المستجدّ، بأنه تهديد «خطر ووشيك للصحة العامة».
مشاركة :